العدوان الاسرائيلي على غزة

تتجه أنظار الغزّيين في هذه الأيام إلى القاهرة حيث المحادثات غير المباشرة بين الوفد الفلسطيني الذي يضم حركة حماس والوفد الإسرائيلي عبر وساطة مصرية للوصول إلى وقف شامل لاطلاق النار في غزة التي تعرضت لعدوان لمدة 30 يومًا مقابل الموافقة على شروط المقاومة المتمثلة في وقف تام للعدوان ورفع كامل للحصار المفروض على القطاع للعام الثامن على التوالي ، وقالت القناة العاشرة العبرية إن الوفد الاسرائيلي المفاوض انضم اليوم الاربعاء للمحادثات في القاهرة، للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة.

وبحسب القناة، فإن الوفد تشكّل بعد انهاء المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" اجتماعًا مطولًا واستمر أكثر من 5 ساعات، ناقش فيه الأوضاع الأمنية في قطاع غزة.

وذكرت الإذاعة العبرية  من جهتها أن  مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر ناقش إعادة تمركز قوات الجيش "الإسرائيلي" على حدود قطاع غزة، إضافة إلى الاتصالات الجارية مع مصر حول وقف دائم لإطلاق النار.

وقال وزراء في المجلس المصغر للقناة الثانية عقب الاجتماع إن "الجيش الإسرائيلي يراقب ما يحدث في القاهرة، ويبقى الخيار العسكري على الطاولة".

و قال قائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان في تصريح نقلته القناة "إن الجيش باقٍ على حدود غزة لمتابعة التطورات والرد على الخروق".

وفي سياق آخر قالت القناة العاشرة إن نحو 60 % من سكان المستوطنات القريبة من غزة لم يعودوا إلى منازلهم خشية تجدد إطلاق النار.

وقالت القناة نقلًا عن مصادر في الهيئات المحلية "إن نحو 40 % عادوا إلى منازلهم بسبب وقف إطلاق النار". وقدرت القناة أن 80 % من سكان هذه المستوطنات خرجوا منها بسبب الحرب.

في غضون ذلك أكدت مصادر مطلعة في الوفد الفلسطيني الموحد أن قضية نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة لم ولن يطرح، وقالت المصادر إن الوفد الفلسطيني الموحد بحث في الفترة الماضية التي أعقبت الإعلان عن وقف شامل لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام قابلة للتمديد، ملفات وقضايا ملحة والتي جاءت كمطلب فلسطيني موحد.وأكدت المصادر "أن القاهرة التي تحتضن الوساطة والرعاية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة" أكدت وقوفها وتمسكها بالشروط والمطالب الفلسطينية . وتابعت أن مصر سعت منذ البداية إلى توحيد الصف الفلسطيني وتقريب وجهات النظر وتطبيق المصالحة الوطنية بين رام الله وغزة، وجاءت الوساطة غزة ثمرة للجهود المبذولة من القاهرة تجاه الشعب الفلسطيني.

وشدد الوفد الفلسطيني الموحد على ضرورة موافقة إسرائيل على إنشاء ميناء ومطار في غزة إضافة الى توسيع نطاق الصيد لمسافة 12 ميلًا في البحر، وفتح المعابر الحدودية ورفع الحصار بشكل كامل عن غزة، إلى ذلك إشترطت إسرائيل نزع سلاح المقاومة كأولى الخطوات العملية لتطبيق بنود المبادرة المصرية والموافقة على الشروط الفلسطينية.

وشددت المصادر على أن "إسرائيل حتى اللحظة لم توافق على أي مطلب فلسطيني، مؤكدة "عدم صحة الأنباء التي تحدثت عن موافقة إسرائيل على المطالب الفلسطينية، موضحة أن "الأمور قيد البحث مع الجانب المصري".

