عدد من عناصر الجيش الحر
دمشق ـ جورج الشامي
توقفت حصيلة قتلى يوم الأحد في سورية على 178، فيما سيطر مقاتلو "الجيش الحر"، على موقع "الكم" القريب من الحدود السورية العراقية في محافظة دير الزور، بعد معركة مع القوات الحكومية قتل فيها 126 جنديًا من مقاتلي الحكومة، بينما قصف الجيش السوري، الأحد، أحياء في حلب وإدلب وريف دمشق، في الوقت
الذي قتل فيه 10 أشخاص، بينهم نساء وأطفال، في "مجزرة جديدة" في حارة البرج في منطقة تلكلخ في محافظة حمص، تبادل بشأنها الحكومة والمعارضة الاتهامات، بينما أكد الإعلام الرسمي السوري أن مسلحي المعارضة أشعلوا النار في ثلاث آبار نفطية في شرق البلاد، في حين دعا رئيس الائتلاف المعارض معاذ الخطيب الرئيس السوري بشار الأسد إلى مناظرة تلفزيونية على الهواء مباشرة أمام السوريين.
وفي درعا أكد نشطاء سوريون أن الجيش السوري يحشد قواته في المحافظة، استعدادًا لمعركة فاصلة مع المسلحين، فيما أكد رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية الخارجية أن "تأثير الإرهابيين المرتبطين بتنظيم "القاعدة" يزداد بين صفوف المعارضين السوريين".
في غضون ذلك دعا البابا فرانسيس خلال القداس الاحتفالي بعيد الفصح، الأحد، إلى حل سياسي وإنهاء الصراع في "سوريا الحبيبة" حسب تعبيره، في سياق آخر أعلن مسؤول إيراني، الأحد، أن بلاده تدعم مبادرة الرئيس المصري لحل الأزمة في سورية.
وثقت لجان التنسيق المحلية مقتل مقال 178سوريًا بينهم 17 طفلاً، و16 امرأة منهم 105 في دمشق وريفها، 34 في حمص، 21 في حلب.
فيما شنّ الجيش الحر المعارض هجومًا على كتيبة الدفاع الجوي "49" في درعا، مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان من الكتيبة، وسط أنباء عن انسحاب معظم جنود القوات الحكومية من الكتيبة.
وقال ناشطون سوريون، "إن حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، والذي تقطنه غالبية كردية، شهد حالات نزوح واسعة، وذلك إثر سقوط عشرات القذائف عليه، وسقوط جرحى وتهدم بعض المنازل، ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين القوات الحكومية ومقاتلين من الكتائب المعارضة عند جسر العوارض في شرق الحي والمنطقة الواقعة بينه وبين حي بستان باشا، حيث يحاول الجيش السوري إعادة سيطرته على مناطق في الحي، استحوذ عليها مقاتلون من المعارضة يومي الجمعة والسبت، وفي محافظة إدلب نفذت القوات الحكومية حملة دهم وتفتيش للمنازل في حي بستان غنوم، ولم ترد معلومات عن اعتقالات، كما تعرضت بلدة حيش في ريف إدلب للقصف، والذي ترافق مع اشتباكات عنيفة بين في محيط البلدة، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وقُصفت كذلك بلدات ريف إدلب الجنوبي من قبل القوات الحكومية المتمركزة في معسكر خزانات خان شيخون، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، كما تدور اشتباكات عنيفة بين عناصر اللجان الشعبية الموالية لدمشق من بلدتي الفوعة وكفر اللتين، يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في مزارع بروما بين بلدات الفوعة وبنش، مما أدى إلى مقتل مقاتل من المعارضة وسقوط عدد من الجرحى، كما قصفت القوات الحكومية بلدتي دير الشرقي ومنطف في ريف إدلب، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا، وفي حماة قُتل رجل من بلدة كرناز في الريف نتيجة قصف الجيش السوري لبلدة الركايا، وفي محافظة حمص، قُتل 9 مقاتلين من المعارضة، في كمين نصبته لهم القوات الحكومية في محيط بلدة قلعة الحصن، وسط أنباء عن سقوط المزيد من القتلى، فيما شهدت