كييف ـ عمان اليوم
فيما تستمر الحرب الروسية الأوكرانية، أعلنت روسيا، صباح اليوم الخميس، إحباط هجمات أوكرانية بمسيّرات وصواريخ في غرب البلاد، تحديدا في منطقة فلغوغراد حيث اندلع حريق في موقع تابع لوزارة الدفاع، وفقا للسلطات المحلية.وقال الحاكم المحلي أندريه بوتشاروف على تطبيق "تليغرام" إنّ الدفاعات الجوية "صدّت هجوما بطائرات من دون طيار على أراضي منطقة فولغوغراد في منطقة مارينوفكا، وتمّ تدمير معظم المسيّرات".
وأضاف بوتشاروف أنّه بعد تحطّم واحدة على الأقل من هذه المسيّرات، "اندلع حريق في أراضي إحدى منشآت وزارة الدفاع" قبل أن يتمّ إخماده، مشيرا إلى عدم سقوط ضحايا.
وفي منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا، دمّرت الدفاعات الجوية "صاروخَين أوكرانيَين وطائرة من دون طيار"، حسبما أفاد الحاكم أليكسي سميرنوف عبر تليغرام.
وإلى الجنوب في منطقة روستوف، أشار الحاكم فاسيلي غولوبيف إلى "إحباط" هجوم بخمس مسيّرات، من دون أن يؤدي إلى أضرار أو سقوط ضحايا بناء على معطيات أولية.
كذلك، تمّ تدمير طائرة من دون طيار في منطقة فورونيج وأخرى في منطقة بريانسك، حسبما أفاد حاكما المنطقتَين صباح الخميس.
وكان بوتشاروف قال قبل ذلك إن حريقا اندلع في منشأة عسكرية بالمنطقة بعد سقوط طائرة أوكرانية مسيرة عليها.وذكر بوتشاروف عبر تطبيق تليغرام أنه لم تقع إصابات، كما لم يحدد المنشأة التي تعرضت للهجوم، لكنه قال إن الهجوم ركز على قرية مارينوفكا، حيث توجد قاعدة جوية تابعة للجيش.وقالت الوكالة الاتحادية للنقل الجوي في روسيا (روزافياتسيا) إنه جرى فرض قيود مؤقتة الخميس على مطار فولغوغراد، إذ علق رحلات المغادرة والوصول.
ومن ناحيته، أعلن نائب مدير الإدارة العسكرية والسياسية الرئيسية في القوات المسلحة الروسية، قائد قوات "أخمات" الخاصة، أبتي علاء الدينوف، أن القوات الروسية دمرت دبابة أوكرانية من طراز "أبرامز" أميركية الصنع على محور كورسك.
وقال الدينوف في فيديو نشره بقناته على "تليغرام"، اليوم الخميس: "كل الأمور تحت السيطرة على الجبهة، لم ينفذ العدو عمليات قتالية عنيفة هذا اليوم، في الوقت نفسه قمنا بتدمير عشرات المعدات... بما في ذلك دبابة من طراز "أبرامز"، إضافةً إلى ذلك، تم تدمير عدة منظومات مدفعية (الأوكرانية) من عيارات مختلفة، والعديد من نقاط التحكم أيضاً، لذا فالأمور تسير على ما يرام في قطاعنا".
وكان ألكسندر بوجوماز حاكم منطقة بريانسك قال إن القوات الروسية منعت فريق تخريب واستطلاع أوكراني من اختراق الحدود في المنطقة الواقعة غرب روسيا، على بعد نحو 240 كيلومترا من موقع التوغل الأوكراني في منطقة كورسك المجاورة.
وقالت روسيا أمس الأربعاء إن قواتها تقدمت في شرق أوكرانيا، كما بدأت في صد قوات كييف في منطقة كورسك، لكن قائدا كبيرا حذر من أن القوات الأوكرانية تعيد تنظيم صفوفها لشن هجوم محتمل آخر.
وذكر بوجوماز أن قوات حرس الحدود التابعة لجهاز الأمن الاتحادي ووحدات من الجيش الروسي تمكنت من إحباط هجوم فريق تخريب واستطلاع أوكراني أمس الأربعاء، لافتاً إلى أن محاولة التوغل حدثت في كليموفو المتاخمة لمنطقة تشيرنيهيف الأوكرانية.
وتقع بريانسك إلى الشمال الشرقي من منطقة كورسك، حيث يتواصل توغل أوكراني منذ أوائل أغسطس/ آب.وقبل ذلك، أعلن حاكم مقاطعة روستوف الروسية، فاسيلي غولوبيف، الخميس، أن قوات الدفاع الجوي الروسية تصدت لهجوم أوكراني بخمس طائرات مسيرة غرب المقاطعة.
وأكد غولوبيف، في بيان نشره عبر تطبيق تليغرام، أن الهجوم بالمسيرات الذي استهدف غرب روستوف لم يسفر عن وقوع إصابات أو أضرار في المنشآت، وفقًا للبيانات الأولية.
وأضاف أن قوات الدفاع الجوي تمكنت من التصدي للطائرات المسيرة بنجاح، مشيرًا إلى أن الوضع تحت السيطرة من دون وقوع أي خسائر.
واقتحمت أوكرانيا الحدود الروسية في منطقة كورسك في السادس من أغسطس /آب في محاولة لإجبار موسكو على سحب قواتها من باقي جبهات القتال، لكن القوات الروسية واصلت التقدم في شرق أوكرانيا في الأيام القليلة الماضية.
