لافتة عليها صورة الزعيم الراحل ياسر عرفات في رام الله

عاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الخميس، إلى المشهد السياسي في الأراضي الفلسطينية بعد أن احتلّ خبر تأكيد التحاليل الطبية وفاته مسمومًا بمادة البولونيوم المشع واحتلت صور عرفات وما خلص إليه خبراء سويسريون من فحوصاتهم على عيِّنات من رفات عرفات بأنه مات مسمومًا بمادة البولونيوم حيزًا واسعًا في وسائل الإعلام الفلسطينية، في حين جدَّدَت إسرائيل، الخميس، نفيها أن تكون مسؤولة عن قتله، بينما أعلن مدير مكتب شارون أنه كان مُهمَّشًا في أيامه الأخيرة.
وأوضح مدير مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية في عهد اريئيل شارون المحامي دوف فايسغلاس، أن عرفات كان في أواخر ايامه مهمشًا ومعزولاً في المقاطعة ولم تكن هناك حاجة اسرائيلية لقتله، نافيا بذلك فرضية تسميمه من قبل اسرائيل.
وأكَّدَ فايسغلاس في تصريح نشرته "يديعوت احرونوت" في موقعها على الشبكة الخميس ان فكرة تسميم عرفات او المس به لم ترد على جدول اعمال حكومة شارون.
وأعلن المتحدث باسم خارجية الاحتلال، إيغال بالمور، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "الرئيس الراحل ياسر عرفات كان يبلغ من العمر 75 عاما، وكان أسلوب حياته غير صحي، و هذا سبب وفاته"، على حد تعبيره.
ووصف الناطق باسم خارجية الاحتلال نتائج التقرير السويسري الذي يؤكد وفاة عرفات مسموما بأنه الحلقة الأخيرة في المسرحية التي تقدمها سها عرفات لمعارضة خلفاء الرئيس الراحل ياسر عرفات.
و كانت سها عرفات، أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل، أكّدَت، الاربعاء، بعدما تسلمت نتائج تحاليل للطب الشرعي في سويسرا لعينات من جثته أن عرفات مات مسمومًا بالبولونيوم المشع العام 2004.
وأوضحت في باريس بعدما تسلمت تقريرًا من معهد فيزياء الاشعاع في مستشفى جامعة لوزان "نحن نكشف جريمة حقيقية.. اغتيال سياسي".
ويتعلَّق التقرير بعينات أخذت من قبر عرفات في رام الله بالضفة الغربية حين فتح في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
وذكر تلفزيون "الجزيرة" ان الخبراء السويسريين عثروا على مستوى مميت من البولونيوم-210 في العينات.
ويؤكد ذلك نتائج تحقيق للقناة التلفزيونية كشف العام الماضي عن اثار للنظير المشع على مقتنيات شخصية لعرفات.
وتسلّمت لجنة التحقيق الفلسطينية في قضية استشهاد عرفات، برئاسة اللواء توفيق الطيراوي، وبحضور رئيس اللجنة الطبية في لجنة التحقيق د. عبد الله البشير في العاصمة السويسرية جنيف، الثلاثاء، تقرير "معهد لوزان السويسري" عن التحاليل التي أجراها المعهد على العينات المأخوذة من رفات الشهيد في 27/11/2012.
وكانت اللجنة تسلمت تقرير المركز الروسي للطب الجنائي الذي أعدّه بطلب رسمي فلسطيني في رام الله يوم 2/11/2013.
ويعكف الخبراء والاختصاصيون على دراسة التقارير من الطرفين لاستخلاص النتائج وإعلام الشعب الفلسطيني بها، حال الانتهاء من دراستها ومعرفة مضمونها العلمي.
وكانت الفرق المختصة الروسية والسويسرية، بالإضافة إلى اللجنة القضائية الفرنسية قد عملت تحت إشراف ومسؤولية الطب الجنائي الفلسطيني قانونيًا، وبمسؤولية النيابة العامة الفلسطينية، لأخذ العينات اللازمة من جثمان الشهيد وإجراء التحاليل المطلوبة، بناءً على التفاهمات الرسمية مع الجهتين بهذا الخصوص.