درعا قصفًا من المعارضة لكتيبة الدفاع الجوي 49، مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان من الكتيبة، وتشير المعلومات الأولية إلى أن معظم جنود القوات الحكومية انسحبوا من الكتيبة، أما في دير الزور، فتدور اشتباكات عنيفة في حي الحويقة، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات الحكومية، وكذلك الحال في ريف دمشق، حيث اندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في مدينة داريا، مما أسفر عن سقوط قتلى في صفوف الطرفين، كما قُتل رجل وزوجته في ريف دمشق، إثر إصابتهما برصاص قناصة في مدينة حرستا، التي تتعرض مناطق منها إلى القصف، وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة، على أطراف المتحلق الجنوبي من جهة مدينة زملكا وأطراف مدينة حرستا وبلدة العتيبة، كما سقطت قذائف هاون عدة على مدينة زملكا، تزامن مع قصف عنيف على مناطق في مدينة الزبداني، بينما هزّ انفجار شديد صباح السبت، قرى بانياس الجنوبية، من دون أن ترد معلومات عن طبيعة الانفجار حتى اللحظة، وجرت كذلك معارك في محيط مخيم اليرموك، تترافق مع سماع أصوات انفجارات ناجمة عن قصف في المنطقة، كما تعرضت مناطق في مدن وبلدات معضمية الشام والسبينة وجديدة عرطوز وبيت سحم وداريا، فجر الأحد، للقصف من قبل القوات الحكومية، مما أسفر عن قتل رجل عند أطراف مدينة داريا، وفي ضواحي مدينة الرقة تدور اشتباكات عنيفة في محيط الفرقة 17، في واحد من آخر معاقل القوات الحكومية في المحافظة، سيطر مقاتلو الجيش السوري الحر، الأحد، على موقع "الكم " القريب من الحدود السورية العراقية في محافظة دير الزور، بعد معركة مع القوات الحكومية قتل فيها 126 جنديًا. ونقل مصدر في الجيش السوري الحر إن قواته سيطرت على موقع "الكم"، الذي يضم حقلاً نفطيًا ويبعد نحو 80 كم جنوب مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقي، بعد اقتحامها بعد ظهر الأحد. وأضاف أن المعركة أسفرت عن مقتل 126 جنديًا وضابطًا وأسر 80 آخرين وانشقاق 20 آخرين ومقتل 19 من عناصر الجيش السوري الحر".
وفي درعا أكد نشطاء سوريون أن الجيش السوري يحشد قواته في المحافظة، استعدادا لمعركة فاصلة مع المسلحين، في محاولة لتشكيل خط دفاعي أخير عن العاصمة دمشق، وقتل 9 من مقاتلي الجيش الحر في كمين نصبته لهم القوات الحكومية في محيط بلدة قلعة الحصن في محافظة حمص، في وقت انفجرت سيارة مفخخة في حي المزة في العاصمة دمشق ما أسفر عن مقتل سائقها على الفور، حسب المعارضة.
وفي القنيطرة، سيطر مقاتلون، الأحد، على سرية للمدفعية تقع في محيط بلدة بير عجم على مسافة كيلومترات عن حدود الجولان المحتل، وغنموا منها مدافع هاون ومضادات طيران وفقا لناشطين.
وتستمر الاشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي الكتائب المعارضة على أطراف الطريق المتحلق الجنوبي من جهة مدينة زملكا وأطراف مدينة حرستا وبلدة العتيبة في دمشق، وتواترت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
قتل عشرات المدنيين، الأحد، في قصف صاروخي كان أعنفه في ريف دمشق الذي قتل فيه اليوم 97 شخصًا. وقتل 14 شخصًا بينهم ثمانية أطفال وسيدتان في قصف بالصواريخ والمدافع على كفربطنا بحسب لجان التنسيق المحلية التي تحدثت عن سقوط صاروخ أرض أرض في بلدة يلدا.
ويشهد حي الشيخ مقصود في حلب، الذي تقطنه غالبية كردية، حالات نزوح إثر سقوط عشرات القذائف على الحي في محاولة للقوات الحكومية إعادة فرض سيطرتها على مناطق في الحي، بعد ان أصبحت بأيدي مقاتلين من الجيش الحر يوم الجمعة.
