غزة – محمد حبيب، رام الله – وليد أبوسرحان
أكّد رئيس العلاقات الخارجية في حركة "حماس" أسامة حمدان أنَّ كل صاورخ يطلق من غزة يصنّع غيره خلال ساعات، مبيّنًا أنَّ المقاومة مستعدة للصمود، أشهرًا طويلة، ونملك مفاجآت أخرى، فيما شرعت كتائب "عز الدين القسام" بتوحيد العمل مع "سرايا القدس" (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) في الميدان، بغية تنفيذ عمليات مقاومة مشتركة، تكون أكثر ألمًا وتأثيرًا على المدن الإسرائيلية المستهدفة بصواريخ المقاومة.
وكشف حمدان، في تصريح صحافي فجر الأربعاء، أنَّ "تفكيرنا للمعركة المقبلة ليس كيف نصنع صواريخ أكبر، وإنما كيف نبدأ بتحرير أراض، ونضمها إلى المناطق المحررة ونغزوهم".
وعمّا إذا كانت هذه الصواريخ التي تطلق من غزة إيرانية الصنع، أبرز حمدان "إنها فلسطينية غزاوية مئة في المئة، ولم نستعمل صاروخاً واحداً من صنع غيرنا، إلا الـ(غراد) الليبي".
وأضاف حمدان أن "الصهاينة، وبعض العرب، خططوا لحصارنا عامًا كاملاً، ودمروا الأنفاق، ونقول لكم لم نعد في حاجة لتلك الأنفاق، فقد أدخلنا كل ما نريده أيام الرئيس المصري محمد مرسي".
وفيما يتعلق بالوساطة المصرية، أوضح رئيس العلاقات الخارجية لدى "حماس" أنها "صيغت بعقلية الجيل الذي عاش الهزائم العربية، ولن نقبل إلا بعقلية الجيل الذي عشق الحرية ويرفض الذل".
وتابع "العالم كله يتدخل لإنقاذ إسرائيل، ووقف الحرب، ونقول لكم لن تقف إلا بشروطنا، فنحن الآن من يضع الشروط، وعلى العدو أن يرضخ أو يتحمل القصف".
وأردف، في ختام حديثه "أجيالنا في غزة رضعت الحرية، واليوم نتائج الثانوية العامة، فالأول في المجال العلمي شهيد، وكذا الثاني، والأول في قسم الأدبي شهيد".
وفي سياق ذي صلة، أشار نائب الأمين العام لـ"الجهاد الإسلامي" زياد النخالة إلى أنَّ "المقاومة تخطو في اتجاه تصعيد جدي وحقيقي، عبر استهداف المدن والأهداف الإسرائيلية"، موضحًا أنه "كانت هناك خطوة متقدمة وكبيرة وهامة، الثلاثاء، باستهداف مدينة تل الربيع المحتلة (تل أبيب)، بصواريخ بعيدة المدى، في عمل مشترك لسرايا القدس وكتائب القسام".
وكشف النخالة أنَّ "الأيام المقبلة سيتخللها مزيد من أعمال المقاومة المشتركة"، مبيّنًا أنَّ "هذه المعركة ستترك تداعيات كبيرة على المجتمع الإسرائيلي"، في إشارة إلى أنَّ المقاومة ستنفذ عمليات نوعية ضد الاحتلال، قبل الوصول لوقف إطلاق نار جدي وحقيقي في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل، لليوم العاشر على التوالي.
وأضاف "فوجئ الجميع بما تملكه المقاومة في غزة من إمكانات، نحن نتحدث عن شعب ومقاومة تحت الحصار منذ أعوام طويلة، وحتى هذه اللحظة لم تستطع إسرائيل استهداف منصة واحدة، أو ورشة لتصنيع الصواريخ، فهم أمام فشل أمني ذريع".
وأبرز النخالة "فشل منظومة (القبة الحديدية) في اعتراض صواريخ المقاومة، وذلك بإقرار العدو"، موضحًا أنَّ "الضحية تقف اليوم وتقاتل الجلاد بكل قوة، بغض النظر عن خسائر العدو، يجب ألا يغيب عن بالنا أن إسرائيل كلها تقع تحت النار، وهذا إنجاز كبير في تاريخ شعبنا، دول عربية كبرى لم تستطع فعل ذلك".
وأكّد أنَّ "المقاومة مع الوقت ستبدع أكثر فأكثر، وستفجر مفاجآت جديدة"، وأضاف مبيّنًا "رفضنا المبادرة المصرية لكونها ساوت بين الجلاد والضحية، إضافةً إلى أنَّ العدوان على غزة مستمر بلا هوادة، ولم يتوقف دقيقة واحدة، فضلًا عن كونها لم تنص على إنهاء الحصار بصورة أساسية، نعم هي تحدثت عن هذه القضية تحديدًا لكنها ربطتها بالأوضاع على الأرض فيما بعد".
وتابع "نرحب بأي جهد لتطوير المبادرة وتحسين بنودها، الاتصالات مع مصر كانت على مستوى إدارة المخابرات العامة، ونحن على تواصل مع الجانب المصري، وسنسعى بغية تطوير المبادرة".
وأردف "لا يوجد اتصالات مع قطر وتركيا، ولا مانع لدينا في أن ندرس أية مبادرة تكون في صالح شعبنا، بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها، لكننا في النهاية محكومون بعدم تجاوز القاهرة ودورها، فلا نجاح لأية مبادرة لا تكون مصر اللاعب الأساسي فيها".
ورأى أنَّ "الطريق لا زالت مفتوحة أمام مصر لتطوير مبادرتها، ونأمل أن تتفهم القاهرة الموقف الفلسطيني، وإذا دعينا للقاهرة سنذهب، أما إن دعينا لدولة أخرى نفكر، نحن جزء من تحالف المقاومة في المنطقة، ما هو موجود لدينا من خبرات قتالية هو امتداد لهذا التحالف، نحن نستند إلى حلفاء حقيقيين وجديين، وستثبت الأيام مدى صدق هذا التحالف".
وتابع "تقديرنا أنّ دولة الاحتلال لن تقدم على شن هجوم بري واسع في غزة، فتهديداتها غير جدية بهذا الشأن، لكن هذا لا يعني استبعادنا أي سيناريو قد يقدم عليه العدو، والمقاومة ستتعامل مع ذلك وفق إمكاناتها التي فاجأت بها الكيان في إطار معركة (البنيان المرصوص) المتواصلة".