مسقط - عمان اليوم
قال السفير الياباني المعتمد لدى السلطنة سعادة كوباياشي توشينوري ان وفاة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس-طيب الله ثراه- مثلت وفاته خسارة كبيرة ليس فقط لسلطنة عمان وشعبها ولكن للعالم بأسره، فقد كان السلطان قابوس قائداً عظيماً وحكيماً ومعتدلاً نال احترام العالم بأسره والذي تمكن من بناء ورعاية هذه الدولة الحديثة من خلال سياسته الخارجية الفريدة وساهم في استقرار ورخاء المنطقة.
وأضاف سعادته في كلمة له بمناسبة عيد الميلاد الستين لصاحب الجلالة الإمبراطور ناروهيتو امبراطور اليابان :تشرفت منذ عشرة أشهر بمقابلة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد-طيب الله ثراه -لأقدم أوراق اعتمادي لجلالته رحمه الله، وكآخر سفير ضمن قائمة طويلة من السفراء الذين قدموا أوراق اعتمادهم لجلالته، سوف يستمر إعجابي بحكمته وبإرادته طالما حييت.
وقال سعادته، "شهد العام الفائت زخماً كبيراً بالنسبة لليابان حيث شهد بداية حقبة إمبراطورية جديدة بعد تنازل صاحب الجلالة إمبراطور اليابان السابق أكيهيتو عن العرش في إبريل 2019م وهو بذلك يصبح أول إمبراطور يتخلى عن العرش منذ ما يزيد عن مائتي سنة، واعتلاء صاحب الجلالة الإمبراطور ناروهيتو العرش في الأول من مايو 2019 ليصيح الإمبراطور السادس والعشرين بعد المائة ولتبدأ باعتلائه العرش حقبة إمبراطورية جديدة باسم «ريوا». وكلمة «ريوا» تعني التناغم الجميل» وهو مفهوم اتبعته اليابان منذ فترة طويلة سواء داخل اليابان أو في تعاملاتها على مستوى العالم".
واضاف السفير الياباني قائلا: تمت مراسم التنصيب الرسمية بالقصر الإمبراطوري بطوكيو في 22 أكتوبر 2019، وقد تشرفنا كثيراً بمشاركة صاحب السمو السيد أسعد بن طارق، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان المعظم وبصحبته وفد رفيع المستوى يضم معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، أمين عام وزارة الخارجية في مراسم التنصيب ونقل تحيات صاحب الجلالة السلطان الراحل. إن المشاركة بأرفع المستويات يظهر علاقات الود الطويلة الأمد بين العائلة الإمبراطورية في اليابان والأسرة الحاكمة في سلطنة عمان.
بهذه المناسبة أود أن أعبر عن خالص تمنياتي لجلالة الإمبراطور الجديد بمزيد من النجاح والصحة والسعادة والحكمة.
فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين اليابان وسلطنة عمان فقد شهدت مزيداً من التطور وتعززت بفضل سلسلة الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى والتي ارتفع عددها بشكل ملحوظ منذ بداية فترة إدارة رئيس الوزراء آبي الثانية في 2012م، وللدلالة على ذلك فإنه في العام المنصرم قام معالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي، الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع بسلطنة عمان بزيارة إلى اليابان في شهر مارس 2019م ووقع مع نظيره الياباني على مذكرة تعاون بين البلدين، وفي إبريل 2019م قام معالي ساتو ماساهيسا، وزير الدولة للشؤون الخارجية بزيارة إلى السلطنة لحضور الجولة الخامسة من الحوار السياسي بين اليابان وسلطنة عمان والتي ترأسها مع معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، أمين عام وزارة الخارجية.
في أكتوبر 2019م، كان لصاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان لقاء مثمر مع دولة رئيس وزراء اليابان آبي خلال تواجده باليابان لحضور مراسم تتويج الإمبراطور، كما قام كل من معالي الدكتور محمد الرمحي، وزير النفط والغاز ومعالي أحمد المحرزي، وزير السياحة بزيارة اليابان في سبتمبر وديسمبر على الترتيب من أجل حضور مؤتمرات دولية، وفي ديسمبر 2019، قام معالي كونو تارو، وزير الدفاع الياباني ووزير الخارجية السابق بزيارة إلى السلطنة للتباحث مع نظيره العماني حول التعاون في مجال الدفاع بين البلدين.