وفي إدلب، تعرضت بلدات الريف الجنوبي لقصف من قبل القوات الحكومية المتمركزة في معسكر خزانات خان شيخون ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، كما تدور اشتباكات طائفية بين عناصر اللجان الشعبية الموالية للنظام السوري من بلدتي الفوعة وكفريا، من الطائفة الشيعية، ومقاتلي الكتائب المعارضة، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
أما في مدينة بانياس الساحلة غربي البلاد، فهز انفجار عنيف صباح الأحد عدة قرى جنوبية ولم ترد معلومات عن طبيعة هذا الانفجار.
وقتل 10 أشخاص، بينهم نساء وأطفال، في "مجزرة جديدة" في حارة البرج بمنطقة تلكلخ بمحافظة حمص، ما أثار موجة اتهامات جديدة بين طرفي النزاع السوري بشأن هوية مرتكبها، حيث تبادلت الحكومة السورية ومعارضين لها الاتهامات بشأن هوية مرتكب "المجزرة"، ففي وقت تتهم فيه وكالة الأنباء السورية سانا من سمتهم "إرهابيين مسلحين" بالقيام بها، ونقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله إن "مجموعة ارهابية اقتحمت حارة البرج وقتلت عشرة مواطنين معظمهم من الأطفال والنساء قبل أن تتدخل وحدة من قواتنا المسلحة بناءً على طلب الاهالي وتتصدى للإرهابيين وتقضي على معظمهم في حين لاذ الباقون بالفرار".
فيما أكد ناشطون أن القوات الحكومية هي المسؤولة. قل المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، ومقره بريطانيا، عن نشطاء في المنطقة أنه تم العثور على "جثث 11 مواطنا بينهم 8 سيدات وثلاثة رجال أعدموا ميدانيًا خلال اقتحام القوات النظامية لحي البرج في مدينة تلكلخ".
وحمل المرصد السوري الأمم المتحدة مسؤولية استمرار المجازر في سورية "بسبب عدم احالة ملف أي مجزرة إلى محكمة دولية لمحاكمة مرتكبيها".
ونقل الاعلام الرسمي السوري عن مسؤول في وزارة النفط قوله إن مسلحي المعارضة أشعلوا النار في ثلاث آبار نفطية في شرق البلاد، وهو ما أدى إلى خسارة ما يقرب من 5 الاف برميل من النفط و52 ألف متر مكعب من الغاز يوميا.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن إضرام النار في الآبار في محافظة دير الزور التي يسيطر مقاتلو المعارضة على معظم مناطقها وقع "بعد خلاف نشب بينهم على تقاسم النفط المسروق". وأضافت أن شركة الفرات للنفط تعمل على إطفاء الحريق في الآبار الثلاثة.
وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري الشيخ معاذ الخطيب أن هناك مؤامرة واضحة جدًا على سورية، وأن أي تدخل خارجي هدفه تقسيم البلاد.
وأضاف الخطيب، الأحد، في مقابلة تليفزيونية أن مصير الرئيس بشار الأسد يقرره السوريون فقط، وإذا قرر الخروج سيغمض البعض عيونهم، دعا الرئيس الأسد إلى مناظرة تليفزيونية على الهواء مباشرة أمام السوريين، وطالب ببرنامج انتقالي يضمن حقوق الجميع في أجهزة الدولة، كما حدث في جنوب أفريقيا وراوندا.
وصرح الخطيب أنه إذا صدق النظام اقبل التفاوض معه في دمشق على الحل، مبينًا أن الحل السياسي هو الحل العاقل، وهو في يد السوريين إذا كانوا يد واحدة.
وعن استقالته قال الخطيب إن الإعلام ضخم خبر استقالته وتابع: استقالتي ليست مساومة، والأمر مرتبط بمعادلات كثيرة، لا زلت على استقالتي، وسأمارس صلاحياتي حتى اجتماع الهيئة العامة لبت الأمر.
وأضاف أن بعض أعضاء الائتلاف الوطني يتصرفون بطريقة غير لائقة، وأنه طرح كثيرًا من الأفكار على الائتلاف وجوبهت بالرفض ويضيف ان الائتلاف معركة جانبية أنأى بنفسي.
وأردف: وجودي على رأس الائتلاف مفيد لكنه بعيد عن احتياجات الناس .. واعترف أن الائتلاف ليس جسمًا كاملاً، وهناك تباين في وجهات النظر. وقال الخطيب "إن الأيادي الإقليمية تساهم في عدم الوصول إلى حل سريع والتفاهمات الدولية دائما على حساب المقهورين".
