عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق ـ جورج الشامي
سقط 152 سوريًا، الأربعاء، برصاص قوات النظام السوري، في حين شغلت أخبار اشتباكات ساحة "العباسيين" في قلب العاصمة السورية دمشق معظم وسائل الإعلام، ونقل ناشطون دوي صفارات الإنذار وسط اشتباكات في الساحة، فيما أعلن المجلس العسكري في دمشق وريفها عن هروب قوات النظام السوري من مواقعهم في
قلب العاصمة دمشق، وأعلن في بيان دخوله إلى قلب العاصمة دمشق وبدء معركة التحرير "الملحمة الكبرى".
ونفى التلفزيون الرسمي وقوع أي اشتباكات في العاصمة جملة وتفصيلا. وقال مصدر رسمي أن الأخبار الكاذبة التي تبثها القنوات الناطقة باسم المجموعات الإرهابية و/جبهة النصرة/ دليل إفلاس وفشل إرهابييها تحت الضربات الموجعة لقواتنا المسلحة التي تسحق فلولهم.
فيما نقل موقع "دامس بوست" المقرب من النظام السوري بأن الاشتباكات تجري في أطراف منطقة العباسيين الملاصقة تماما لحي جوبر.
دبلوماسياً دعا الرئيس المصري محمد مرسي الأربعاء النظام الحاكم في سورية إلى التعلم من دروس التاريخ، مطالبا المعارضة السورية بطرح رؤية موحدة للحل.
من ناحيته قال جينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن تسوية النزاع في سورية ستبدأ إذا قررت المعارضة الدخول في حوار مع الحكومة.
فيما قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن اللجنة الرباعية لحل الأزمة السورية -والمكونة من مصر وتركيا وإيران والسعودية- ستعقد اجتماعا الأربعاء أو الخميس في القاهرة.
ميدانياً أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من 152 شخصا الأربعاء، وقال ناشطون إن اشتباكات هي الأعنف تجري في دمشق قرب ساحة العباسيين، وأوضحت أن صفارات الإنذار دوت عقب وقوع الاشتباكات.
ونقلت وكالات انباء عن ناشطين سوريين قولهم أن السلطات أغلقت ساحة العباسيين وطريق فارس الخوري حين هاجم الثوار القادمون من الريف المتاريس والتحصينات في الطرق بالصواريخ وقذائف الهاون.
بينما أعلن المجلس العسكري في دمشق وريفها عن هروب ما اسماه قوات النظام السوري من مواقعهم في الساحة العباسيين في قلب العاصمة دمشق.
ووفقا للناشطين، فقد دوت صفارات الإنذار قرب فرع أمن الدولة في منطقة الخطيب قرب ساحة العباسيين والذي يرأسه العميد حافظ مخلوف ابن خالة الرئيس بشار الأسد، كما أغلقت معظم مداخل المدينة وخصوصا الطرق المؤدية إلى الساحة التي تعد من أهم ميادين العاصمة لكونها حلقة الوصل التي تربط دمشق بالمدن الشمالية والشرقية.
وأعلن في بيان حصلت "العرب اليوم" على نسخة منه الدخول إلى قلب العاصمة دمشق وبدأ معركة التحرير "الملحمة الكبرى" بينما كثف النظام قصفه لأحياء العاصمة الجنوبية في جوبر وزملكا والزبلطاني وأجزاء من القابون والطريق الدائري وبرزة، فيما أعلن الجيش السوري الحر أنه دمر حاجز حرملة العسكري في حي جوبر بدمشق وقتل العشرات من القوات النظامية وأعطب دبابتين.
ونفى التلفزيون الرسمي وقوع أي اشتباكات في العاصمة جملة وتفصيلا. ونقل عن مصدر رسمي إن "إرهابيين" أطلقوا النار على مركز إطلاق صفارات الإنذار في جوبر، مما أدى إلى انطلاق هذه الصفارات.
وأضاف المصدر أن الأخبار الكاذبة التي تبثها القنوات الناطقة باسم المجموعات الإرهابية و/جبهة النصرة/ دليل إفلاس وفشل إرهابييها تحت الضربات الموجعة لقواتنا المسلحة التي تسحق فلولهم.
وأكّد مصدر إعلامي محلي أن كل ما تبثه قنوات الإعلام الدموي بشأن الأوضاع في دمشق عارية عن الصحة جملة وتفصيلا وهي محاولات بائسة لرفع معنويات إرهابييها الذين يفرون أمام بواسل قواتنا المسلحة.
وفي المقابل نقل موقع "دامس بوست" المقرب من النظام السوري عن مصدر سوري نفي ما يتم تداوله في وسائل الإعلام بخصوص اشتباكات تشهدها ساحة العباسيين بدمشق.
وأفاد المصدر -وفقاً للموقع- بأن الاشتباكات تجري في أطراف منطقة العباسيين الملاصقة تماما لحي جوبر "المشتعل" منذ أسابيع، فيما تشهد ساحة العباسيين حركة طبيعية رغم سماع أصوات اشتباكات قوية من المناطق الملاصقة.
