غزة – محمد حبيب
شنّت قوّات الاحتلال الإسرائيليّ حملة مداهمات كبيرة لمنازل المواطنين في قرى ومدن محافظات الضفة الغربية، بداعي البحث عن الجنود المختطفين الصهاينة، منذ الخميس الماضي.
واعتقلت قوّات الاحتلال 41 مواطنًا في محافظة نابلس، خلال عمليات المداهمة والتفتيش، فجر الثلاثاء، والتي شارك فيها أكثر من ألف جندي.
وأوضح مركز دراسات الأسرى "أحرار" أنَّ "الحملة الصهيونية تركزت على مداهمة منازل المواطنين، وتفتيشها، حيث اقتحمت أكثر من 240 منزلاً، واعتقلت حوالي 20 مواطنًا".
وأشارت مصادر إعلامية فلسطينيّة إلى أنَّ "قوّات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مدينتي رام الله والبيرة، وعدد من القرى المحيطة بها، وشنّت عمليات مداهمة وتفتيش في منازل المواطنين، واعتقلت عددًا المواطنين، قبل أن تنسحب مخلّفة دمارًا شاملاً في الممتلكات والمنازل".
وداهمت القوّات المحتلّة في مدينة البيرة مبنى في حي الجنان، وعمارة الأبراج الوطنية في منطقة الشرفا، فضلاً عن عدد كبير من منازل المواطنين في منطقة سطح مرحبا، وقامت بتفتيشها، وتفجير بوابات عدد منها.
واقتحمت قوّات الاحتلال بلدة سلواد، الواقعة إلى الشمال من البيرة، وقامت بعمليات تخريب، طالت منزل عائلة الأسير مؤيد حماد، المحكوم بالمؤبد سبع مرات، كما اقتحمت كل من بلدتي شقبا، و قراوة بني زيد، ومخيم الأمعري القريب.
وأسفرت الحملة عن اعتقال كل من مدير مكتب فضائية "الأقصى"، والقيادي في "حماس" عزيز كايد، وأحمد نجيب مفارجة، ومحمد عمار.
وفي مدينة جنين، اقتحمت قوّات الاحتلال مخيم جنين، وقامت بمداهمة العديد من المنازل، ومنازل في المدينة أيضًا، واعتقلت كل من مدير نائب جهاز المخابرات في مدينة طوباس عبد الله السعدي، ومحمد مسلماني، وإبراهيم المسلماني، ويوسف الترتر.
وتواصلت في الخليل عمليات التفتيش، التي لم تتوقف منذ خمسة أيام، حيث اعتقلت ثلاثة أشقاء أبناء القيادي في حركة "حماس فوزي" الخطيب، بعد مداهمة منزله، كما اعتقلت ثمانية مواطنين في قرية صوريف القريبة، وعرف من بين معتقلي الخليل جلال يغمور، وأنس الجعبة، وسامر مجاهد، وعلي صبارنه، وعمر القواسمي.
وتركّزت في نابلس العملية في مخيم بلاطة، شرق المدينة، حيث اقتحمت أكثر من 25 آلية المخيم، وقام الجنود بتفجير واجهات المنازل والمحال التجارية، وتكسير محتوياتها.
ولفت شهود عيان إلى أنَّ "الاحتلال اقتحم منزل النائب جمال الطيراوي، الواقع بمحاذاة المخيم، وقام بتفتيش المنى الذي يقطنه مع والده وأشقائه، كما تمَّ اقتحام منزل الشهيد حمودة اشتيوي، ومنزل الشهيد محمد عناب، ومنازل حاتم أبو رزق، وبشير حشاش، وعطا الله حشاش، ومحمد أبو زعبل وباسم مرشود، وعلي أبو خليل، ومحمد أبو عرب، وأبو مهيوب أبو ليل، وأبو إياد الطيراوي، وأحمد الزعبور، وفايز عرفات، ورامي مسيمي، وناصر أبو عزيز".
وأكّدت مصادر محلية في المخيم أنّه "تمَّ اعتقال ستة شبان من المخيم، وهم حاتم أبو رزق، وعبد أبو رزق، ورائد كعبي، وعياش العايد، ومحمد أبو عرب، وعلي الأعرج".
وتوغلت القوات في مخيم الفارعة، رفقة الآليات عدة، وقامت بتفتيش العشرات من المنازل، واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال.
واقتحمت قوة كبيرة أيضًا قرية أودلا، واعتقلت الشاب طارق بلال محسن، بعد تفتيش منزله، واقتحمت منزل بيت الشهيدين أحمد ورامي عناب في نابلس.
واعتقلت قوات الاحتلال في بلدة عزون، القريبة من قلقيلية، وليد سعيد سليم، واحتجزت والد أحد الفتية المطلوبين، لحين تسليم الابن نفسه، فيما اعتقلت في مدينة بيت لحم الأسير المحرّر شادي بداونة، والفتى جهاد أبو شقرة.
وأبرزت مصادر صحافيّة عبرية، صباح الثلاثاء، أنّه "بمرور ستة أيام على اختطاف الجنود الإسرائيليين الثلاثة في الخليل، لا مؤشرات واضحة تدلل على وصول قريب إلى مكان احتجازهم، ولكن لا زالت هناك إشارات على بقائهم على قيد الحياة".
وأوضحت أنَّ "الجيش يواصل عمليات البحث والتفتيش، حيث اعتقل المئات من قيادات ونشطاء حركة حماس، المشتبه بوقوفها خلف العملية"، مشيرة إلى أنَّ "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش، ورئيس الأركان، خرجوا، الاثنين، ليوضحوا أنَّ العملية العسكرية لإعادة الجنود قد تستغرق وقتاً طويلاً".
وبيّن مسؤول عسكري رفيع في جيش الاحتلال الإسرائيلي أنَّ "الجيش يركز جهوده في هذه اللحظات على مدينة نابلس، كونها عاصمة الإرهاب في الضفة"، حسب تعبيره.
وأضاف أنّه "تمَّ الدفع بحوالي 1000 جندي، من لواء الناحال، للشروع في عمليات بحث وتفتيش على المختطفين، وفي مخيمات اللاجئين، بلاطة، وعورتا، حيث عثر فيها على ورشة لتصنيع الأسلحة".
وتابع "الجيش لا يشعر أنَّ العملية ستنتهي قريباً"، مضيفاً أنَّ "التنسيق مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ميدانياً مهم جداً"، ومشيراً إلى أنَّ "الجيش سيقوم بتوجيه ضربة قوية لحماس في الضفة الغربية".
ودعا عدد من أعضاء "الكنيست" إلى إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيّين المحرّرين أخيراً، وإبعاد قيادات حركة حماس من الضفة الغربية إلى غزة، بغية استرجاع الجنود المختطفين.