فيينا ـ زياد البنا
انتهت مساء السبت الجولة الرابعة من المفاوضات النووية التي عقدت في فيينا بين إيران ومجموعة 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا ، من دون التوصل الى نتائج ملموسة في ما يتعلق بوضع ضوابط للبرنامج النووي الايراني في مقابل رفع العقوبات الدولية عن إيران، الامر الذي أثار شكوكاً في إمكان التوصل الى اتفاق كهذا في الموعد المستهدف في 20 تموز/ يوليو المقبل. لكن الطرفين اتفقا على معاودة المفاوضات في حزيران/ يونيو من دون تحديد موعد.
وأقر نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي بأن المفاوضات "لم تحرز تقدماً" في هدفها الطموح البدء بصوغ اتفاق نهائي لتبديد عقد من الشبهات الغربية في البرنامج النووي الايراني.
وقال في هذا الشأن "أخفقنا"، لكنه أفاد أن المفاوضات التي امتدت ثلاثة أيام لا تشكل سوى عقبة في هذه المرحلة أمام المحاولات المتواصلة للتوصل الى اتفاق. كذلك أكد مسؤول أميركي بارز طلب عدم ذكر اسمه أن ثمة "صعوبة كبيرة" في محاولة التقدم نحو مواقف مشتركة، مشيراً الى "خلافات مهمة".
ويحدّ الفشل من الشعور بالتفاؤل الذي ساد منذ بدء المفاوضات في 18 شباط بالتوصل الى اتفاق شامل. وفيما كان الديبلوماسيون يتحدثون عن بعض التقدم قبل الجولة الرابعة من المفاوضات التي انتهت امس، كانوا قد حذروا من مفاوضات صعبة في شأن بعض القضايا مثل برنامج إيران لتخصيب الأورانيوم.
وأوضح عراقجي أن الخلافات مستمرة على أقل من 12 قضية، فيما كشف مسؤول غربي مطلع تفصيلاً على المفاوضات، أن مسألة التخصيب هي الأكثر إثارة للخلاف، من غير أن يحدد موقف الطرفين من المسألة.
وصرّح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في نهاية اجتماعات فيينا: “كانت الجولة مفيدة تماماً، ولكن لم يحرز تقدم نحو صوغ نص. وهناك إدراك لوجوب مضاعفة الاتصالات قريباً".
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مصدر قريب من الوفد الإيراني المفاوض قوله إن على الغرب التخلي عن مطالب مبالغ فيها، والالتزام بتقويم دقيق للواقع على الأرض، لتفضي المفاوضات إلى نتيجة. وأضاف: الاختلاف في الرأي طبيعي، لا سيّما في مسألة حساسة مثل الملف النووي الإيراني، لكن نظراً إلى التطورات الأخيرة، بدا أن الغرب التزم مقداراً من الواقعية، ولكن يبدو أن الأمر ليس كذلك. واستدرك قائلا أن أمام الغرب فرصة لتبني نهج واقعي.
وقبل ساعات من اختتام المحادثات، قال مسؤول أميركي بارز إنها كانت بطيئة وصعبة، مضيفاً: ما زالت هناك فجوات مهمة بين مواقف الطرفين، وما زال على إيران اتخاذ قرارات صعبة. نشعر بقلق لعدم تحقيق تقدّم، والوقت داهم.
وأفادت وكالة "فارس" بأن المفاوضات عالقة في شأن حجم التخصيب وأجهزة الطرد المركزي والبحوث النووية التي يجريها الخبراء الإيرانيون. وأضافت أن ثمة خلافاً أيضاً حول فترة بناء الثقة بين إيران والدول الست بعد إبرام الاتفاق الشامل، إذ يرغب الغرب في أن تكون بنحو عشر سنوات، فيما ترى طهران تقليصها إلى أدنى من ذلك بكثير. كما يريد الغرب ألا يتعدى عدد أجهزة الطرد المركزي الستة آلاف، فيما تصرّ طهران على رقم أعلى.