الجيش الحر يستهدف حاجز لجيش النظام على اتستراد دمشق-القنيطرة
دمشق ـ جورج الشامي
أعلنت المعارضة السورية، الجمعة، أن الجيش الحكومي واصل القصف على مناطق عدة في العاصمة دمشق منها داريا ومعضمية الشام، في الوقت الذي وسّع الجيش الحر "المعارض" عملياته في درعا لتشمل اللواء الثاني عشر وكتيبتي النقل والتسليح بالقرب من بصر الحرير، وسط أنباء عن سيطرة "حزب الله" على 11 قرية
سورية كان آخرها جوسية الخراب في ريف حمص، تزامنًا مع مطالبة مجلس الأمن الدولي، طرفي الصراع في سورية، بضرورة إنهاء العنف، واستنكر انتهاكات الحكومة والمعارضة على حد سواء، في كشف برلماني سوري عن أن لديه وثائق تثبت أن هناك مخططًا أميركيًا صهيونيًا بدعم من قطر والسعودية لإخراج سورية عن محور المقاومة، وذلك لصالح إسرائيل وإنهاء القضية الفلسطينية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مجموعة مسلحة اغتالت، مساء الخميس، مدير العلاقات العامة في وزارة الشؤون الاجتماعية وعضو لجنه الإغاثة في سورية، علي بلان، وذلك خلال اقتحام مطعم في حي المزة في دمشق، حيث أطلقت الرصاص عليه، ويضم حي المزة عدد من السفارات والمبان الحكومية ومقار لمراكز أمنية، وشهد الحي في وقت سابق اشتباكات وقصف متبادل لكنه لا يزال يتمتع بحماية أمنية كثيفة من القوات الحكومية، وأن اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات الحكومية ومقاتلين من المعارضة في مدينة داريا جنوب غربي دمشق، تزامنًا مع قصف تتعرض له المدينة، بالإضافة إلى مدينة معضمية الشام المجاورة لها، وتعرضت مناطق في مدينة زملكا للقصف أيضًا، حيث تقوم القوات الحكومية منذ أسابيع باستهداف معاقل للمعارضة في محيط دمشق، يتخذونها قواعد خلفية للهجوم نحو العاصمة، المدينة الشديدة التحصين ونقطة ارتكاز الجيش السوري، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والجيش الحر في شارع فلسطين، وعلى مداخل مخيم اليرموك، في وقت استهدف الثوار بقذائف الهاون مقار الجيش السوري في منطقة العباسيين، وشهد الطريق الواصل بين حي جوبر والعباسيين اشتباكات عنيفة، وفي حلب احترقت طائرة مروحيّة في مطار مِنّغ العسكري إثر استهدافها من قبل الحٌرّ، كما تعرضت مدينة الطبقة شمال البلاد إلى قصف عنيف من قبل القوات الحكومية المرابطة حول المدينة، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى، كما قُتل رجل من حي باب النيرب نتيجة سقوط قذيفة مدفعية على الحي صباح الجمعة، فيما وسع الجيش الحر عملياته في درعا لتشمل اللواء الثاني عشر وكتيبتي النقل والتسليح بالقرب من بصر الحرير، بينما قُتل مقاتل من المعارضة من بلدة سحم الجولان، إثر كمين نصبته له القوات الحكومية على طريق بلدة عتمان في الريف، كما تعرضت بلدة بصر الحرير للقصف، وذلك غداة مقتل 149 شخصًا، الخميس".
وأضاف المرصد، أن "القصف تجدد على محافظة حمص في منطقة الحولة في الريف، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، في حين تعرضت منطقة البساتين في مدينة تدمر للقصف بقذائف الهاون من قِبل القوات الحكومية، كما وردت أنباء عن سقوط 5 قتلى من المدنيين من حي دير بعلبة، إثر اطلاق نار من قبل حاجز عسكري أثناء توجههم إلى الأردن، بينما سقطت قذائف عدة على أحياء حمص القديمة رافقها أصوات انفجارات، وفي محافظة دير الزور، تعرض حيي الحميدية والحويقة للقصف، وسط اشتباكات عنيفة في حيي الجبيلة والحويقة مما أسفر عن سقوط خسائر في صفوف الطرفين، وفي ريف إدلب قُتل معارض من بلدة مرعيان في ظروف مجهولة، كما تعرضت قرى وبلدات عدة في ريف معرة النعمان للقصف، من دون أن ترد معلومات عن خسائر حتى اللحظة، كما تعرضت بلدة تلمنس للقصف من قِبل القوات الحكومية".
