مقاتلي البيشمركة

أظهر مقطع فيديو يحتفظ به أحد مقاتلي البيشمركة في إقليم كردستان العراقي يدعى بيشاوا ويبلغ (29 عامًا)، أربعة رجال أصحاب قامة طويلة يبدو عليهم بأنهم غربيون أثناء خوضهم معركة ضد مقاتلين من تنظيم "داعش" المتطرف شمالي العراق، وذلك صبيحة 11 أيلول / سبتمبر.

وأوضح بيشاوا بحسب ما جاء في اللقطات المصورة، أن ذلك دليل على قيام قوات خاصة تابعة للولايات المتحدة بشن حرب خفية على خط المواجهة في العراق منذ  أشهر عدة، فبعد توالي وقوع الهجمات المتطرفة في أنحاء متفرقة من العالم كان آخرها ما شهدته لبنان وفرنسا، فضلًا عن التهديدات التي تعرضت لها بلجيكا وبلدان أخرى، مثل ذلك ضغطًا كبيرًا على أوباما من أجل اتخاذ موقف أكثر عدوانية في مكافحة "داعش" في العراق وسورية.

ومع إصرار الرئيس الأميركي على أنه لن يقوم بإرسال قوات برية إلى العراق بعد وعود بإنهاء الحرب عقب الفوز بفترة رئاسية ثانية، إلا أنه في حزيران / يونيو من العام الماضي أعلن عن إعادة نشر ما يقرب من 300 مستشار عسكري في العراق ولكنه تعهد بأن الغرض من إرسالهم ليس للقتال مجددًا.

ومن جانبه، أنكر الجيش الأميركي الإدعاءات من جانب البيشمركة والتي تقول إن هناك قوات خاصة أميركية مشاركة في مكافحة "داعش".

وكشف فيديو آخر يرجع تاريخه إلى 11 حزيران / يونيو، تواجد جندي أميركي يرتدي ملابس عسكرية وشارات خاصة بوحدة مكافحة التطرف الكردية بصحبة 20 مقاتلًا من البيشمركة في أعقاب معركة استمرت لنحو سبع ساعات مع مسلحين من "داعش" في قرية واسطانا مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين.

وفي سياق متصل، وبالرغم من مخاوف الإقالة بسبب نشر لقطات مصورة وفيديوهات عرض أحد متطوعي البيشمركة ويدعى كروان هاما تاتا على صحافي "الغارديان" فيديو يكشف تواجد اثنين من الأميريكان وسط مقاتلي البيشمركة، مشيرًا إلى أن الأميركيين لا يسمحون لأحد بالتقاط الصور لهم في الوقت الذي يقومون هم بتصوير الجميع.

وذكر قائد بارز في قوات البيشمركة رفض ذكر اسمه، أن أربعة من القناصة الأميركيين الذين وصلوا في وقت سابق من هذا العام يشاركون في جميع المواجهات ضد "داعش" جنوب كركوك، كما لعبت القوات الأمريكية في 20 نيسان / إبريل دورًا في عمليات استعادة السيطرة على قرية داووس آل الوكا جنوب غرب كركوك، والتي شهدت إطلاق حوالي 47 قذيفة "مورتر" على مواقع "داعش".

وعلى جانب آخر، نفت القيادة المركزية الأميركية في بغداد مزاعم البيشمركة، مؤكدة أن التحالف مستمر في تقديم النصائح للشركاء المحليين مع عدم ورود تقارير تفيد بمشاركة فرق المساعدة وتقديم الاستشارة في أية مواجهات.

ومع ذلك نالت عمليات القوات الخاصة بالقرب من كركوك الشهر الماضي اهتمام الكثيرين عقب مقتل الرقيب جوتشوا ويلر الذي يبلغ من العمر (39 عامًا) خلال مداهمة مشتركة مع القوات الكردية على مجمع لـ"داعش" من أجل تحرير قرابة 70 رهينة قيل إنهم كانوا يواجهون إعدامًا وشيكًا.

واعترف المبعوث الرئاسي الخاص بالتحالف العالمي لمواجهة "داعش" بريت ماكجيرك الأسبوع الماضي، بأن مهام المستشارين تتعدى في بعض الأوقات حدود المشورة في كل من العراق وسورية، وذلك حينما تتعلق المسألة بالأمن القومي للولايات المتحدة.