القوات الأوكرانية

أعلنت السلطات الروسيّة، الأحد، أنّها أحبطت هجومَين ليليَّين شنّتهما طائرات أوكرانيّة بلا طيّار على موسكو التي أغلق مطارها الدولي فترة وجيزة، وعلى شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا، من دون أن يتسبّبا في وقوع إصابات، إلا أن كييف أكدت من جهتها أنها نجحت في مهاجمة جسر بري إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، وحققت تقدماً بالقرب من بلدة باخموت في الشرق المحاصر.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن «الدفاعات الجوية دمرت 16 مسيّرة أوكرنية» في شبه جزيرة القرم. كما جرى تحييد 9 مسيّرات أوكرانية أخرى بوسائل الحرب الإلكترونية، وتحطّمت في البحر الأسود، مشيرة، إلى أنّ الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات.

وقالت شابة ذكرت أن اسمها ليا لوكالة «رويترز»: «استأجرت أنا وأصدقائي شقة هنا للاسترخاء، وفي وقت ما سمعنا انفجاراً وكان مثل الموجة».
وأضافت: «بعد ذلك كان هناك الكثير من الدخان، ولم نتمكن من رؤية شيء. من الأعلى، كان بالإمكان رؤية نيران».
وذكر مراسل في مكان الحادث أن بعض الألواح الزجاجية في أحد المباني الشاهقة تحطمت وتناثر الزجاج والحطام على جزء من الرصيف في الأسفل. وطوقت الشرطة وخدمات الطوارئ المنطقة.

وتعرض جسر تشونهار الذي يربط شبه جزيرة القرم بمنطقة خيرسون في البر الرئيسي لهجوم، وأصيب بأضرار صباح السبت، وفق ما ذكرت إدارة الاتصالات الاستراتيجية بالجيش الأوكراني.
كما أبلغ فلاديمير سالدو قائد الاحتلال الروسي في خيرسون، في وقت سابق عن هجمات صاروخية أوكرانية على خط السكك الحديدية، لكنه قال إنه جرى صد جميع المقذوفات الـ12.

وكان جسر تشونهار، وهو طريق إمداد رئيسي للجيش الروسي، قد تعرض بالفعل للهجوم والضرر من قبل القوات الأوكرانية في يونيو (حزيران).
وفي وقت سابق، قال رئيس بلديّة العاصمة الروسيّة سيرغي سوبيانين على «تلغرام»، إنّ «طائرات أوكرانيّة بلا طيّار شنّت هجوماً ليل السبت - الأحد». وأضاف: «تضرّرت واجهتا بُرجَين يضمّان مكاتب في المدينة بشكل طفيف. لا ضحايا أو إصابات».

وأفاد مصور لوكالة «فرنس برس» بأن نوافذ عدة في هذه الأبنية تحطمت، وبرزت عوارض فولاذية، بينما تبعثرت وثائق على الأرض.
وقالت الوزارة إنّ الهجوم الذي شنّته 3 طائرات بلا طيّار «قد أحبِط». وإنّ إحدى الطائرات أسقِطت، مشيرة إلى أنّ الاثنتين الأخريين «جرى تحييدهما بأنظمة الحرب الإلكترونيّة»، وتحطّمتا على مجمّع مبانٍ.

ونددت وزارة الدفاع الروسية بـ«محاولة هجوم إرهابي». ونقلت وكالة «تاس» الروسيّة للأنباء عن «مصادر ملاحية» قولها إنّ «مطار فنوكوفو الدولي» في جنوب غربي موسكو، أغلِق بشكل وجيز أمام حركة الطيران في وقت باكر الأحد، قبل أن تُستأنف لاحقاً الرحلات الجوّية.
وأكد سيرغي سوبيانين رئيس بلدية موسكو عدم وقوع خسائر في الأرواح، لكن لحقت أضرار طفيفة بواجهتي مبنيين إداريين في حي موسكفا - سيتي للأعمال.

