دمشق - العرب اليوم
تشهد مناطق شرق الفرات في محافظة دير الزور السورية احتجاجات عارمة ضد ما يصفه الأهالي هناك بـ"الاحتلال الكردي"، لكن شرارة الاحتجاج خرجت هذه المرة من الغضب تجاه سيطرة الإدارة الذاتية الكردية على مصادر النفط، بينما تعاني المنطقة من شح في الخدمات، وقال سكان وقادة عشائر في دير الزور شرقي سورية، إنهم صعدوا احتجاجاتهم ضد قوات سورية الديمقراطية في المنطقة.
وشهدت عشرات المناطق في دير الزور احتجاجات واسعة، ومن بينها مناطق البصيرة، ومويلح، والحصين، والمحيميدة، والجنينة، والشنان، والشحيل، وماشخ، الضمان، النملية، طيب الفال، الطيانة والدحلة، حسب ناشطين.
وتمثل هذه المناطق حزاما استراتيجيا للنفط في قلب أراضٍ تسكنها عشائر عربية إلى الشرق من نهر الفرات، وقال النشطاء إن عناصر "قسد" أطلقوا النار باتجاه المتظاهرين في بعض المناطق، وبخاصة عندما قطع المحتجون الطريق بين دير الزور والحسكة الذي تستخدمه شاحنات قوات سورية الديمقراطية لنقل صهاريج النفط.
اقرأ ايضا :
"داعش" يفشل في استغلال الأحوال الجوية لصالحه و"قسد" تتقدم في دير الزور
وقال ممثل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، شفان الخابوري، تعليقا على الأحداث، إن "من حرر دير الزور هم قوات سورية الديمقراطية، وكان من بينهم مكون عربي، بلغت نسبته نحو 85%، كما شارك أبناء العشائر بنسبة تبلغ 95% في الحرب ضد داعش في المدينة"، وأضاف "عندما انتصرنا على داعش في الباغوز، توجهت خلايا نائمة إلى دير الزور، وهناك نحن نلاحقهم، وبينما تتم ملاحقتهم يقوم بعضهم باستغلال الشباب للتظاهر (..) الخلايا النائمة تستغل هؤلاء للتظاهر ضد قسد ولصرف الانتباه عن ملاحقتهم".
ثروة النفط
وقال الناشط في دير الزور، أبوعلاوي الشعيطي، إن "النفط يلعب الدور الأساسي في المنطقة، وبخاصة بعد احتكار النفط من قبل قوات سورية الديمقراطية وتهريبه إلى النظام ومناطق الأكراد في الحسكة والقامشلي".
وأوضح أن المظاهرات الأخيرة اندلعت بعد أن وردت معلومات تفيد بتهريب قوات سورية الديمقراطية للنفط إلى كردستان العراق عبر معبر سيمالكا الحدودي.
ويعدّ رئيس التيار العربي المستقل في دير الزور محمد شاكر أن النفط جزء من أزمة أكبر، حيث تعاني المناطق الواقعة شرق الفرات بالمحافظة من سياسة تمييز ضدهم من قبل الإدارة الذاتية الكردية.
وقال شاكر إن السكان انتفضوا ضد "المعاملة العنصرية واحتجاز المدنيين وتعنيفهم على الحواجز، وسلب ثروات المحافظة وانتشار عصابات مسلحة تابعة لقسد"، وأضاف أن الاحتجاجات نابعة من واقع تهميش المكون العربي الذي يمثل 95 في المائة من السكان في المنطقة.
نفي كردي
وينفي مجلس سورية الديمقراطية أن تكون هناك ممارسات تمييزية ضد السكان العرب في دير الزور، قائلين إن الاحتجاجات تعبر عن رغبة في تحسين الخدمات.
وقال المنسق الإعلامي لمجلس سورية الديمقراطية إبراهيم الإبراهيم: "هي مطالب شعبية بتحسين الأحوال.. هذا شيء طبيعي.. لكن هناك تجاوزات في توصيف الحالة بوجود مواجهات بين أبناء العشائر والأكراد"، واعتبر الإبراهيم أن هناك مخططا لدفع أفراد من العشائر لإثارة الفتنة بعد الانتصار التاريخي على داعش.
وأوضح بالقول: "ما يجري فعلا مخطط يأتي في سياق ضرب منطقة الشمال من عدة اتجاهات.. هناك قوى إقليمية مثل تركيا وإيران بالإضافة إلى النظام السوري وروسيا لها مصلحة في ما يحدث".
قد يهمك ايضا :