واعتبر الناطق باسم الجيش الحر، فهد المصري، في حديث صحافي، أن "منطقة القصير تخضع لمخطط عسكري إيراني واسع للغاية، وذلك بالتخطيط مع الحكومة السورية، وأن قوات (حزب الله) توغل منذ أشهر عدة في منطقة ريف حمص، بإشراف ضباط من الحرس الثوري الإيراني، حيث يتواجد 7200 مقاتل من الحزب في كامل عتادهم العسكري والميداني في مدينة القصير، وأن هناك 11 قرية سورية محتلة احتلالاً كاملاً من (حزب الله)، كان آخرها جوسية الخراب في ريف حمص، وأن هذا التوغل لدخول ريف حمص والقصير هدفه السيطرة على طريق دمشق حمص، حمص بعلبك، حمص الساحل السوري"، وأن الحكومة السورية قد بدأت بالفعل بتنفيذ الخطة الهادفة إلى تأسيس دولة طائفية، وأنه فور سقوط العاصمة السورية في يد المعارضة ينتقل حينها بشار الأسد إلى الساحل لبدء مشروع دولة على أساس طائفي ويكون جزءًا من لبنان داخلها، وأن (حزب الله) هو الفاعل الأساسي في معارك القصير، وثمة وجود رمزي للقوات الحكومية"، مشددًا على أن "الحزب يقود المعركة في ريف حمص بإشراف ضباط من الحرس الثوري"، لافتًا إلى "وجود حشود عسكرية هائلة من (حزب الله) على الحدود، وأن قواته تدخل من معبر الجوسية الحدودي بشكل كثيف".
وشدد المصري على أن "حزب الله"، يسيطر على منطقة واسعة في القصير، لسبب التغطية الجوية الكاملة من الجيش السوري لمنطقة القلمون وأيضًا لمنطقة ريف حمص، كاشفاً عن "قيام حزب الله بإنشاء مقابر جماعية لمقاتليه في ريف القصير قرب الحدود مع لبنان دفن فيها العشرات من مقاتليه في الأراضي السورية، وأنه خلال الأيام الثلاثة الماضية، سقط أكثر من 110 قتلى للحزب في ريف القصير، فيما قام (حزب الله) بتصفية ميدانية لثلاث من عناصره، أحدهم من عشيرة زعيتر والثاني من عائلة مرتضى والثالث لم نتمكن من معرفة اسمه، وهؤلاء قتلوا ميدانيًا لأنهم حاولوا الفرار من ريف القصير للعودة إلى لبنان"، مشيدًا بـ"بطولات الجيش الحر الذي يدافع عن هذه المناطق رغم الحرب الشرسة"، قائلاً "إن المحاولات الحثيثة لتقدم الثوار دفعت (حزب الله) إلى استخدام أنواع جديدة من الصواريخ لقصف القصير ومناطق متفرقة في ريف القصير لهدف الحد من هذا التقدم"، متسائلاً "كيف يمكن لحزب يقوم على أسس دينية أن يعمد لتدمير مسجد تل قادش الكبير، وكل هذه المعلومات موثقة لدينا؟"، مضيفًا أن "معلوماتنا تؤكد دخول (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) على خط الصراع عبر منطقة قوسايا في البقاع، وأن هدف الرئيس الأسد في حال أُجبر على ترك دمشق، إقامة دولة على الساحل تكون عاصمتها حمص، ولذلك تتم عمليات تطهير عرقي في المنطقة، ولذلك احتل (حزب الله) بلدة ربلة المسيحية في ريف القصير، وأن الحزب يقوم بعمليات تهجير مذهبي للعديد من المناطق بشكل خاص في الجوسية ومشاريع القاع، ولذلك يتم حصار مدينة عرسال اللبنانية، لأنها تقف كشوكة سنية في وجه التمدد الشيعي المتطرف في المنطقة".
ورأى عضو مجلس الشعب السوري، حسين الراغب، في حديث تلفزيوني، أن "هناك مخططًا أميركيًا صهيونيًا بدعم من قطر والسعودية لإخراج سورية عن محور المقاومة، وذلك لصالح إسرائيل وإنهاء القضية الفلسطينية، وأنه لو قبل الرئيس بشار الأسد بإخراج سورية من محور المقاومة لما جرت هذه الحرب عليها، ولدينا الكثير من الوثائق التي تثبت تورط الأردن وتركيا والسعودية وقطر في ما يجري داخل سورية، وستبث قريبًا في وسائل الإعلام، وأن مدينة إدلب تحت سيطرة الجيش السوري، لافتًا إلى أن "هناك العديد من القرى المحاصرة في إدلب، وتم تهجير العديد من المواطنين وحرق منازلهم وسلب ممتلكاتهم".
وقالت الدول الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الدولي، في بيان غير ملزم صدر بالإجماع، الخميس، "إن العنف المتصاعد في سورية مرفوض تمامًا، ويجب أن ينتهي على الفور"، فيما استنكر البيان "انتهاكات حقوق الإنسان من جانب قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة"، وأفادت الأمم المتحدة، أن عائلات سورية أُحرقت في منازلها، وأن أشخاصًا ضربوا بالقنابل وهم ينتظرون الحصول على الخبز، وأن أطفالاً تعرضوا للتعذيب والاغتصاب والقتل، وأن مدنًا تحولت إلى أنقاض في الحرب المستمرة في سورية منذ عامين، وهو ما وصل بالأوضاع إلى كارثة إنسانية".