وتشتهر المنطقة، الواقعة على مسافة أميال عدة من الكرملين، بأبراجها الشاهقة الحديثة. وذكرت وسائل إعلام أن أحد المباني المتضررة كان مقراً لثلاث وزارات حكومية بالإضافة إلى وجود شقق سكنية به.
وحقيقة وصول طائرات مسيرة معادية في الأشهر القليلة الماضية إلى قلب العاصمة الروسية، حتى إن لم تسبب أضراراً جسيمة، تزعج السلطات التي تقول للمواطنين إن روسيا تسيطر بشكل كامل على ما تطلق عليه «عملية عسكرية خاصة» ضد أوكرانيا.

وجاء الحادث الجديد في أعقاب ما وصفته روسيا بمحاولة أوكرانية مماثلة لمهاجمة موسكو بطائرتين مسيرتين يوم الاثنين الماضي، أسقطت إحداهما بالقرب من مقر وزارة الدفاع. وتحدثت وقتها عن اتخاذ إجراءات قاسية ضد أوكرانيا رداً على ذلك. وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني ميخايلو فيدوروف يومذاك إنه سيكون هناك المزيد من الضربات بالطائرات المسيرة.
وكانت الهجمات على موسكو وضواحيها، الواقعة على مسافة نحو 500 كيلومتر من الحدود الأوكرانيّة، نادرة منذ بدء النزاع في فبراير (شباط) 2022، إلى أن بدأت في عام 2023 الغارات الجوّية بواسطة المسيّرات.
وقال وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف، إنّ هذه الهجمات «كانت مستحيلة لولا المساعدة التي تُقدّمها لنظام كييف، الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي».

وكانت موسكو قد أعلنت يوم الجمعة الماضي، أن القوات الروسية اعترضت صاروخين أوكرانيين فوق جنوب غربي روسيا، وأدى حطام الأول إلى جرح 16 شخصاً على الأقل في مدينة تاغونروغ القريبة من الحدود.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، أنّ الصاروخ الأول من طراز «إس 200»، استهدف «منشآت سكنية» في تاغونروغ، التي يقطنها 250 ألف نسمة.
وبعد فترة وجيزة، أسقط صاروخ «إس 200» ثانٍ بالقرب من آزوف، وسقط الحطام هذه المرة على منطقة غير مأهولة، وفقاً للوزارة.
وفي الجانب الأوكراني، قُتل مدني واحد على الأقلّ مساء السبت في هجوم صاروخي روسي على مدينة سومي (شمالي شرق)، وفق ما ذكرت الشرطة الوطنيّة، متحدّثة أيضاً عن سقوط 5 جرحى جرّاء الهجوم الذي استهدف مركزاً تعليمياً.

ووفقاً لموقع «Suspilne» العام، فإنّ أحد مباني المنشأة التعليميّة دُمّر بسبب الانفجار... والسبت أيضاً، قُتل رجل وامرأة في غارة روسية استهدفت مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا، وفق ما أعلن أمين مجلس المدينة أناتولي كورييف.

وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار على موقع «تلغرام» إن الجيش الأوكراني يتقدم «تدريجياً ولكن بثبات» في الجنوب نحو مدينتي ميليتوبول وبيرديانسك. وفي إشارة إلى القتال العنيف على الجبهة في منطقة دونيتسك الشرقية، قالت: «تقدمنا أكثر على الجناح الجنوبي حول باخموت».

كما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت أنه زار خط الجبهة القريب من باخموت بمناسبة «يوم قوات العمليات الخاصة». وقال عبر قناته على «تلغرام» إنه وجّه الشكر إلى الجنود هناك لإخلاصهم. ونشر مقطع فيديو يظهر فيه وهو يصافح العديد من المقاتلين، ويمنحهم الجوائز.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

فاغنر تُحضّر لتسليم معداتها العسكرية والقوات الأوكرانية تستعيد منطقة خاضعة لروسيا

موسكو مصممّة على السيطرة على الأراضي المحتلة والقوات الأوكرانية تقاوم رغم الحصار