أخيراً وفي 14 يناير 2020، قام دولة رئيس وزراء اليابان آبي شينزو بزيارة إلى سلطنة عمان، حيث قام بزيارة تعزيه ومواساه لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، سلطان عمان بقصر العلم العامر وهو القائد الوحيد من منطقة آسيا والمحيط الهادئ الذي يحضر بنفسه، إنّ العدد الاستثنائي للتبادل الانساني آنف الذكر يوضح بأن العلاقات بين بلدينا تنمو بشكل هام أكثر من أي وقت مضى، وبأن اليابان تعتبر السلطنة شريكاً هاماً سواء من الناحية الاقتصادية أو الأمنية في منطقة المحيط الهندي والهادي.
وقال سعادته تتمتع سلطنة عمان بموقع استراتيجي هام لا مثيل له حيث تطل على مضيق هرمز وبها موانئ تقع على المحيط الهندي. علاوة على ذلك، تساهم سياسية السلطنة الخارجية الفريدة -والتي تعهد صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم في خطابه الأول كسلطان لعمان بمواصلتها والحفاظ عليها-في إرساء دعائم السلام والاستقرار بالمنطقة بشكل فعّال، وإنني على ثقة بأن سلطنة عمان، بهذه الخصائص المميزة، لقادرة أن تصبح مركزاً اقتصادياً بالمنطقة وواحة سلام في الشرق الأوسط. الآن فتحت بلدينا صفحة جديدة من التاريخ. ختاماً، أود أن أعبر بهذه المناسبة عن خالص تمنياتي بموفور الصحة والعمر المديد لكل من جلالة الإمبراطور ناروهيتو، وصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق وللعلاقات الثنائية المتميزة بين اليابان وسلطنة عمان مزيداً من التعزيز والتطور في كافة المجالات.
التعاون في مجال الأمن البحري
لكونهما دولتين بحريتين تتمتعان بتاريخ عريق مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمحيطات، فإن كل من اليابان وسلطنة عمان على دراية تامة بأهمية الحفاظ على المحيطات كأصول عالمية يجب أن تكون حرة ومفتوحة، ومع ذلك فإن منطقة المحيط الهندي والهادئ تواجه تحديات متنوعة مثل القرصنة والإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل والكوارث الطبيعية ومحاولات تغيير الوضع الراهن.
في ظل مثل هذه الظروف تهدف اليابان إلى إنشاء «منطقة محيط هندي وهادئ حرة ومفتوحة» (FOIP) وذلك من خلال ضمان نظام عالمي قائم على القواعد بما في ذلك سيادة القانون وحرية الملاحة البحرية والتحليق الجوي والتسوية السلمية للنزاعات وتعزيز التجارة الحرة من أجل تحقيق السلام والاستقرار والرخاء في مختلف أرجاء المنطقة.
وتقوم اليابان وبشكل مستمر بنشر السفن والأفراد التابعين للقوات البحرية اليابانية للدفاع الذاتي بالمنطقة وفي نفس الوقت تقوم حكومة سلطنة عمان مشكورةً بتقديم دعمها وتعاونها الكامل عن طريق توفير خدمات رسو السفن وأوجه المساعدة الضرورية الأخرى لكل من قوات المهام اليابانية آنفة الذكر وقوات التحالف الدولية المشاركة في مثل هذه المهام ذات الأهمية الكبيرة.
فيما يتعلق بتنمية الموارد البشرية تقوم اليابان وسلطنة عمان بتبادل المعرفة والمهارات والخبرة من خلال الدورات التدريبية المشتركة والزيارات من أجل تعزيز التفاهم وحسن النوايا بين البلدين، فعلى سبيل المثال في نوفمبر 2018م شارك ضابط من شرطة عمان السلطانية في اجتماع العمل الخاص بالقمة العالمية لخفر السواحل والذي استضافه كل من خفر السواحل الياباني والمؤسسة اليابانية «نيبون فاونديشن» وقد ناقش المشاركون في الاجتماع من أكثر من 60 دولة ومنطقة ومنظمة حول العالم تنمية الموارد البشرية العالمية لخفر السواحل ووسائل تبادل المعلومات، وفي سبتمبر 2019م شارك ضابط من البحرية السلطانية العمانية في برنامج «التدريب على متن السفن 2019» الذي نظمته القوات البحرية اليابانية للدفاع الذاتي، وفي شهر أكتوبر 2019م شارك ضابط من البحرية السلطانية العمانية أيضاً في «برنامج التبادل قصير الأمد لضباط الأجيال القادمة» الذي استضافته القوات البحرية اليابانية للدفاع الذاتي في طوكيو.
