دمشق - جورج الشامي ارتفعت حصيلة قتلى الخميس في سورية إلى 33 شخصًا معظمهم في ريف دمشق وحلب، فيما أحرز الجيش الحكومي تقدمًا عسكريًا في اتجاه كراجات البولمان في دمشق، والتي تسيطر عليه قوات المعارضة منذ أشهر، في الوقت الذي سقطت فيه صواريخ "أرض ـ أرض" على أحياء حمص المحاصرة، تزامنًا مع بدء الائتلاف الوطني المعارض اجتماعًا في إسطنبول لاختيار رئيس جديد له، وتشكيل جبهة موحدة على الأرض.
وحققت القوات الحكومية، الخميس، تقدمًا عسكريًا في اتجاه كراجات البولمان ذات الموقع الإستراتيجي شمال شرقي دمشق، والتي تمثل الشريان الواصل بين برزة والقابون والغوطة الشرقية، ويأتي ذلك بالتزامن مع انفجار عبوة ناسفة بسيارة مسؤول سوري وسط العاصمة، حيث أصيب معاون وزير العمل السوري بجروح في انفجار عبوة ناسفة بسيارته في حي البرامكة في العاصمة دمشق.
وقالت شبكة "شام" الإخبارية، إن الطيران الحربي قصف حي جوبر في دمشق، وقصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء القابون وبرزة وأحياء دمشق الجنوبية، كما سقطت قذيفتان في منطقة العباسيين وقذيفة في منطقة القاع في حي الميدان، وانفجرت عبوة ناسفة مزروعة بسيارة في منطقة زقاق الجن في حي البرامكة واشتباكات عنيفة في بساتين حي برزة، أما في ريف دمشق فجرى قصف على أطراف طريق المتحلق الجنوبي وعلى مدن وبلدات عين ترما وكفربطنا وجسرين والمليحة والزبداني وداريا ومعضمية الشام وزملكا وحرستا وعين ترما وعربين ومديرا وعلى معظم مناطق الغوطة الشرقية، كما سقطت قذائف عدة على بلدة جرمانا، وسط اشتباكات عنيفة في بلدة الأحمدية في الغوطة الشرقية، وعلى طريق المتحلق الجنوبي من جهة مدينة زملكا، وتعرضت بلدة البويضة لقصف من قبل القوات الحكومية، كما وقع تفجير في منطقة الكسوة، مما أدى إلى مقتل امرأة وجرح آخرين من دون أن تعرف الجهة المسؤولة عن ذلك، وفي حمص، قام السلاح الجوي الحكومي بتنفيذ غارتين صباح الخميس على أحياء الخالدية والقصور وجورة الشياح، فيما تحاول القوات الحكومية استعادة السيطرة على أحياء حمص القديمة التي تتواجد فيها كتائب وألوية المعارضة المسلحة في محاولة لإعادة فتح محور يربط العاصمة دمشق بالبحر المتوسط غربًا، فيما ارتفعت حصيلة قتلى الخميس إلى 33 شخصًا معظمهم في ريف دمشق وحلب, منهم 5 من درعا بينهم 4 من عائلة واحدة جراء القصف على حي الشيخ مسكين، بالإضافة إلى 4 من دوما في ريف دمشق، و4 من حريتان في حلب قضوا في انفجار لغم أرضي أثناء محاولتها النزوح من حي الراشدين, وبين القتلى 7 أطفال وامرأتان وقتيل تحت التعذيب.
وأفادت "شام"، أن صواريخ "أرض ـ أرض" سقطت على أحياء حمص المحاصرة بالتزامن مع قصف من الطيران الحربي، وقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على المنطقة، وسط اشتباكات عنيفة في محيط أحياء حمص المحاصرة على محاور عدة، وقصف من الطيران الحربي على مدينة الرستن وقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدينة الحولة، وفي حماة شنت القوات السورية حملة دهم للمنازل واعتقالات واسعة في قرى بسيرين وتل قرطل وسويدة الغربية، وفي حلب تدور اشتباكات بين طرفي النزاع في أحياء سيف الدولة والإذاعة وصلاح الدين وبستان القصر، كما يتعرض حي قسطل حرامي ومنطقة تراب الغرباء لقصف من قبل القوات الحكومية، وسط اشتباكات في حي الراشدين بين الجيش الحر وقوات الحكومة، وقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على بلدتي معارة الأرتيق وكفر حمرة وعدة مناطق في ريف حلب الشمالي، وجرت اشتباكات عنيفة في بلدة خان العسل، وفي جبل شويحنة وبلدة معارة الأرتيق وكفر حمرة بين الجيش الحر وقوات الحكومة، فيما تتعرض قرى فركيا وشنان والمغارة في جبل الزاوية في إدلب وبلدات كفرميد والعراقية في سهل الروج لقصف من قبل القوات الحكومية، كما نفذ الجهاز الأمني حملة اعتقالات عشوائية في بلدة أورم الجوز في ريفها طالت عددًا من المواطنين، وقصف الطيران الحربي طريق الأوتوستراد الدولي بين بلدات بسنقول والرامي بالتزامن مع سماع دوي انفجارات عدة في المنطقة، وفي درعا جرى قصف على محيط الجامع العمري، وسط اشتباكات عنيفة في محيط المستشفى الوطني في درعا بين الجيش الحر وقوات الحكومة، وجرى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات تسيل والشيخ مسكين وإنخل وسحم الجولان، وفي دير الزور قصف الجيش السوري براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة معظم الأحياء المحررة، واندلعت اشتباكات عنيفة في أحياء الصناعة والرصافة .
