جلسة حركة "6 أبريل" في المنصورة
الدقهلية ـ رامي القناوي
توعدت حركة "6 أبريل" المنصورة، جماعة "الإخوان المسلمين"، بتظاهرات كـ"الزلزال" السبت، لمناسبة الاحتفال لمرور 5 سنوات على تأسيسها، مؤكدة أنه لن يكون الاحتفال هذا العام عاديًا، بل لن يكون احتفال من الأساس، بقدر ما هو مواصلة للنضال نحو عالم "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية"، بعدما ضحى
المئات من شباب الحركة بأرواحهم في ثورة 25 كانون الثاني/يناير، لتحقيق حلم انتظره الكثيرون لمحو آثار 30 عامًا من الذل والانكسار.
وقد بدأت "6 أبريل"، ككيان منحاز إلى العمال والطبقات المتوسطة والعاملة التي تؤمن أنها كانت الشرارة الأولى للثورة، وانحيازهم للعمال كان بمثابة حلقة جديدة من الكفاح المشترك بينهما، وانطلقت الحركة من حيز الوجود في نيسان/أبريل 2008، تزامنًا مع إضراب عمال المحلة، والذي كان أول عصيان مدنى شامل في عصر نظام مبارك، والذي أدى إلى التنسيق بين الكيانات العمالية المستقلة للخروج بإضراب شامل، يضمن قطاعات عمالية واسعه للضغط على النظام المخلوع، في إحياء ذكرى تأسيس الحركة من أجل تحقيق مطالب الثورة، والتي كان العمال ركنًا أساسيًا بها.
يقول أحد قيادات الحركة أيمن الديسطي، لـ"العرب اليوم"، "بدايتي مع الحركة بعد ما عرفت فكرة أن مجموعة شباب يريدون تغيير البلد إلى الأحسن، من دون أي هدف شخصي أو سياسي، ويتمثل في فكرة أن الحركة وسيلة يتم من خلالها المساهمة في تغيير البلد إلى الأفضل، وليست غاية"، مضيفًا "رأيت الروح الشبابية التى لم تكن موجودة في أي كيان أو حزب وقتها، وانضممت إلى الحركة، وتعرفت على أطهر شباب قابلتهم في حياتي، وطبعًا بعد الثورة هناك بعض الناس تنضم لفرحها بالثورة وإعجابًا بالجو السياسي، ولكن بعد الصدام مع المجلس العسكري، تغير الوضع، وأنا أعتبر فترة صدام المجلس العسكري من الفترات الذهبية للحركة".
ويضيف الديسطي، "دخلت اللجنة الإعلامية للحركة، ومع بداية الصدام مع المجلس العسكري توليت مسؤولية اللجنة، وكانت من أصعب الفترات في تاريخ مصر، في هذه الفترة تعرضت إلى هجوم شديد في حياتي الشخصية، وبخاصة من أناس اقتنعوا أن (6 أبريل) مخربة، وبخاصة مع إعلان الحركة أول هتاف بعد الثورة (يسقط يسقط حكم العسكر، وقد أعجبني التفكير وقتها والقرار برفض التدخل العسكري في الحياة السياسية، وأن الجيش مهمته فقط حماية مصر على الحدود ومن المخاطر، وليس له أي علاقة بالسياسة"، مشيرًا إلى أن أعضاء الحركة واجهووا أشد المواقف، فقد رأول الموت بأعينهم، لكن دائمًا كان هناك من يشد أزرنا ويدعمنا هو الشخص (الإبريلي)، وقد علمتني الحركة معنى المسؤولية".
ويروي القيادي في "6 أبريل"، أصعب المواقف التي مر بها خلال انضمامه إلى الحركة، وتتمثل في الأحداث التي وصفها بأنها "هزّت مصر"، ورد الفعل عليها في قرارات، قائلا "كنا نتناقش فيها ونتفق عليها، وقد عرفت أصدقاء كثيرين، منهم من إحترم رغبتي في كوني (إبريلي)، وإحترم الخلاف، ومنهم بمجرد خلاف الحركة مع انتمائه السياسي يقطع العلاقة، ولو كان هناك نقاش يصل إلى طريق مسدود"، مؤكدًا أن أعضاء الحركة تعرضوا إلى تهديدات كثيرة، بدأت باتصالات هاتفية تهدد بالخطف والقتل والتصفية، والمطاردة في العمل، لكنها ظهرت بطريقة واضحة في انتخابات مجلس الشعب 2011، عندما نزلنا بجملة "ضد الفلول"، وكانت هناك واقعة تعدي على أعضاء الحركة من قبل أنصار عائلة أحد أعضاء الحزب "الوطني" المنحل.
وعن موجة الغضب التي تستعد لها الحركة السبت، يقول الديسطي "سيكون يومًا كالزلازال ضد النظام، بفاعليات مختلفة، ومفاجأة ضد النظام الديكتاتوري القمعي الحالي، باعتبارة نظام فاشل كسابقه، لم يقدم جديد أن من أبسط حقوق المواطن المصري العادي، أصبحت رفاهيه قابلة للمساومة، كأن حق المواطن المصري في حياة كريمة وتوفير التعليم والصحة والآمن والأمان، أصبحت خيارات يتم وهبها، ويتم منعها على رغبة المسؤولين، وقامت الثورة، لم تقم فقط من أجل التعذيب، ولم تقم فقط من أجل الأمان، ولم تقم فقط من أجل العيش، وإنما قامت من أجل أن يحصل المواطن على حقوقه كافة في حياة كريمة عادله، من دون مساومة، ومن دون أن تصبح تلك الحقوق هبه من الحاكم يعطف بها على من يشاء"، مؤكدًا أن بعد مرور أكثر من عامين على الثورة، اعتقدنا أن النظام الحاكم سيصبح نبضًا للثورة، وهدفه هو تحقيق مطالب الملايين من المواطنين المصريين الذين رسموا الكثير من الآمال والأحلام بعد تلك الثورة، ولا تزال تتفاقم مشكلات طوابير الخبز والسولار وأعمال البلطجة والقتل والنهب والتحرش وارتفاع الأسعار وزيادة معدلات البطالة وتزايد الفساد علنًا وجهرًا من دون رادع أو قانون يتم تطبيقه، ومسؤولين تقتصر مهامهم كافة على افتراض نظريات المؤامرة، وتهديد كل من يتحدث عن فشل حكمهم، وترويع المطالبين بحقوقهم وحبس واعتقال من يتحدث عنهم ولو ساخرًا، فالنظام لم يكتفِ بذلك، واستمر في استخدام مؤسسات الدولة كأداة بطش وقمع للشعب، مع استمرار بطش وتعنت الداخلية كأداه قمع لكل نظام، مؤكدين مطالبتهم مرارًا وتكرارًا بتطهير الداخلية"، مضيفًا "إن نظام المرشد محمد بديع أصبح المدافع عن فساد الداخلية، بل الداعم الأساسي لها في سياستها القذرة، وقام بتبديل النائب العام السابق الملاكي للنظام السابق بنائب عام ملاكي للجماعة".