الانتخابات الرئاسيَّة السوريَّة انطلقت

انطلقت عند الساعة السابعة من صباح اليوم الثلاثاء الانتخابات الرئاسية السورية في المناطق الهادئة نسبياً والتي تسيطر عليها القوات الحكومية والتي تشكل ما نسبته 60 % من الشعب السوري حسب خبراء مختصين والذين يؤكدون فوز الرئيس بشار الأسد فيها قبل حصولها.
ودعي الى الاقتراع، استنادا الى وزارة الداخلية السورية، 15 مليون ناخب، علما ان هناك ثلاثة ملايين لاجىء خارج سوريا أدلت نسبة محدودة جدا منهم باصواتها في السفارات السورية الاسبوع الماضي. وتجرى الانتخابات التي نددت بها الامم المتحدة ودول غربية، فيما العنف يتخذ وتيرة تصعيدية في مناطق مختلفة من البلاد. ولذا يصفها المعارضون بأنها لا تختلف عن "الاستفتاءات" السابقة التي ابقت الرئيس بشار الاسد ومن قبله والده الراحل الرئيس حافظ الاسد في السلطة مدى عقود.
ورغم ذلك دعت رئاسة الجمهورية السورية المواطنين الى المشاركة في العملية الانتخابية "بحرية وشفافية".
وجاء في بيان نشر في صفحة الرئاسة بموقع "فايسبوك" مساء الاثنين: "تأمل رئاسة الجمهورية من المواطنين مواصلة التزامهم الدستور والقوانين والتعبير عن تأييدهم لأي مرشح عبر توجههم غدا(اليوم الثلاثاء) الى صناديق الاقتراع المنتشرة على كل الأراضي السورية، لممارسة حقهم الدستوري والإدلاء بأصواتهم لاختيار مرشحهم للرئاسة بكامل الحرية والشفافية والمسؤولية".
وفي المقابل، دعا رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" احمد الجربا السوريين الى "التزام منازلهم" في يوم الانتخابات التي دعا اليها النظام. وقال في كلمة مصورة وجهها عبر قناة "العربية" السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها: "نرجو من جميع السوريين الذين نحرص عليهم بعيوننا، التزام منازلهم وعدم النزول بأرجلهم الى حمامات الدم والعار التي تريدها عصابة الاسد"، متهما النظام بالاعداد "لسلسلة تفجيرات وقصف على التجمعات" ومراكز الاقتراع.
ونقلت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطات عن مصادر امنية ان "خطة متكاملة بدأت منذ صباح الاثنين في كل المدن السورية لحماية الناخبين والمراكز الانتخابية، وأن قوات الجيش العربي السوري وقوى الأمن والأمن الداخلي في حال استنفار تامة لتوفير الأمن والأمان للسوريين الراغبين في ممارسة حقهم وواجبهم الانتخابي". وشددت على ان "كل المراكز الانتخابية آمنة ولا وجود لأي داع للقلق".
واعلنت السلطات ان المراكز الانتخابية المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية بلغت 9601 مركزا تضم 11776 صندوقا موزعا على كل المحافظات السورية.
وتسري شائعات في دمشق مفادها ان المراكز الانتخابية التي فتحت اليوم من السابعة صباحا وتستمرالى السابعة مساء ، قد تتعرض لقصف من مواقع مقاتلي المعارضة الموجودة في محيط العاصمة.
وافادت اللجنة العليا للانتخابات ان الوقت المخصص للاقتراع قد يمدد لخمس ساعات "اذا كان الإقبال كثيفاً على صناديق الانتخاب".
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان وفداً روسياً يضم برلمانيين واعضاء من اللجنة الانتخابية المركزية لروسيا الاتحادية وصل الى دمشق "لمواكبة الانتخابات الرئاسية". كما يتوقع ان تكون هناك وفود مراقبين من دول صديقة للنظام للغاية عينها من كوريا الشمالية وايران والبرازيل.
وفي غضون ذلك، بث التلفزيون السوري الرسمي ان عشرة اشخاص على الاقل قتلوا في تفجير سيارة مفخخة في بلدة الحراكي شرق مدينة حمص. وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان 50 شخصا على الاقل بينهم تسعة اطفال قتلوا السبت والاحد نتيجة قصف من مواقع مقاتلي المعارضة لاحياء يسيطر عليها النظام السوري في مدينة حلب.