وبدأ الائتلاف الوطني السوري المعارض، اجتماعًا في إسطنبول، الخميس، لاختيار رئيس جديد له، وتشكيل جبهة موحدة على الأرض، في ظل غياب الرئيس المستقيل أحمد معاذ الخطيب، إضافة إلى المعارض الإسلامي صدر الدين البيانوني، حيث تسعى أطراف الائتلاف في الاجتماع الذي يستمر يومين إلى الاتفاق على رئيس جديد خلفًا للخطيب الذي استقال من رئاسة الائتلاف في نيسان/أبريل الماضي، ليتكلف نائب الرئيس جورج صبرة منذ ذلك الحين بمهام الرئيس بالوكالة، كما سيعين الاجتماع أكثر من نائب للرئيس، وسيجدد المجلس السياسي، وهي الهيئة الرئيسة لاتخاذ القرار في الائتلاف.
وعُقد مؤتمر صحافي، الخميس، بشأن الملخصات الأولى للاجتماع الثامن للائتلاف الوطني السوري بعد التوسعة، حيث أكد رئيس المكتب الإعلامي في الائتلاف خالد الصالح، أنَّ الأخير يمر في مرحلة فيها الكثير من التحديات، وأن الائتلاف الذي "تنتظره مهام صعبة" سيجتمع بحضور الأعضاء المنضمين حديثًا.
وكشف الصالح، أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن استعراضًا لتقارير المكاتب المختلفة، التنسيق والدعم، واللجنة القانونية، والمكتب الإعلامي، والتربية والتعليم، والأمن والشرطة، والمكتب المالي، ووحدة دعم المجالس المحلية، والمكاتب والسفارات، كما يتضمن أيضًا درس لواقع الائتلاف وعوامل تفعليه، بالإضافة إلى بحث الواقع الميداني والعسكري على الأرض، وكيفية تفعيل عمل جميع الأعضاء الجدد، لا سيما المنضمين من الداخل، وتعديل النظام الأساسي للائتلاف، مؤكدًا إجراء عمليات انتخاب الرئيس والنواب، وعمل الحكومة الموقتة، وتفعيل كتلة الحراك الثوري، نافيًا وجود أسماء مرشحة رسميًا لرئاسة الائتلاف.
وكان من المقرر اختيار رئيس جديد في أواخر أيار/مايو الماضي، لكنه أُرجئ لعدم التوصل إلى اتفاق، ونقلت وسائل إعلام عن دبلوماسي غربي يتابع الملف، أنه يأمل بأن يشكل الائتلاف هذه المرة جبهة موحدة، معتبرًا أن الخطوة مهمة للمعارضة، "لأن الظروف الحالية ليست مواتية لهم"، ومن بين الأسماء المرشحة للرئاسة بحسب مصادر الأمين العام الحالي مصطفى صباغ وبرهان غليون وأحمد الجربا ولؤي صافي.
وينعقد هذا الاجتماع في وقت تستعر فيه المعارك بين القوات الحكومية مدعومة من "حزب الله" اللبناني وكتائب الجيش الحر وباقي الكتائب الثورية في مختلف المناطق المحررة، لا سيما حمص، التي تحشد دمشق فيها عناصرها وميليشياتها في محاولة لاقتحام أحيائها المحاصرة، إلا أن الفشل لا يزال مصير تلك المحاولات رغم الأسلحة الثقيلة التي يضرب بها ومنها صواريخ "أرض - أرض"، إضافة إلى الطيران الحربي، فيما توصلت القوى المعارضة أخيرًا إلى اتفاق على توسيع مظلة الائتلاف، ويبرز من العناصر الإضافية ممثلون عن رئاسة أركان الجيش السوري الحر، الذي يجمع الكثير من الألوية المعارضة المسلحة ومجموعات ثورية كانت وراء انطلاق الاحتجاجات ضد حكومة دمشق، ومن بين هؤلاء حوالي عشرة من أنصار المعارض ميشال كيلو.