الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة

كشفت الجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناجمة عن انتشار فيروس كورونا "كوفيد-19"، عن مجموعة من التفاصيل المتعلقة برفع الأغلاق عن ولاية مطرح، وتوقعات استئناف حركة الطيران، فضلا عن الحزم الاقتصادية المرتقبة خلال الفترة المقبلة.

وشارك في المؤتمر الصحافي الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي بحضور جريدة الرؤية ومختلف وسائل الإعلام، كل من: معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة، ومعالي أحمد بن عبدالله بن محمد الشحي وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه، والدكتور سيف بن سالم العبري مدير عام مراقبة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، والدكتورة فريال اللواتية، طبيب استشاري أول، رئيس وحدة الأمراض المعدية بالمستشفى السلطاني.

وأفصح الدكتور وزير الصحة في مستهل المؤتمر عن أحدث الإحصائيات المتعلقة بفيروس كورونا، حيث بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" الذين تم تسجيلهم أمس الأربعاء بلغ 787 مصابا منهم 265 لعمانيين، وعدد 513 حالة لغير عمانيين، ليبلغ الإجمالي 14316 مصابا، مع تسجيل 67 حالة وفاة، و3451 متعافيا، و226 مريضا منوما في المستشفيات، و58 شخصا في العناية المركزة، بينما وصل إجمالي من دخلوا العناية المركزة 120 مريضا وهو ما يمثل 1% من المشخصين. وأوضح أن 186 من العاملين في القطاع الصحي مصابون بكورونا ومعظمهم أصيبوا خارج العمل وبسبب النقل المجتمعي للفيروس.

وأكد أن السلطنة لن تتخلى عن الشفافية في إعلان الإحصائيات، مشيرا إلى أن هناك منظمات دولية تثير أسئلة حول علاج الوافدين، لكنه شدد على أن العلاج والفحص للمقيمين يتم مجانا وبدون أي تكلفة على المصاب.

وذكر أنه سيتم خلال الأسبوع المقبل التوضيح حول موعد عودة طباعة الصحف، لكنه قال إن هناك تخوف من انتقال العدوى عبر تداول الصحف والمطبوعات.

وفي هذا الشأن قال الدكتور سيف العبري إن الصورة لم تكن واضحة حول دور المطبوعات الورقية في نقل العدوى، وهناك فريق متخصص للنظر في عودة طباعة الصحف.. لكن الأمر متعلق بمن يحمل المطبوعات وينقل العدوى.

وحول ولاية مطرح، قال معالي الدكتور وزير الصحة إن أبناء ولاية مطرح أثبتوا حرصهم على الصحة العامة والالتزام بقرارات اللجنة العليا، مضيفا أن مطرح شهدت تسطيح منحنى الإصابة بالوباء بفضل الإغلاق الصحي، على الرغم من عدم تحقيق 100% من أهداف الغلق الصحي للولاية.

وأوضح معاليه أن التدرج في الإجراءات مستمر، لافتا في هذا السياق إلى الإشادات الدولية المتواصلة بنهج السلطنة في التعامل مع الجائحة. وأكد معاليه أن القرارات نابعة من الحرص على المصلحة العامة وأنه يتم الأخذ في عين الاعتبار العديد من الجوانب.

وكشف معاليه أنه سيتم رفع الإغلاق الصحي عن أغلب ولاية مطرح اعتبارا من يوم السبت المقبل، لكن سيظل الإغلاق في بعض المواقع لفترة وجيزة، وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور سيف العبري أنه لن يتم السماح بفتح الأنشطة الصناعية في منطقة الوادي الكبير، ولن يتم فتح سوق مطرح التجاري، وحي مطرح القديم وحي الحمرية سيظلان مغلقان لمدة أسبوعين.

وقال إنه لن يتم السماح بفتح الأنشطة الصناعية في منطقة الوادي الكبير، ولن يتم فتح سوق مطرح التجاري، مشيرا إلى أن حي مطرح القديم وحي الحمرية سيظلان مغلقان لمدة أسبوعين، وتابع أن هناك اجتماعات مستمرة مع القائمين على مطارات السلطنة، وأنه سيتم توفير الفحوصات في المطارات قبل أن تنشط حركة الطيران. وزاد قائلا إنه تم زيادة الفحوصات في المراكز الصحية خلال الفترة المقبلة، وأنه سيتم تقليص فترة ظهور نتيجة الفحص إلى 45 دقيقة. وأشار العبري إلى أنه من الصعوبة تحديد طبيعة الوضع الوبائي، وأن التحدي تمثل في الفتح التدريجي للأنشطة والزيارات العائلية خلال رمضان وعيد الفطر. وشدد على أن الأسبوعين القادمين حاسمين في ظل زيادة الأعداد خلال العشرة أيام الماضية.

