العدوان الإسرائيلي يدمر مسجد "العمري" في قطاع غزة

ألحق العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة أضرارًا مباشرة وغير مباشرة بالأماكن التراثية والأثرية في القطاع، يعود تاريخ بعضها إلى الفتح الإسلامي، والعهد البيزنطي.

وأكّد "بيت المقدس" للدراسات والبحوث في غزة أنَّ "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لم يستثن المواقع الأثرية، التي يعود تاريخها إلى مئات السنين"، مشيرًا إلى أنَّ "طواقمه قامت بتوثيق أهم المواقع الأثرية التي تعرضت إلى القصف الإسرائيلي من خلال الاجتياح البري والعدوان الجوي، أسفر عن تدمير عدد من المواقع، أهمها كنيسة القديس بروفيروس، التي يعود تاريخيها لعام 406، في حي الزيتون، بعد أن لجأ إليها النازحون من منطقة الشجاعية، حيث فتحت أبوابها لـ 300 عائلة فلسطينية، أي قرابة 2500 مهجر".

وأبرز أنّه "باغتت طائرات من نوع (إف 16) المنطقة المحيطة للكنيسة، فأتت على 23 قبرًا تقريبًا، منهم 10 دمّرت كليًا، فيما تعرضت جوانب الكنيسة لشظايا القصف، وتضرر بيت المطران الكسيوس، وسقف الكنيسة، وتوابع الكنيسة من خزانات مياه".

وتعرض جامع المحكمة البرديكية الأثري في حي الشجاعية، إلى دمار كلي، لم يبق إلا على المئذنة الأثرية، والذي يعود بناؤه إلى عام 1455، على يد برديك الدويدار، أيام الملك الأشرف أبو النصر إينال، وكان محكمة ومدرسة ثم مسجدًا زمن المماليك.

ودمّرت غارة طائرة من نوع "إف 16" المسجد بالكامل، بما يحويه من روائع أثرية وأقواس وقباب وكتابات هامة، تدل على تاريخ بناءه، إضافة إلى الجانب الجديد منه والمرمم.

وتعرّض جامع في حي الشجاعية لقصف بطائرات الـ "إف 16"، في الجانب الجديد منه، أتى على بعض أجزائه ومئذنته الحديثة، وقد أنشأه شهاب الدين أحمد أزفير بن الظفردمري في 762هـ/ 1361م، واشتهر محلياً بـ"القزمري".

ويعتبر مدخل هذا المسجد من أجمل المداخل التذكارية، معقود بعقد يشكل حدوة فرس، ومزين بزخارف نباتية، بالحفر البارز والغائر، وزخارف هندسية، وأطباق نجمية، وزخارف كتابية، فيما لم يصب جانبه الأثري سوى بتصدعات إثر القصف.
 
وكذلك تعرضت دائرة المخطوطات والآثار في وزارة الأوقاف لدمار جزئي بعد قصف المبنى المجاور، أدى إلى تدمير الممر المؤدي لمكتبة جامع العباس، التي تحتوي على كتب حجرية ومخطوطات، وأحدث دمار جزئي في المكتبة، فيما أصيبت بعض الكتب بشظايا القصف، لكن في المجمل، المكتبة بما تضمه في حال جيد.

وقصف الجامع العمري الأثري في جباليا، من طائرات "إف 16"، مما أدى إلى دمار كلي في أجزائه الحديثة، ودمار جزئي كبير في جزءه التاريخي، بما يضم من جانب أثري هام، يعود تاريخ بناءه للفتح الإسلامي.

وجاءت إحدى القذائف على منتصف المسجد الأثري، أدت إلى فتح فجوة كبيرة، ودمار كبير، وتشققات خطيرة في جدران المسجد القديم.

وفقد قطاع غزة بذلك جزءًا كبيرًا من التحف المعمارية، والشواهد التاريخية، التي يعود بعضها إلى العهد البيزنطي.

وطالب "بيت القدس" بـ"تدخل الجهات الدولية والعربية، منها اليونسكو والألسكو، لحماية هذه المواقع، وفق اتفاق جنيف، والذي يقضي بضرورة حماية الممتلكات الثقافية والفكرية وحفظ المواقع الأثرية".