العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز

طلب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تقريرًا عاجلًا عن الأمطار والسيول التي شهدتها محافظة جدة الثلاثاء الماضي، وأدت إلى وفاة شخصين صعقًا.
 
وكشف أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل أن التقرير المفصل سيعرض على خادم الحرمين فور الانتهاء منه، وأضاف: "بّينت لخادم الحرمين أن ما حدث نتيجة الأمطار التي شهدتها جدة شفهيًا، وسأقدم تقريرًا مفصلًا له"، لافتًا إلى أن التقارير الأولية أوضحت أن بعض القنوات كانت مسدودة بسبب خلل في الصيانة، كما أن الأنفاق التي امتلأت كانت بسبب انقطاع الكهرباء عن المضخات.

وأقر الفيصل بوجود نقص في الإمكانات في جدة، وتابع: «لو هطلت الأمطار في أي مدينة أخرى، سيحدث ما حدث في جدة»، مبرئًا السيول المنقولة من خارج جدة، التي أكد أنها لم تدخل المدينة، إذ إن مشروع درء أخطار السيول والأمطار نجح بامتياز في التصدي للسيول المنقولة وأخطارها".

واستطرد أمير مكة: "تدفقت المياه عبر 15 سدًا إلى القنوات الفرعية، ومن ثم إلى الرئيسية، التي نقلتها بدورها إلى البحر، ولم تدخل مياه تلك السيول إلى الأحياء الداخلية لمدينة جدة، ولم تتضرر من أي سيل منقول، بل كان تجمّع المياه في الأحياء التي ليس فيها تصريف للأمطار، ولا سيما أن الأحياء التي فيها قنوات صرف لمياه الأمطار قليلة ومحدودة".

وبدأ سكان المدينة المنكوبة يحصون الخسائر التي خلفتها الأمطار، بين سيارات غارقة، وأنفاق تحولت إلى برك تتجمع فيها المياه، وبنية تحتية بحاجة إلى صيانة وترميم.

وحذرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، من احتمال هطول أمطار وحدوث تقلّبات جويّة على ست مناطق من المملكة خلال الأيام القليلة المقبلة، تشمل مكة المكرمة، والرياض، والشرقية، والباحة، وعسير، وجازان.

وأعادت الشركة السعودية للكهرباء الكرة إلى أمانة جدة، التي حملتها جزءً من مسؤولية غرق الأنفاق السبعة، حين عزت تجمع المياه في الأنفاق إلى انقطاع التيار الكهربائي من المصدر الرئيسي عن محطة تجميع ورفع المياه الرئيسة في حي الزهراء، وعن سبع مضخات أخرى لسبعة أنفاق بأنحاء متفرقة من جدة، إلا أن شركة الكهرباء عزت في بيان صحافي أصدرته أمس، فصل التيار إلى خلل في الشبكة الداخلية للمحطة، وهو فصل روتيني، يحدث إذا كان العطل من جهة المشترك.
 
يذكر أن مشهد المطر، طاول مناطق ومحافظات سعودية أخرى، ففي حائل انتشلت فرق الإنقاذ أمس، جثماني طفلين من وادي بدع بن خلف، ونُقلا إلى المستشفى لاستكمال إجراءات تسليم جثمانيهما إلى ذويهما، فيما أنقذت شاباً كان علق في وادي المخروق أثناء محاولة عبوره بمركبته، أما في الجوف فأنقذ شبان مواطنًا برفقة عائلته تعرضوا إلى الغرق خلال نزهة بريّة، إذ بادر الشبان إلى إنقاذهم وسحب مركبتهم بعيدًا عن السيول، بعد قفزهم داخل مجرى السيل.