وحول موسم خريف صلالة، قال وزير الصحة إن قرارات اللجنة العليا لا تزال سارية المفعول ومنها منع التجمعات سواء السياحية أو غير السياحية. وأضاف أن فريق التعافي باللجنة العليا يدرس كل ما يتعلق بالشق السياحي في السلطنة وبشكل خاص خريف ظفار.

من جهتها، قالت الدكتورة فريال اللواتية إن 30% من وفيات المصابين بفيروس كورونا في السلطنة تعود لأشخاص مصابين بمرض السكري، وأن عددا كبيرا من الوفيات بين الوافدين تم في المنزل وعدم سعي المريض إلى الذهاب إلى المؤسسات الصحية. وأشارت إلى أن الأمراض المزمنة المصاحبة لها دور كبير في وفيات المصابين بكورونا.

وقال وزير الصحة إن كثيرا من الدول غيرت تعريف الشفاء من كورونا، ولا نزال نضع فترة 14 يوما لضمان تعافي المريض، وهناك دول قلصت الفترة إلى 8 أيام. وأوضح أن نسبة الشفاء في السلطنة لا تقل عن المستوى العالمي.. ونسبة الوفيات لدينا لم تتجاوز 0.5%.

وأشار إلى أنه سيتم التطرق إلى خطة فتح المطارات خلال المؤتمر الصحفي المقبل، وأوضح وزير الصحة أن هناك خطة لتوسعة أسرة العناية المركزة، لكن ما ينقصنا هو بعض الكوادر الطبية، وسنناقش دعم الكفاءات الوطنية بكفاءات أخرى في مجال العناية المركزة.

وحث وزير الصحة المواطنين والمقيمين على عدم إلقاء الكمامات أو القفازات في غير الأماكن المخصصة لها، وقاف إنه سيتم فرض غرامات بحق المخالفين، وقال، "إن اللجنة العليا تتدارس آلية حول وضع النساء الحوامل وكبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة من العاملين في القطاع الحكومي".

وأضاف أن الحديث عن الإصابات بين العاملة الوافدة لا يجب أن ينظر إليها من منظور سلبي، لكن بعض الفئات يخالفون القرارات وينظمون تجمعات ويعيشون في سكنات عمالية لا تتوافر فيها الضوابط الصحية.

وحول الابتكارات العمانية المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا، قال معاليه: "نرحب بابتكارات الشباب العماني، لكن لا بد من التأكد أن أي ابتكار مطابق للمعايير الدولية، ولن نخاطر بصحة المريض". وبين وزير الصحة أن التحدي الأكبر أمام وزارة الصحة هو الكوادر المؤهلة للعمل في العناية المركزة.

وقال إنه كلما تأخرنا في اتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة الأنشطة الاقتصادية وفق الضوابط الصحية ستكون الخسائر أكبر، وكشف وزير الصحة أن محلات الخياطة ربما يتم فتحها ضمن الحزم الاقتصادية المقبلة، كما سيتم رفع الإغلاق عن منطقة السوق في جعلان قريبا.

وأشار معاليه إلى أنه تم رصد حالات مصابة بفيروس كورونا في المنطقة الاقتصادية بالدقم خلال الأيام الأخيرة، خاصة في مخيمات العمالة الوافدة.

وأكد الوزير أن المُعطى الوبائي هو الأساس في اتخاذ قرار إغلاق منطقة أو ولاية من عدمه، وأن الغلق يأتي بنتائج إيجابية، وإذا لم نغلق ولاية مطرح لكان الوضع أسوأ بكثير جدا عما نحن عليه الآن.

وحول زيارة الأهل، قال معاليه إنه لا مانع من زيارة الأهل مع تطبيق التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات؛ وفيما يتعلق ببرنامج التطعيمات في السلطنة، شدد معاليه أن هذا البرنامج لم يتأثر وأن نسبة تقديم التطعيمات بين السكان تصل إلى 99%.

وثمن الوزير دور وسائل الإعلام في الأزمة، وقالت إنها كانت ولا تزال شريكا رئيسيا في إيصال الرسائل التوعوية ودحض الشائعات.