قالت أوكرانيا الأربعاء، إنها دمرت جسوراً عائمة روسية بأسلحة أميركية الصنع في أثناء دفاعها عن المكاسب التي حققتها في منطقة كورسك الروسية، وسط صمت في واشنطن بشأن استخدام تلك الأسلحة داخل روسيا، في حين قالت موسكو إن قواتها أوقفت تقدم كييف هناك وكسبت أراضي في شرق أوكرانيا.
وأعلنت كييف عن "سلسلة من النجاحات"، في ساحة المعركة منذ أن عبرت في خطوة غير متوقعة إلى منطقة كورسك في السادس من أغسطس. وتتقدم موسكو بثبات في شرق أوكرانيا، وتضغط على القوات الأوكرانية التي أنهكها عامان ونصف العام من القتال.
وقال زيلينسكي إن الجيش الأوكراني يرد على التقدم الروسي بتعزيز قواته حول بوكروفسك، مركز التقدم الروسي في شرق أوكرانيا.
وفي أحد خطاباته التلفزيونية المعتادة، حث الرئيس الأوكراني حلفاء كييف على الوفاء بالتزاماتهم بإرسال الذخائر كي تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية. وقال "هذا أساسي للدفاع".
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه يتوقع أن يكون تقدم كييف في منطقة كورسك "عملية محدودة جداً في المساحة وربما أيضاً في الوقت"، وإن برلين لم يؤخذ رأيها مسبقاً قبل التوغل.
"منطقة عازلة"
وتحرص أوكرانيا بشدة على المحافظة على أهدافها العامة في منطقة كورسك، لكنها قالت إنها تمكنت من صنع منطقة عازلة استقطعتها من المنطقة التي كانت روسيا تستخدمها لقصف أهداف في أوكرانيا بضربات عبر الحدود.
وأظهر مقطع مصور نشرته قوات خاصة أوكرانية ضربات على جسور عائمة كثيرة في منطقة كورسك حيث ذكرت روسيا أن أوكرانيا دمرت ثلاثة جسور على الأقل فوق نهر سيم في سعيها للاحتفاظ بالأرض التي استحوذت عليها.
وقالت قوات العمليات الخاصة الأوكرانية على تطبيق تيليجرام للمراسلة "أين تختفي الجسور العائمة الروسية في منطقة كورسك؟ العناصر... يدمرونها بدقة".
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن كييف حققت مكاسب أكبر في منطقة كورسك فيما يتعلق بالأرض مقارنة بما حققته موسكو في أوكرانيا هذا العام. ووصفت روسيا التوغل بأنه تصعيد.
واقتحمت القوات الأوكرانية الحدود الروسية في منطقة كورسك في السادس من أغسطس في محاولة لإجبار موسكو على تحويل قواتها بعيداً عن مواقع أخرى في الجبهة، لكن القوات الروسية واصلت التقدم في الأيام القليلة الماضية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن موسكو سيطرت على قرية زيلان التي تقع على بعد أقل من 20 كيلومتراً شرقي مركز النقل بوكروفسك.
وأفاد الجانبان بأنهما تعرضا لهجمات كبيرة بطائرات مسيرة. وقالت أوكرانيا إنها اعترضت 50 من أصل 69 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا. وقالت موسكو إن دفاعاتها الجوية دمرت 45 طائرة مسيرة فوق الأراضي الروسية، منها 11 طائرة فوق منطقة موسكو.
"أوقفنا التوغل الأوكراني"
وفي تقريره إلى موسكو، قال الميجر جنرال أبتي علاء الدينوف، قائد القوات الخاصة الشيشانية "أخمات" ونائب رئيس الدائرة العسكرية السياسية بوزارة الدفاع إن روسيا أوقفت التوغل الأوكراني.
وقال علاء الدينوف لقناة روسيا التلفزيونية الرسمية "أوقفناهم وبدأنا في دحرهم". وأضاف أن القوات الأوكرانية تعيد ترتيب صفوفها وقد تشن قريباً هجوماً جديداً، لكن لم يسهب في تفاصيل.
ودأبت روسيا على القول إن الهجوم الأوكراني توقف، كما دأبت أوكرانيا على التباهي بتحقيق مكاسب، قائلة إنها سيطرت على 92 تجمعاً سكانياً في مساحة تزيد على 1250 كيلومتراً مربعاً.
وقدم التوعل دفعة معنوية كان الجيش الأوكراني يتعطش إليها لأنه لم يحقق مكاسب كبيرة على أراضيه منذ أواخر عام 2022.
وجاء في البيان الأوكراني أن أنظمة صواريخ هيمارس أميركية الصنع استُخدمت كجزء من العمليات لتعطيل جهود الإمداد الروسية في منطقة كورسك. وهذا أول بيان رسمي من كييف يعترف باستخدامها للسلاح أثناء توغلها.
ولم تعلق واشنطن مباشرة على استخدام الأسلحة الأميركية الصنع في منطقة كورسك، لكنها قالت إن السياسات الأميركية لم تتغير وأن أوكرانيا تدافع عن نفسها ضد الغزو الروسي الشامل المستمر.
ومنع الحلفاء أوكرانيا من تنفيذ ضربات بعيدة المدى بأسلحة غربية داخل روسيا، لكنهم سمحوا لكييف باستخدامها لضرب المناطق الحدودية منذ الهجوم الروسي الجديد على منطقة خاركيف هذا الربيع.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
مباحثات عسكرية عمانية مع روسيا وكازاخستان وذلك في إطار الزيارة الرسمية
وزارة الدفاع الروسية تُعلن استهدافها لأوديسا وتؤكد تقدم قواتها في كوبيانسك