عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق ـ جورج الشامي
شهدت دمشق حسب شبكة شام الإخبارية قصفاً من الطيران الحربي وبالمدفعية على حي جوبر كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء برزة ومخيم اليرموك وأحياء دمشق الجنوبية كما سقطت قذائف عدة في منطقة باب توما واشتباكات في حي برزة وأحياء دمشق الجنوبية، وفي ريف العاصمة قصف من الطيران
الحربي على مدينتي داريا ومعضمية الشام وعلى أطراف طريق المتحلق الجنوبي وقصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدن وبلدات دروشا وخان الشيح وزملكا والهامة الذيابية ومخيم الحسينية واشتباكات عنيفة في مدينة داريا ومحيط بلدات دروشا والذيابية.
أما في حمص، قصف بصواريخ أرض أرض استهدف حي وادي السايح بحمص المحاصرة، وقصف من الطيران الحربي على مدينة القصير وقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات الغنطو والرستن والقصير وريفها واشتباكات عنيفة في محيط بساتين القصير بين الجيش الحر وقوات الأسد المدعومة بأعداد ضخمة من قوات حزب الله اللبناني.
وفي حماة شنت قوات الأسد حملة دهم واعتقالات في أحياء التوحيد والحسنيات والأربعين وطريق حلب ووادي الجوز كما تجدد القصف براجمات الصواريخ من مطار حماة العسكري في اتجاه مناطق عدة في ريف حماة.
أما في حلب وحسب شام اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الأسد في حي الخالدية، قصف من الطيران الحربي على محيط مطار منغ العسكري وسط اشتباكات عنيفة داخل مطار منغ واشتباكات عنيفة قرب سجن حلب المركزي في قرية المسلمية وفي قرية الزيارة في الريف الشمالي.
كما قُتل قائد مطار عسكري في محافظة حلب شمال سورية، مع تحقيق مقاتلي المعارضة تقدماً في داخله، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "العميد علي محمود قُتل السبت مع اثنين من مرافقيه، في إطلاق نار خلال الاشتباكات التي تدور في حرم المطار". وأضاف إن مقاتلي المعارضة "يحققون الأحد تقدماً في المطار، الواقع إلى الشمال من حلب، والذي اقتحموه مجدداً فجر الأحد"، مشيراً إلى أن "الاشتباكات ترافقت مع قصف بالطيران الحربي على محيطه". وأطلق مقاتلو المعارضة في شباط/فبراير الماضي "معركة المطارات" في محافظة حلب للسيطرة على نقاط انطلاق لسلاح الجو السوري الذي يعد نقطة تَفَوُّق أساسية لقوات بشار الأسد.
وفي اللاذقية قالت شام إن قصفاً عنيفاً براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة استهدف منطقة سلمى والمناطق المجاورة لها. وفي طرطوس قصف مدفعي على أطراف قرية المرقب و مناطق بطرايا وحي رأس النبع والرأس الريفي في بانياس كما جددت قوات الأسد حملة الدهم والاعتقالات في أحياء عدة في مدينة بانياس. وأفاد المرصد عن "قصف متقطع يطاول الأحراج المحيطة بالأحياء الجنوبية ذات الغالبية السُّنّية، والواقعة ضمن محافظة طرطوس ذات الغالبية العلوية".
وفي درعا قصف من الطيران الحربي على مدينة جاسم ومن الطيران المروحي على بلدة الغارية الغربية كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على بلدات خربة غزالة والكتيبة وجملة وبلدات وادي اليرموك وسط اشتباكات عنيفة في بلدة خربة غزالة.
وفي دير الزور قصف بالمدفعية الثقيلة على معظم أحياء دير الزور واشتباكات في حي الرصافة بين الجيش الحر وقوات الأسد.
وفي إدلب قصف من الطيران الحربي على مدينة سلقين وجبل الدويلة في كفر تخاريم وقصف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات معرشمان وتفتناز ودركوش وسراقب وأريحا.
فيما قالت لجان التنسيق المحلية أن عدد القتلى ارتفع الأحد إلى تسعة وخمسين بينهم ثماني سيدات وتسعة أطفال: واحد وعشرون في دمشق وريفها, عشرة في حمص, تسعة في دير الزور, ثمانية في إدلب, خمسة في حلب, ثلاثة في حماة, وقتيل في كل من درعا، اللاذقية, وبانياس.