وقال الدكتور سيف العبري إن أغلب الوفيات تتمركز في محافظة مسقط، وأن 50% للعمانيين وأعمارهم تفوق الخمسين عاما، مشيرا إلى أن الوزارة تعكف على مراجعة تعريف سبب الوفاة. وأضاف العبري أن حزمة اقتصادية ثالثة سيتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل لإعادة فتح أنشطة اقتصادية تلامس حياة المواطن ولا تشهد فيها تجمعات، وأنه مع كل حزمة سيتم طرح اشتراطات جديدة.

وأشار العبري إلى أن قرار إغلاق مؤسسة من عدمه يرجع إلى وزارة الصحة وفق التحليل الوبائي للمصابين بالفيروس في المؤسسة والمخالطين للحالة المصابة، مضيفا أن قرار أي مؤسسة أن تغلق أبوابها نتيجة إصابة موظف بها يعود للمؤسسة نفسها.. لكن قرارات وزارة الصحة تتم وفق ضوابط ودراسات.

وقال الدكتور سيف العبري إن أغلب المحافظات بدأت في استخدام السوار الطبي، وأن الوزارة ستتوسع في هذا الإجراء خلال المرحلة المقبلة. وأضاف أن أي حالة مشتبه في إصابتها بفيروس كورونا سيتم إلزامها بارتداء السوار الطبي.

وحول أسوأ السيناريوهات، قال العبري إنه كان من المتوقع تسجيل 1600 إصابة في اليوم و260 وفاة يوميا، ولكن ولله الحمد لم تصل السلطنة إلى هذا الوضع بفضل الإجراءات المتخذة ووعي المجتمع. وأضاف أن ارتفاع الحالات في الولايات ناتج عن تجمعات عائلية بين العمانيين، وتجمعات سكنات العمال بين الوافدين، وخاصة شركات الخدمات.

وحول عقار هيدروكسي كلوروكوين، قالت الدكتورة فريال اللواتية إن العقار يتم استخدامه في علاج الملاريا ومرضى آخرين، مشيرة إلى أنه لم يتم رصد مضاعفات خطيرة على كهربائية القلب جراء استخدام دواء هيدروكسي كلوروكوين. وذكرت أن هناك تحفظات علمية على الدراسة التي نشرت الأسبوع الماضي بخصوص عقار هيدروكسي كلوروكوين، وأن الدراسات لا تزال مستمرة. فيما أوضح معالي وزير الصحة أنه تم تشكيل فريق عمل للنظر في الدراسة الطبية المنشورة التي تحذر من استخدام عقار هيدروكسي كلوروكوين. وقال إن مشتريات السلطنة من عقار هيدروكسي كلوروكوين يتم استخدامها في علاج أمراض أخرى غير كورونا، ومنها مرض الذئبة الحمراء. وعبر معالي الدكتور وزير الصحة عن فخره بالكفاءات العمانية التي تقوم بعلاج المرضى والمصابين.  وزاد معاليه قائلا إن كثيرا من وفيات كورونا كانوا يعانون من أمراض مزمنة، والبعض لم يتجه للعلاج في المستشفيات.

وقال وزير البلديات، "إنه تم تحرير أكثر من 9000 مخالفة لقرارات اللجنة العليا حتى نهاية شهر مايو. وأضاف: لا مؤشر على أن المخالفات التي تم رصدها من نوع واحد، وتلقينا 6259 بلاغا عن مخالفات في أنشطة تجارية واقتصادية".

وأوضح أن الغرامات التي فرضت على تأخر تجديد عقود الايجار في بعض المنشآت سيتم ترحيلها للعام المقبل، وبين أن البلديات تنفذ حملات توعوية لحث الجميع على إلقاء الكمامات أو القفازات في الأماكن المخصصة لها. وتباع أن لجنة مشكلة من مجلس الوزراء الموقر ومن عدة جهات معنية، تواصل عملها ورفع تصوراتها بخصوص سكن العمالة الوافدة في الأحياء السكنية.

وأضاف وزير البلديات بالقول إن أنشطة صالونات التجميل والحلاقة لا تزال من ضمن الأنشطة التي تسببب انتشارا للفيروس، موضحا أن الحزمة الاقتصادية الثالثة ستتضمن أنشطة يمكن السيطرة عليها، لكن أنشطة الأفراح والمؤتمرات بعيدة عنها.

 قد يهمك أيضا: 

اللجنه العليا للإنتخابات تعلن نتائج فرز الأصوات و أسماء الفائزين في إنتخابات مجلس الشعب

اللجنة العليا تعلن مستجدات التعايش مع انتشار فيروس "كورونا "