كما أشار المصدر " إلى اشتباكات في مناطق أبرزها القابون والعدوى وركن الدين. وأن دمشق تشهد "تصعيدا مسلحا غير مسبوق"، على حد قوله، تنفذه "الميليشيات المسلحة"على حواجز الجيش والمراكز الأمنية في عدد من مناطق محيط العاصمة السورية، يقابله تصعيد من الجيش العربي السوري.
وقال الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية صفوت الزيات في حديث للجزيرة إن معارك اليوم تشير إلى أن الثوار بدأوا يمتلكون المبادرة، حيث يحاولون قطع طريق المتحلق الجنوبي الذي يربط العاصمة بكل من حمص والمناطق الشرقية من سورية، لافتا إلى أن الثوار بعد تدميرهم حاجز حرملة يديرون حاليا معارك في بلدة عدرا، مما ينبئ باحتمال قرب السيطرة على الطريق.
وقال ناشطون إن سيارة ملغومة انفجرت في مجمع للمخابرات العسكرية بمدينة تدمر شرقي سورية، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين أفراد الأمن والشبيحة.
وأضافوا أن قنبلة دمرت جزءا من السور الخلفي للمجمع الواقع قرب موقع أثري، ثم قاد أحد الثوار سيارة ملغومة وفجرها داخل المجمع مما دمر أجزاء منه.
في المقابل، قال مصدر سوري إن "انتحارييْن" فجرا نفسيهما بسيارتين مفخختين في فرع الأمن العسكري بتدمر، مما أدى إلى سقوط 20 قتيلاً بين العسكريين والمدنيين، متهما جماعة جبهة النصرة بتنفيذ العملية.
وقالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينتي الكسوة وداريا بريف دمشق، كما جدد الجيش الحر هجماته في محيط معسكري وادي الضيف والحامدية بإدلب، وفي مناطق عدة بمدينة درعا.
كما ذكر ناشطون أن سيارة مفخخة انفجرت الاربعاء في حي الزاهرة بدمشق، وأن قوات النظام اقتحمت حي نهر عيشة وشنت حملة دهم وتفتيش للمنازل في الجهة الغربية منه.
ووثقت شبكة شام العديد من المواقع التي تعرضت الاربعاء للقصف، ومنها مدن وبلدات بيت سحم وعدرا وداريا ومعضمية الشام والكسوة وعربين ودوما بريف دمشق، ومدينة تدمر بمحافظة حمص، وأحياء درعا البلد، وجبل الزاوية وكفرومة ومعرة النعمان وخان شيخون في إدلب، وبلدة الخريطة ومدينة الميادين وأحياء الحميدية والمطار والشيخ ياسين بمدينة دير الزور، ومدينة الطبقة بالرقة.
على صعيد القمة الاسلامية دعا الرئيس المصري محمد مرسي الأربعاء النظام الحاكم في سوريا إلى التعلم من دروس التاريخ، مطالبا المعارضة السورية بطرح رؤية موحدة للحل.
ومع تباحث أعضاء في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بشأن اقتراح طرحه زعيمه معاذ الخطيب للتفاوض مع النظام السوري، أكدت روسيا دعمها لهذه الخطوة، تزامنا مع استعداد اللجنة الرباعية لحل الأزمة السورية لعقد اجتماع في القاهرة.
وقال مرسي في افتتاح قمة منظمة التعاون الإسلامي بالقاهرة إنه يجب على النظام السوري أن يقرأ التاريخ ويعي درسه الذي يؤكد أن الشعوب هي الباقية، وأن "من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم ذاهبون لا محالة".
وأضاف أن بلاده تقدم كل الدعم اللازم للائتلاف السوري المعارض بناء على ثوابت واضحة هي: الحفاظ على سلامة تراب سورية، وتجنيبها خطر التدخل العسكري الأجنبي، داعيا أطياف المعارضة إلى التنسيق مع الائتلاف وطرح رؤية موحدة وشاملة، كما حثها على المسارعة في اتخاذ الخطوات اللازمة لتحمل المسؤولية السياسية.
من ناحيته، قال جينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن "تسوية النزاع في سوريا ستبدأ إذا قررت المعارضة الدخول في حوار مع الحكومة. وإذا أدرك معاذ الخطيب أنه لا بديل للتسوية السياسية والحوار مع الحكومة فسوف تتحرك الأمور".
وعلى صعيد آخر، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن اللجنة الرباعية لحل الأزمة السورية -والمكونة من مصر وتركيا وإيران والسعودية- ستعقد اجتماعا الأربعاء أو الخميس في القاهرة على هامش أعمال القمة الإسلامية، دون أن يوضح إن كان الاجتماع على المستوى الرئاسي أم الوزاري
وقالت مصادر في الأمم المتحدة والمعارضة السورية إن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة سيفتح مكاتب له في نيويورك وواشنطن، تمهيدا لعقد اجتماعات مع مسؤولين أميركيين وأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، .
