كييف ـ جلال ياسين
تستعر المعارك في البحر الأسود ومنطقة شبه جزيرة القرم، بين روسيا وأوكرانيا، بما يكشف تغييرا في استراتيجية كييف القتالية، في اتجاه نقل المعارك إلى داخل الموانئ الروسية، والتصويب على أحد أهم عناصر الاقتصاد الروسي.
وبعد استهدافها سفينتين روسيتين بالبحر الأسود، يومي الجمعة والسبت، استهدفت أوكرانيا، الأحد جسر تشونجار في القرم، الذي يطلق عليه "بوابة القرم"، ويعد طريقا رئيسيا لإمداد للجيش الروسي. في المقابل، أكد الجيش الروسي، أنه تقدم خلال 3 أيام مسافة 3 كلم نحو كوبيانسك بشمال شرق أوكرانيا.
وصعدت كييف من تهديداتها. وهدد مستشار الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي، باستهداف السفن والموانئ الروسية على البحر الأسود بما فيها ناقلات النفط إلى أوروبا.كما أكد أوليج أوستينكو المستشار الاقتصادي لزيلينسكي أن تلك السفن تعتبر أهدافا عسكرية مشروعة.
وحذر من أن الناقلات التي تحمل ملايين براميل النفط إلى أوروبا يمكن أن تتعرض لهجمات مبررة من قبل الجيش الأوكراني كجزء من جهود إضعاف آلة الحرب الروسية، وفقا لما نقلت صحيفة "بوليتيكو". كذلك اعتبر أن "كل ما يحركه الروس ذهابًا وإيابًا في البحر الأسود بات هدفا العسكرياً"، موضحاً أن هذا القرار أتى انتقاماً من انسحاب موسكو من اتفاقية الحبوب التي توسطت فيها الأمم المتحدة ورعتها تركيا قبل أشهر
وقال أوستنكو: "بدأت هذه القصة مع قيام روسيا بإغلاق ممر الحبوب، والتهديد بمهاجمة سفننا، وتدمير موانئنا"، مضيفا أن البنية التحتية البحرية الأوكرانية تتعرض لهجمات مستمرة. أتت تلك التصريحات بعد أن تعرضت ناقلة إس.آي.جي الروسية لاستهداف بطائرة مسيرة قبل أيام قليلة قرب شبه جزيرة القرم.
كما جاءت بعد اعلان موسكو عم تجديدها لاتفاق الحبوب الذي أبرم قبل أشهر مع الأوكران، بهدف السماح بتصدير الحبوب والمنتجات الزراعية الأوكرانية لاسيما القمح. ومنذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير من العام الماضي، شهد البحر الأسود الذي تسيطر عليه السفن الروسية العديد من الهجمات الأوكرانية التي طالت أسطول موسكو البحري.
من جانبها، تقول مجلة "لوبس" الفرنسية، إن أوكرانيا تهاجم الآن علنا القرم والبحر الأسود وتعتبرهما ساحة قتال.
والقرم تشكل قيمة رمزية بالنسبة للرئيس الأوكراني، فولاديمير زيلينسكي؛ إذ يعتبرها "أم المعارك"، وسبق أن وعد فور وصوله للسلطة عام 2019 بالقتال لاستعادتها، وفق الصحيفة الفرنسية.
وتلفت "لوبس" إلى أنه منذ وصف الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، أي هجوم على القرم، خاصة جسر كيرتش وقاعدة سيفاستوبول، بأنه سيكون بمثابة "يوم القيامة"، وأوكرانيا تختبر القدرات الانتقامية الروسية.
وضمت روسيا القرم إليها عام 2014 باستفتاء لم تعترف بنتائجه أوكرانيا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
زيلينسكي يؤكد أن شبه جزيرة القرم هي جزء لا يتجزأ من أوكرانيا