الصراع في ليبيا

أعرب وزير الخارجية الليبي محمد الدايري عن شكره للاتحاد الأفريقي، للدعوة لعقد الاجتماع المهم في شأن ليبيا، الذي يعكس الاهتمام بالاستقرار في ليبيا، ومركزية دور دول الجوار، لافتًا إلى أنَّ استمرار العنف في ليبيا يؤكّد أنَّ الحل الوحيد للأزمة هو التسوية السياسية.

وأضاف محمد الدايري، أثناء مؤتمر صحافي، عقده في مقر مفوضية الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، الأربعاء، عقب اجتماعين لدول الجوار والدول الأفريقية المعنية بليبيا، أنَّ "المبادرة السياسية تتواصل. ونشيد بمفاوضات جنيف، وإعلاء مصلحة البلاد".

وأشار إلى أنَّ "نتائج محادثات جنيف مشجعة ومهمة لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، ولكن هناك الكثير الذي يتعين عمله"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "مواصلة التزامه تجاه ليبيا، وكذلك الاتحاد الأفريقي ودول الجوار لليبيا".

وتابع "ندرك حرص الكثير من الدول الأفريقية على تسوية الوضع في ليبيا"، معربًا عن أسفه لمعاناة العرب، لاسيما المصريين والتونسيين، وأيضا الفرنسيين والأميركيين والكوريين، مشدّدًا على أنَّ "تشكيل حكومة انتقالية، وفقًا لمحادثات جنيف، يعد أمرًا حيويًا. ويتعين الالتزام ببناء دولة مؤسسات وقانون، وحقوق إنسان جديدة في ليبيا، ونحث كل الأمم على دعم العملية السياسية في ليبيا، وفقًا لخارطة الطريق".

وأعلن الدايري أنَّ "تشاد تستضيف الاجتماع المقبل لوزراء دول الجوار في شباط/فبراير المقبل"، موضحًا أنَّ "الاجتماع الأربعاء تم بين دول الجوار لليبيا، وانضم إليهم مفوضية الاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية".

وأردف "اجتمعنا مع وزراء خارجية دول الجوار، وعقدنا الاجتماع العادي الثاني للدول الأفريقية، الذي ضم أيضًا الاتحاد الأوروبي، وإسبانيا وفرنسا". وأكّد "ضرورة استمرار المشاركين، الذي شاركوا في الاجتماع السابق". لافتًا إلى أنّ "هناك دولاً أخرى مثل قطر وليبيا تمت دعوتها للمشاركة في الاجتماع. وينبغي أن تكون هناك قيمة مضافة لأي طرف يشارك في الاجتماع".

واستطرد "لمسنا رغبة حقيقية من الأفارقة لدعم مسار السلام، الذي يقوده السفير برناردينو، حتى تكلل مساعي هذا المسار بالنجاح"، مبرزًا أنه "كان ليس سهلاً، لاسيما أنّ بعض الأطراف لم تحضر حتى الآن اجتماع جنيف".

وأشار إلى أنّ "تشكيل حكومة وحدة وطنية والتفاهم الأساسي للأطراف في ليبيا، يضع الحجر الأول لبناء مسار محاربة التطرف العنيف، الذي يثير قلق الدول الأفريقية"، مبيّنًا أنّ "التطرف في ليبيا يمس في المقام الأول الشعب الليبي، وهو ما لا يركز عليه الإعلام، ونحن نعبر عن تضامننا مع من يتم اختطافهم من ليبيين وعرب وأجانب، ونريد تفاهمًا دوليًا وعربيًا وأفريقيًا لمكافحته في ليبيا".

وأبرز وزير خارجية ليبيا أنَّ "هناك أزمة سياسية ليبية، تجري معالجتها في جنيف، بين الأطراف السياسيّة المعنية، لكن التطرف ظاهرة عالمية، وهناك من يأتي من نيجيريا إلى بنغازي، وهي ليست ظاهرة حديثة، ولكننا نريد بناء ليبيا جديدة، تقوم على المؤسسات والجيش والشرطة". مبيّنًا أنَّ "ما يحدث في ليبيا من تطرف هو مشروع دولي، يأتي أيضًا من بلدان أفريقية وعربية، ويتعين على العرب والأفارقة العمل على معالجة هذه الظاهرة".

ونوه الدايري بالتعاون بين مصر وليبيا في مكافحة التطرف، الذي بدأ منذ ٢٠١٢، لافتًا إلى أنّه "يتواصل أيضًا مع الجزائر والأردن والسودان وفرنسا، عبر برامج تدريب مستمرة".