وقال دبلوماسي غربي رفيع طلب ألا ينشر اسمه إن فتح مكاتب للائتلاف يشكل "خطوة مهمة، ومن الواضح أنها وسيلة محتملة لدعوة "زعيم الائتلاف" معاذ الخطيب للمجيء إلى نيويورك في مرحلة معينة"،
وأضاف أن نجيب الغضبان -وهو أستاذ جامعي أميركي سوري الأصل- سيرأس مكتب نيويورك. فيما قال دبلوماسي آخر إن الغرض من فتح مكتب نيويورك سيكون إيجاد قناة اتصال مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والمنقسم منذ وقت طويل بشأن الصراع في سورية الذي أودى بحياة زهاء 60 ألف شخص.
وأكد مصدر قريب من المعارضة السورية أن مكتب واشنطن سيرأسه عباب خليل، وهو مقيم في ولاية تكساس، وستكون إحدى المهام الأولى لمكتب واشنطن الإعداد لزيارة محتملة للولايات المتحدة يقوم بها الخطيب نهاية الشهر الجاري.
وأضاف المصدر أن تلك الزيارة سوف تتضمن اجتماعا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقد يساعد إنشاء مكاتب اتصال في نيويورك وواشنطن المعارضة السورية في سعيها لكسب التأييد لمقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
في غضون ذلك قالت مصادر في المعارضة إن أعضاء بالائتلاف الوطني السوري دعوا إلى اجتماع عاجل لبحث الاقتراح المثير للجدل الذي طرحه زعيمه للتفاوض مع النظام السوري، وتحديدا مع فاروق الشرع، نائب رئيس الجمهورية، إذا لبى النظام شروطا من بينها الإفراج عن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين.
وقال مسؤول في الائتلاف "ينبغي أن يجتمع الائتلاف لرسم إستراتيجية عاجلة بعد أصداء المبادرة وانتهاز القوة الدافعة التي خلقتها بغض النظر عن تحفظات بعض الأعضاء". وانتقد عدد من شخصيات المعارضة عرض الخطيب إجراء محادثات مع ممثلين للرئيس الأسد، لكن آخرين يقولون إنه قد يكشف أن اقتراحات الأسد لإجراء حوار إنما هي اقتراحات جوفاء. وذكرت مصادر في الائتلاف أن ثلاثين عضوا بعثوا رسالة إلى قيادته يطالبون بعقد اجتماع عاجل لجميع الأعضاء. فيما شنّ المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، حملة شديدة على رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب، رافضاً "الدخول في أي حوار أو تفاوض" مع نظام الرئيس بشار الأسد.
في المقابل على صعيد ردود الفعل الدولية، فقد رحبت كل من جامعة الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية بمبادرة الخطيب لبدء حوار مع من لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، إلا أن واشنطن رفضت في الوقت نفسه حصولَ الرئيس السوري على أي حصانة.
فيما التزمت السلطات السورية الصمت بشأن مبادرة الخطيب، لكن صحيفة الوطن شبه الرسمية قالت أمس الثلاثاء إن الخطيب غير مقبول كمفاوض.
ومن جهته، رحب رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر هيثم مناع بالمبادرة التي أطلقها الخطيب واعتبرها أهم حدث سياسي منذ ولادة الائتلاف قبل نحو ثلاثة أشهر. وقال مناع إن مبادرة الخطيب أصابت مبادرة الأسد التي طرحها في خطابه الأخير في مقتل، لأنها أعادت الاعتبار إلى الحل السياسي وجعلت من نظرية الحل الأمني العسكري جريمة لا حلاً.
وفي تداعيات أخرى للأزمة السورية، دعت مسودة البيان الختامي لقمة منظمة المؤتمر الإسلامي، إلى إجراء حوار بين المعارضة السوريةومسؤولين حكوميين "غير ضالعين في القمع" لإنهاء الحرب الأهلية في سورية.
كما دعت مسودة البيان قوى المعارضة السورية إلى الإسراع في تشكيل حكومة انتقالية، وأن تكون مستعدة لتولي المسؤولية السياسية بالكامل لحين الانتهاء من عملية التغيير السياسي المنشود.
ولم تذكر مسودة بيان القمة الرئيس الأسد، لكنها تعتبر حكومته المسؤول الأول عن العنف المستمر في البلاد منذ مارس/آذار 2011.
وتعبر المسودة عن القلق البالغ من تدهور الوضع وتسارع وتيرة القتل الذي راح ضحيته آلاف المدنيين العزل، وارتكاب مذابح في المدن والقرى على أيدي السلطات السورية. ولم يتضح ما إذا كانت إيران حليفة سورية، والتي تحضر القمة، ستؤيد هذا النص. وعلقت منظمة التعاون الإسلامي -التي تضم 56 عضوا- عضوية سورية في أغسطس/آب الماضي بسبب قمع نظام الأسد للاحتجاجات الشعبية.