الخرطوم ـ جمال إمام
تواصلت، السبت، معاناة ملايين المدنيين في الخرطوم وإقليم دارفور من جرّاء الحرب المحتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع حيث فشلت الجهود الدبلوماسية في إيجاد مخرج حتى الآن.وهزّت طلعات الطيران الحربي ودويّ الأسلحة الرشّاشة المنازل مجدّداً في الخرطوم حيث ينزوي المدنيون داخل منازلهم خوفاً من القصف، بحسب ما قال سكان لوكالة الصحافة الفرنسية.
أما ملايين السودانيين الآخرين الذين بقوا في العاصمة فيعيشون بلا كهرباء منذ (الخميس)، بحسب ما أكّد عدد منهم لوكالة الصحافة الفرنسية.
ومنذ أكثر من شهرين يعيش سكان الخرطوم بلا كهرباء ولا ماء لفترات طويلة، إذ إنّ التغذية بالتيار الكهربائي وكذلك بمياه الشرب لا تصل إليهم سوى بضع ساعات أسبوعياً فقط في ظل ارتفاع درجة الحرارة في هذا الوقت من العام.
وامتدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان لتتخطى الخرطوم وتصل لمدن وولايات أخرى، مخلفة مئات القتلى والجرحى، بالإضافة لكوارث إنسانية وصحية.
فإلى جانب ولاية جنوب دارفور وحاضرتها مدينة الجنينة التي شهدت قتالاً ضارياً الأسبوعين الماضيين، قتل خلاله «والي الولاية» ونحو 5 آلاف شخص، حسب تقديرات أهلية، وفرار الآلاف إلى دولة تشاد المجاورة، امتد القتال إلى مدن أخرى بينها الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، ونيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، كما شهدت عدة مدن دارفورية معارك، مثل كتم (شمال)، وزالنجي (وسط)، وحامية «أم دافوق» قرب الحدود مع أفريقيا الوسطى، ولم تسلم من ولايات دارفور الخمس إلا ولاية شرق دارفور التي عقدت اتفاقاً أهلياً مع قوات الدعم السريع.
كما امتدت الحرب إلى ولاية شمال كردفان القريبة من العاصمة الخرطوم، حيث تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الأبيض، كما تعرضت مدينة الرهد جنوب شرقي الأبيض إلى هجوم وعمليات نهب وسلب وقتل. وفي ولاية غرب كردفان، شهدت مدينة الدبيات معارك بين الطرفين المتصارعين. وكانت مدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان شهدت معارك، حيث خاضت قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال بقيادة عبد العزيز الحلو معارك ضارية مع الجيش.
من جهة ثانية، قالت الأمم المتحدة إن عدد النازحين واللاجئين داخل وخارج البلاد بلغ 2.5 مليون شخص، بما في ذلك الفارون من «الكارثة الإنسانية» وشح المواد الغذائية وتعطل الأعمال، وانقطاع خدمات الكهرباء والمياه. وقال مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان (أوتشا)، إن حصيلة ضحايا الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بلغت 1081 قتيلاً، ونحو 11.714 إصابة في جميع أنحاء البلاد، منوهاً بأن الأرقام أعلى من ذلك بكثير بسبب العنف في غرب دارفور.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إدانات دولية لمقتل والي غرب دارفور بأيدي قوات الدعم السريع وسط تحذيرات من وقوع "جرائم ضد الإنسانة"
قوات الدعم السريع تتهم الجيش السوداني بتعمد استهداف مستودعات "جبرة" الاستراتيجية