السلطنة واليابان تحرصان دائمًا على تشجيع مواطني البلدين للاستفادة من نقاط القوة والخبرة
رفع رئيس مجلس إدارة جمعية الصداقة العُمانية اليابانية محمد بن سعود بهوان بالنيابة عن أعضاء مجلس إدارة جمعية الصداقة العُمانية اليابانية، أصدق آيات التهاني والتبريكات لصاحب الجلالة الإمبراطور ناروهيتو ، إمبراطور اليابان بمناسبة العيد الستين لميلاد جلالته.
وقال محمد بن سعود بهوان: فقدت سلطنة عُمان مؤخرًا قائدها العزيز، الراحل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه، والذي كان لرؤيته الملهمة وقيادته الحكيمة دور كبير في توجيه سلطنة عُمان على طريق السلام والتقدم والازدهار.
وإننا إذ نرحب بتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، فإننا نبايعه على السمع والطاعة في العسر واليسر وفي المنشط والمكره في ظل قيادته الحكيمة ورؤيته السديدة لتحقيق المزيد من التقدم والنماء والرخاء ، داعين المولى عز وجل أن ينعم على جلالته بموفور الصحة والسعادة والعمر المديد.
وتتمتع كل من سلطنة عُمان واليابان بعلاقة وطيدة تضرب بجذورها في عمق التاريخ، وقد نمت هذه العلاقة وازدادت قوة ومتانة بمرور السنين. وأسهم هذا الترابط الوثيق بين الشعبين في توفير فرص هائلة للتعاون وتعزيز أواصر العلاقة المشتركة بينهما.
ولطالما كان لجمعية الصداقة العُمانية اليابانية دور ملموس في توطيد أواصر تلك العلاقة بين البلدين وتوفير فرص واعدة للرخاء والازدهار. ويسرنا بهذه المناسبة أن نؤكد على التزام الجمعية بتعزيز تلك الروابط والانتقال بها لأفاق أرحب.
وحرصت كل من سلطنة عُمان واليابان دائمًا على تشجيع مواطني البلدين للاستفادة من نقاط القوة والخبرة التي يتمتعان بها. وبفضل التعاون الوثيق بين البلدين في مجالات عدة كالثقافة والفن والتجارة وغيرها ، تشهد هذه العلاقة حاليًا درجة غير مسبوقة من التطور والازدهار.
وعلى الصعيد الاقتصادي ، حققت العلاقة بين السلطنة واليابان تطورًا هائلاً في المجالات كافة، بما يؤكد على حقيقة أن اليابان هي أكبر شريك تجاري للسلطنة، حيث تستورد سلطنة عُمان العديد من المنتجات اليابانية كالسيارات والألمنيوم والآلات والأجهزة الكهربائية وغيرها. وفي المقابل، تستفيد اليابان من الصادرات العُمانية كالنفط والغاز والمنتجات السمكية والزراعية وغيرها.
بالنيابة عن جميع أعضاء مجلس إدارة جمعية الصداقة العُمانية اليابانية، أود أن أتوجه بخالص التهاني والتبريكات لصاحب الجلالة الإمبراطور ناروهيتو بمناسبة عيد ميلاد جلالته الستين، داعيًا الله العلي القدير أن ينعم على جلالته بموفور الصحة والسعادة، متمنيًا للعلاقة القوية التي تجمع بين الشعبين العُماني والياباني مزيدًا من النماء والإزدهار.
قد يهمك أيضا:
النهضة العمانية مستمرة وأعلام السلطنة تعود مرفرفة الخميس
معرض رسالة الإسلام من عمان يحمل رؤية بأخلاق وقيم إنسانية مشتركة