وفيما يتعلق بالغارات الجوية الإسرائيلية صباح الأحد على ريف دمشق أكدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية أن "الهجوم الإسرائيلي فجراً استهدف مواقع تابعة للقوات المسلحة"، معتبرة إياه تأكيداً على "التنسيق بين إسرائيل وجبهة النصرة".
وذكر التلفزيون السوري أن الخارجية وجهت رسالتين متطابقتين إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن قالت فيهما إن "العدوان الاسرائيلي السافر على مواقع تابعة للقوات المسلحة في سورية، تأكيد على التنسيق بين إسرائيل والمجموعات الإرهابية والتكفيريين التابعين لجبهة النصرة".
وأشارت إلى أن "العدوان الإسرائيلي السافر يهدف إلى تقديم دعم عسكري مباشر للمجموعات الإرهابية بعد فشل محاولتها في تحقيق سيطرة على الأرض".
وقالت إن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين السوريين وأدى إلى تدمير واسع في المواقع العسكرية وفي المواقع المدنية القريبة منها.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، ذكرت في وقت سابق الأحد أن "صواريخ إسرائيلية استهدفت مركز البحوث العلمية في منطقة جمرايا في ريف دمشق، وأن الهجوم أسفر عن وقوع ضحايا من دون أن تذكر حصيلة محددة".
وذكرت الوكالة أن "دوي انفجارات عدة سمع فجر الأحد قرب منطقة الهامة في ريف دمشق"، وأن المعلومات الأولية أفادت بأن "هذه الانفجارات ناجمة عن اعتداء إسرائيلي بالصواريخ على مركز البحوث العلمية في جمرايا قرب الهامة".
وقالت الوكالة إن "العدوان الإسرائيلي الجديد يأتي في محاولة واضحة للتخفيف من الضغط على المجموعات الإرهابية المسلحة بعد الضربات الموجعة التي تلقتها على يد جيشنا الباسل في أكثر من مكان وبعد تحقيق قواتنا المسلحة العديد من الإنجازات على طريق إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية".
وأضافت أن "الهجوم يبين انخراط إسرائيل المباشر في المؤامرة على سورية، وارتباط المجموعات الإرهابية المسلحة بمخططات هذا الكيان العدوانية المدعومة من دول غربية وإقليمية وبعض دول الخليج".
وتتالت ردود الفعل السورية الرسمية والدولية والعربية بشأن القصف الإسرائيلي لمواقع عسكرية سورية، إذ دان عدد من رؤساء الدول والسياسيين وبعض وزراء الخارجية ما قامت به إسرائيل مستهدفة مواقع تابعة للنظام السوري.
إذ أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء السوري أن "الاحتمالات كلها مفتوحة بعد الغارة الإسرائيلية". وأضاف "برهنت إسرائيل بهذا العدوان عن ارتباطها بالجماعات الإرهابية التكفيرية"، وتابع "العدوان جاء في وقت تحقق القوات السورية إنجازات على الأرض".
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية أكدت أن "الهجوم الإسرائيلي على ريف دمشق فجراً استهدف مواقع تابعة للقوات المسلحة"، معتبرة إياه تأكيداً على "التنسيق بين إسرائيل وجبهة النصرة".
كما أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الهجوم الإسرائيلي على "منشأة أبحاث علمية عسكرية في دمشق" هو "إعلان حرب من قبل إسرائيل".
وسارعت إيران إلى إدانة فورية للقصف، إذ رأى وزیر الدفاع الإیراني العمید أحمد وحیدي أن "الغارة الجوية الإسرائيلية على سورية جاءت بموافقة أميركية، وذلك بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا).
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أول من سارع إلى إدانة الهجوم، على لسان المتحدث باسمها رامين مهمانبرست، الذي اعتبر أن "العدوان الإسرائيلي على سورية وانتهاك حرمة المراقد الدينية من قبل الإرهابيين التكفيريين في سورية، مثير للتساؤل والشكوك".
من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن "الهجوم الإسرائيلي هدفه إضعاف محور المقاومة في المنطقة".