وكان الجانب المصري دعا إلى هدنة 72 ساعة والحضور إلى القاهرة للاستماع إلى مطالب الوفدين ومحاولة التوصل إلى صيغة اتفاق مرضية لجميع الأطراف، تكفل حرية الحركة ورفع الحصار وفتح المعابر للفلسطينيين وتمكنهم من إعادة إعمار القطاع بعد أن دمرته آلة الحرب الاسرائيلية

وعن إمكان نجاح أو فشل جهود التهدئة التي تبذل في هذه اللحظات بين الجانب الفلسطيني والاحتلال الاسرائيلي في القاهرة قال الكاتب والمحلل السياسي الخبير في الشؤون الشرق أوسطية حسن عبدو إن" إسرائيل تتبع تكتيكًا مكشوفًا منذ البداية  في إعلانها عدم إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة لإطالة زمن الهدنة في محاولة منها لتثبيت الامر الواقع"منوهًا أن ذلك من الصعب أن يحدث لا سيما في الوقت الذي التزمت فيه المقاومة الفلسطينية بالتهدئة ومن جهة  أن يدها مازالت ضاغطة على الزناد بحسب تصريحات قادة الفصائل ، محذرًا من أن عدم الالتزام سيقود المنطقة برمتها في هذه المرحلة إلى حالة من عدم الاستقرار، في الوقت الذي تحتاج فيه إسرائيل إلى الاستقرار الكامل.ونوه عبدو إلى أن إسرائيل لم ترفض أيًا من المطالب الفلسطينية  بل قبلت بفك الحصار وفتح المعابر وأجلت ملف الميناء والمطار والممر الآمن، مرجحاً أن إسرائيل ستقبل بشروط المقاومة الفلسطينية التي هي بالأساس التزامات على إسرائيل ومطالب مشروعة  تتمثل في حرية غزة ورفع الحصار وهي في المناسبة ليست بنودًا بقدر ما هي مبادئ.

وتوقع عبدو أن يكون شكل السيناريو المقبل في حال فشلت الجهود الرامية لتثبيت الهدنة في القاهرة "عدم الاستقرار فقط" وليست حربًا شاملة كما حدثت قبل الاعلان عن بدء التهدئة ، منوهًا إلى أن المقاومة الفلسطينية هددت في المرحلة المقبلة بضرب الأماكن الحساسة والاقتصادية المهمة والاستراتيجية كالموانئ والمطارات المهمة ،إضافة إلى الأهداف الاستراتيجية الأخرى داخل إسرائيل. وأكد أن إسرائيل لن تعود مرة أخرى إلى الحرب البرية نتيجة الثمن الغالي الذي دفعته، محذرًا من أن الخيار الوحيد الذي بات أمام الاحتلال الاسرائيلي يكمن في تفعيل كل مناحي الحياة.

وأوضح أن خيارات الردع لدى المقاومة لم تستنفذ ، بل ما زالت قائمة وفي جعبتها جملة من الخيارات المتعددة موضحًا أن لكل سيناريو إسرائيلي سيناريوهًا  فلسطينيًا موازيًا

الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الاسرائيلي أكرم عطا الله أكد بدوره أن الاطراف المحلية  والعربية والدولية كافة لم يعتادوا تحمّل استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

وأشار إلى أن كل التنازلات المطلوبة ونتائج المعركة تفيد بأن على الاسرائيليين أن يقدموا مزيدًا من التنازلات والقبول بشروط المقاومة الفلسطينية والتي هي في الأساس مطالب إنسانية كحرية الحركة وفتح المعابر ورفع الحصار عن غزة.متوقعًا أن يتم التوافق على جميع المطالب الفلسطينية

ورأى عطا الله أن من الصعب التوقع باستئناف الحرب ولكن في حال فشلت التهدئة فإن إسرائيل لن تكرر تجربة الدخول البري مرة أخرى إلى قطاع غزة وستقتصر الضربات الاسرائيلية فقط على الطيران الاسرائيلي مع إستمرار الحصار برًا وبحرًا وجوًا وإغلاق المعابر