فيما أكد رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية الخارجية جيرهارد شيندلر أن "تأثير الإرهابيين المرتبطين بتنظيم "القاعدة" يزداد بين صفوف المعارضين السوريين".
وقال شيندلر في حوار مع صحيفة "بيلد" الألمانية نشر يوم 31 مارس/آذار "تنشط في سورية هياكل إرهابية ترتبط بتنظيم "القاعدة"، والحديث يدور عن بضعة آلاف من المقاتلين من "جبهة النصرة"، التي بدأ دورها يزداد في المواجهة المسلحة مع القوات النظامية".
وكان شيندلر قد أشار في وقت سابق إلى أن "جهاز المخابرات الألمانية يمتلك معلومات كافية عما يجري في سورية وعن خسائر الطرفين وعن حالات الانشقاق والفرار". وبحسب المعطيات الألمانية فإن "المتطرفين ما زالوا يشكلون الأقلية بين صفوف المعارضين للرئيس السوري، وان المعارضة السورية بشكل عام غير متجانسة وتتكون من العديد من المجموعات".
واعتبر شيندلر أن "فرصة انتصار الموالين للحكم في سورية ضد المعارضين ضئيلة"، قائلاً "حكومة الأسد تخسر المواقع وفي نهاية المطاف ستهزم".
في غضون ذلك دعا البابا فرانسيس خلال القداس الاحتفالي بعيد الفصح، الأحد، إلى حل سياسي وإنهاء الصراع في "سورية الحبيبة" حسب تعبيره، التي تشهد نزاعا مستمرا منذ أكثر من عامين. كما ناشد الأسرة الدولية اتخاذ قرارات فعالة لإيجاد حل متوازن وعادل للقضية الفلسطينية، مضيفًا أن "كنيستنا تعيش في شرق أوسط من المعاناة"، وتحدث عن ضحايا الحرب الأهلية في سورية واللاجئين السوريين، وكذلك عن المسيحيين في الأرض المقدسة الذين ينزعون إلى الهجرة.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عقب اجتماعه في القاهرة مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، "كلنا نعتقد أن الحل الوحيد للأزمة السورية ينحصر فى الحل السياسي، ونحن ندعم مبادرة الرئيس محمد مرسي بشأن سورية". وكان الرئيس المصري عرض خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في أغسطس/آب الماضي في مكة المكرمة تشكيل مجموعة اتصال تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا، تعمل على دفع النظام والمعارضة السوريين للتحاور من أجل حل سياسي يجنب سورية العنف والتدخل الأجنبي. والتقى وزراء خارجية مصر وتركيا وإيران أكثر من مرة، لكن السعودية لم تبد حماسًا لهذه المبادرة، ولم تحضر الاجتماعات مع الدول الثلاث الأخرى.
وفي تصريحاته، الأحد، ذكر نائب وزير الخارجية الإيراني أنه جاء إلى القاهرة لبحث العلاقات بين بلاده ومصر، وكذلك لمواصلة المشاورات مع الموفد الأممي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بشأن الأزمة السورية. وحذر المسؤول الإيراني من أن تواصل القتل والدمار في سورية يؤدي إلى تدهور الوضع الإقليمي.
ورفض نائب وزير الخارجية الإيراني قرارات القمة العربية الأخيرة في الدوحة، خاصة ما يتعلق بمنح مقعد سورية للائتلاف الوطني السوري المعارض، ومنح كل دولة عربية حق تقديم السلاح للمعارضة السورية.
وقال عبد اللهيان إن على الجامعة العربية أن تتوسط لحل الأزمة في سورية، لا أن تكون طرفا فيها. وكان المسؤول الإيراني ذاته قال، السبت، إن تسليح المعارضة السورية سيؤدي إلى ضخ مزيد من السلاح إلى نظام الأسد، وهذا لن يحل المشكلة على حد تعبيره.
وقال وزير الخارجية المصري محمد عمرو كامل إن على إيران المساهمة في البحث عن حل للأزمة السورية. وأضاف أنه يتعين وقف المأساة في سورية، مشددًا على أن لكل القوى في المنطقة مصلحة في وضع حد للعنف المستمر في سورية منذ أكثر من عامين.