كما دان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور "استهداف إسرائيل لسورية"، ودعا جامعة الدول العربية إلى اتخاذ "موقف حازم" حياله.
ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي القصف الإسرائيلي داعياً مجلس الأمن إلى التحرك فوراً لوقفه ومنع تكراره.
وقال العربي في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للجامعة العربية إن "الأمين العام دان عمليات القصف الإسرائيلي للأراضي السورية" ووصفه بأنه "اعتداء سافر"، محذراً من "التداعيات الخطيرة الناجمة عنه".
كما دانت مصر "العدوان الإسرائيلي" على سورية، معتبرة أنه "انتهاك للمبادئ والقوانين الدولية"، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية. وأضاف البيان أن "القصف الإسرائيلي لسورية من شأنه أن يزيد الوضع تعقيداً فضلاً عن تهديده الأمن والاستقرار في المنطقة".
كما اعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين خالد البطش، في تصريح صحافي على موقعه على "فيسبوك" أن "إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء حين شنت غارات على سورية".
وكان الطيران الإسرائيلي قصف 3 مواقع عسكرية سورية غرب دمشق فجراً، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي في بيروت لوكالة فرانس برس.
وكان مصدر دبلوماسي في بيروت أكد أن "مخزناً مهماً للأسلحة على مقربة من هذا المركز استهدف أيضاً في القصف، كما استهدف أيضاً "الفرقة 14"، وهي وحدة للدفاع الجوي في الصبورة غرب العاصمة السورية، على مقربة من الطريق الدولي بين دمشق وبيروت.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له، عن معلومات أولية تشير إلى تسجيل خسائر بشرية جراء اندلاع النيران في مبنى مركز البحوث العلمية، فما يأتي الهجوم على مركز البحوث العلمية في ريف دمشق، غداة المعلومات التي كشفتها وسائل إعلام أميركية عن شن الطيران الإسرائيلي غارة على سورية، ليل الخميس الجمعة، استهدفت شحنة أسلحة موجهة إلى "حزب الله" في لبنان، في حين أبقت إسرائيل على صمتها، السبت، إثر هذه المعلومات، مجددة تأكيدها أنها تراقب أي عملية لنقل أسلحة إلى "حزب الله".
وذكرت لجان التنسيق المحلية المعارضة، أن حريقًا اندلع في مقرات الفرقة الرابعة في الجيش السوري في ضاحية قدسيا، الواقعة على أطراف دمشق، وأن انفجارات وقعت في مبنى تابع للواء 105 في الحرس الجمهوري.
ويعتبر هذا الهجوم هو الثاني لإسرائيل في 2013 على بلدة جمرايا، إذ أقرت تل أبيب الشهر الماضي بأنها شنت في كانون الثاني/يناير غارة جوية على شحنة أسلحة في طريقها من سورية إلى "حزب الله" في لبنان، لكن دمشق، قالت في حينه إن الغارة استهدفت مركزًا عسكريًا للأبحاث العلمية بجمرايا، وهو منشأة تابعة للهيئة السورية للأبحاث العلمية المولجة بإنتاج وتطوير سلاح بيولوجي.
ويأتي الهجوم على جمرايا بعد يوم من إعلان مسؤول إسرائيلي أن طائرات حربية إسرائيلية شنت غارة على الأراضي السورية، مستهدفة شحنة من الصواريخ المتطورة، يُعتقد أنها كانت في طريقها إلى "حزب الله"، ونفت الحكومة السورية علمها بوقوع هذا الهجوم، إلا أن وزير الإعلام عمران الزعبي قال "إن السلطات تحقق في الحادث، وتعهد بإعلان النتائج بكل شفافية".
واعتبر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، السبت، في تعليقه على تلك الأنباء، "إن من حق إسرائيل أن تعمل على حماية نفسها من نقل أسلحة سورية إلى (حزب الله)"، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، ورئيس حزب "كاديما"، شاؤول موفاز، أنه "بالتزامن مع تفكك سورية يتطلع (حزب الله) إلى أن يتحول إلى قوة ذات تأثير كبير في المنطقة، وتحاول إيران مساعدته في ذلك"، مضيفًا أن "المبدأ الذي يوجه إسرائيل هو منع تسرب أسلحة متطورة إلى أيدي الحزب اللبناني".