بغداد - نجلاء الطائي
اعتبرت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، تصريح وزير الدفاع الأميركي السابق ليون بانيتا، الذي أكّد أنَّ القتال ضد " داعش " سيكون صعبًا، مرجحًا أن يستغرق هذا القتال 30 عامًا، "ورقة ضغط" على الحكومة العراقيّة، بغية إقامة قواعد عسكرية في بغداد، مشيرة إلى أنَّ الولايات المتّحدة والتحالف الدولي "يتلاعبان" على العراقيين، في حين طالب ائتلاف "دولة القانون" ،الإدارة الأميركية بعرض ما حققته في حربها ضد التنظيم، لافتة إلى أنَّ تنظيم "داعش" تقدم ميدانيًا، بعد مضي عشرة أيام على تشكيل التحالف الدولي.
وشكك العضو في لجنة الأمن والدفاع النيابية ماجد الغراوي في حديث بانيتا، مبرزًا أنَّ "التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، يمتلك الاستخبارات القوية والأسلحة الفائقة التطور، فضلًا عن طيران قادر على تحديد الهدف وضربه من أماكن بعيدة، وهو قادر على محو تنظيم داعش من المنطقة في أيام".
ووصف الغراوي حديث وزير الدفاع الأميركي السابق ليون بانيتا، بأنّه "أضحوكة أميركية جديدة، الغاية منها الحصول على امتيازات خاصة، وإقامة قاعدة عسكرية في العاصمة بغداد".
وأضاف "واشنطن تحاول الحصول على امتيازات خاصة من حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، لتوقيع اتفاقات سياسية وأمنية، منها إقامة قواعد عسكرية لفرض سيطرتها بصورة كاملة على المنطقة"، متهمًا الولايات المتحدة وإسرائيل بالمسؤولية عن وجود تنظيم "داعش" في المنطقة، معتبرًا أنَّ "التنظيم صنيعتهما بامتياز".
من جانبه، عدَّ مقرر مجلس النواب العراقي والنائب عن محافظة صلاح الدين نيازي معمار أوغلو، الأربعاء، الضربات الجوية التي توجهها طائرات التحالف الدولي "لا جدوى منها ما لم يكن هناك دعم لوجستي من القوات العراقيّة لقوات التحالف الدولي، بغية تحقيق تقدم في العمليات"، مشيرًا إلى أنه "سيطول حسم المعركة بريًا ضد تنظيم (داعش) على حساب سياسة العولمة غير واضحة المعالم".
وفي سياق متصل، أكّدت النائبة عن ائتلاف "دولة القانون" عالية نصيف، الثلاثاء، في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أنّه "بعد مضي عشرة أيام على إعلان الولايات المتحدة الأميركية تشكيل حلف يضم 47 دولة لمحاربة تنظيم داعش المتطرف، نلاحظ تقدمًا ميدانيًا لداعش وسقوط عدد من الأقضية والمدن في يد هذا التنظيم، وإجبار الناس على مبايعته، وهروب الآلاف من الأسر، وفرار شيوخ المساجد الذين يخيرهم داعش بين المبايعة أو الذبح".
وتساءلت نصيف "في ضوء هذه الأحداث المتسارعة، ما الإنجاز الذي أحرزته أميركا مع دول التحالف في الأيام العشرة الماضية، وما إنجازاتها في حربها ضد هذا التنظيم الذي تصفه بأنه مجرد عصابات وكأنها قادرة على تصفيته بالكامل في ساعات".
وطالبت نصيف الولايات المتحدة أن"تشرح للعراقيين الخطوط العامة لإستراتيجيتها المتبعة في محاربة تنظيم داعش"، معتبرةً أنَّ "الوضع الراهن لا يحتمل الشعارات الفضفاضة والتسويق الإعلامي والاستعراضات العسكرية الفارغة"، داعية التحالف الدولي إلى "عرض إنجازاته اليومية التي حققها في حربه ضد داعش".
ويحدث هذا في الوقت الذي حقق فيه تنظيم "داعش" تقدمًا ملحوظًا نحو السيطرة على مدينة "عين العرب" (كوباني) السورية، حيث رفع راياته على أجزاء من المدينة التي شهدت، الثلاثاء، وللمرة الأولى، معارك شوارع عند المدخل الشرقي لها.
يذكر أنَّ وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت، مطلع تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أنَّ "الجيش الأميركي لا يمكنه قصف ما يعرف بتنظيم داعش، بطريقة عمياء"، داعية إلى التحلي بـ"صبر استراتيجي، بغية التخلص من التنظيم".