الخرطوم ـ جمال إمام
وقعت معارك قوية منذ صباح اليوم السبت، في الخرطوم بمحيط سلاح المدرعات التابع للجيش السوداني مع تحليق مكثف لطائراته. ودوت أصوات المدفعية الثقيلة والأسلحة الرشاشة، كما سمع دوي انفجارات، وشوهدت أعمدة الدخان متصاعدة من أحياء متاخمة لسلاح المدرعات جنوبي الخرطوم.
كما أظهرت مقاطع انتشار لأفراد من الجيش في محيط القيادة العامة قرب جهاز الأمن والمخابرات العامة. ووصلت القوات المسلحة السودانية إلى مناطق بمحيط القيادة العامة ومطار العاصمة الخرطوم، ونشرت قوات عسكرية فيها.
وفي مدينة أم درمان فيسودها هدوء مع استمرار لتحليق طائرات الاستطلاع التابعة للجيش في ضواحي المنطقة. وبدأ الصراع في السودان يوم الـ15 أبريل/نيسان الماضي، وقد توصل الطرفان لعدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار بوساطة سعودية أميركية، إلا أنها لم تصمد.
كما تم تعليق المفاوضات التي جرت في جدة الشهر الماضي، بعد أن تبادل طرفا الصراع الاتهامات بانتهاك الهدنة.
وأسفر النزاع حتى الآن عن مقتل 3 آلاف شخص على الأقل، وتشريد أكثر من 3 ملايين.
وترك الصراع في السودان 24 مليون شخص -نصف سكان البلاد- في حاجة إلى الغذاء ومساعدات أخرى، لكن 2.5 مليون فقط تلقوا مساعدات بسبب القتال الضاري ونقص التمويل، حسبما قال اثنان من كبار مسؤولي الأمم المتحدة، الجمعة.
ورسمت إيدن ورسورنو، مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، الذي عاد لتوه من السودان، صورة مروعة للدمار والاضطراب في السودان، مع عدم وجود محادثات سلام تلوح في الأفق.
قالت ورسورنو إن النقاط الساخنة، مثل العاصمة الخرطوم وجنوب كردفان ومناطق غرب دارفور، "مزقتها أعمال عنف لا هوادة فيها". ونحو ما يقرب من 4 ملايين شخص فروا من القتال، وهم يواجهون حرارة شديدة تصل إلى 48 درجة مئوية، وتهديدات بشن هجمات وعنف جنسي وموت.
والوضع الآن أسوأ مما كان عليه في عام 2004. وقتل نحو 18 من عمال الإغاثة حتى الآن في السودان. وأدى الصراع المستمر منذ ما يقرب من أربعة أشهر إلى مقتل أكثر من 3 آلاف شخص وإصابة أكثر من 6 آلاف خرين، وفقا لآخر الأرقام الحكومية الصادرة في يونيو. لكن أطباء ونشطاء يقولون إن الحصيلة الحقيقية ربما تكون أعلى من ذلك بكثير.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تمديد إغلاق المجال الجوي للسودان حتى منتصف أغسطس / آب واستثناء رحلات المساعدات الإنسانية