القاهرة – إيمان المهدي
أعلنت مصادر دبلوماسية مصريّة، أنَّ الولايات المتحدة الأميركيّة تستعد لإرسال المرشح لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى مصر روبرت بيكروفت، إلى القاهرة.
وكشفت المصادر، في تصريح خاص إلى "العرب اليوم"، أنَّ "الوفد الأميركي، برئاسة باراك أوباما، أثناء لقاء القمة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في نيويورك، ضم السفير الأميركي الجديد لدى مصر، بعد أن أقر مجلس الشيوخ الأميركي طلب ترشيحه".
ورجّحت أنَّ "عدم تولي بيكروفت مهام عمله حتى الآن يرجع إلى أنَّ الإدارة الأميركية لم تقدم رسميًا للسلطات المصرية ووزارة الخارجية أوراق اعتماده كسفير لدى القاهرة، وأنَّ الخارجية الأميركية اتخذت هذه الخطوة الرسمية أخيرًا، عقب لقاء القمة المصري – الأميركي، تمهيدًا لإيفاده إلى مصر"، معتبرة أنَّ "توقيت ترشيح بيكروفت وتثبيته جاء في لحظة مشحونة بالتوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر".
وأكّد الخبير الأمني جميل عكاشة أنَّ السفير الأميركي الجديد، تسلّم أخيرًا عددًا من الملفات الهامة في شأن العلاقات المصرية - الأميركية لبحثها، لاسيّما ملف المعونة الاقتصادية والعسكرية، وملف التوجهات الأميركية بشأن التعامل مع القوى السياسية والحزبية في مصر، وقوى الإسلام السياسي.
وأشار إلى أنَّ "بيكروفت لا يواجه أي انتقادات أو تحفظات مصرية رسمية أو شعبية، عكس المرشح السابق وبرت فورد، السفير الأميركي السابق لدى سورية، والذي قوبل ترشيحه بانتقادات مصرية واسعة، مما دعا إدارة أوباما إلى التخلي عن ترشيحه، وقررت اختيار سفيرها السابق لدى العراق بيكروفت"، مبرزًا أنَّ "هذا السفير يعتبر رجل مخابرات من الطراز الفريد".
وانتقد المسؤولون الأميركان، مرارًا، الحكومة الموقتة، التي دعمها الجيش، ورفضوا غلظتها في التعامل مع الخصوم، لاسيما أولئك المرتبطين مع جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة، وفي آواخر نيسان/أبريل ٢٠١٤ قررت الولايات المتحدة رفع الحظر الجزئي الذي فرضته على المساعدات العسكرية لمصر، وأعلنت وزارة الدفاع (البنتاغون) تسليمها عشر مروحيات آباتشي، وأعقب ذلك زيارة وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي إلى واشنطن.
يذكر أنَّ روبرت بيكروفت حاصل على ليسانس من جامعة بريغام يونغ، ودرجة الدكتوراة في القانون من جامعة كاليفورنيا، بركلي، وهو عضو في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، وعمل كمبشر "مورموني" (مسيحي) في فنزويلا.
ومارس المحاماة في مكتب سان فرانسيسكو التابع لشركة تعمل بالقانون الدولي، وانضم إلى السلك الدبلوماسي للولايات المتحدة في عام 1994، والتحق بمنصب في واشنطن العاصمة كمساعد تنفيذي لاثنين من وزراء الخارجية الأَميركيين، هما كولن باول وكوندوليزا رايس، ومساعد خاص لنائب وزير الخارجية.
وتقلد مناصب أخرى في الأمانة التنفيذية لوزارة الخارجية الأميركية ومكتبها لشؤون الشرق الأدنى.
أما خارج الولايات المتحدة، خدم بيكروفت في سفارات الولايات المتحدة لدى عُمان والرياض ودمشق، وشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى المملكة الأردنية الهاشمية في الفترة من آب/أغسطس 2008 وحتى حزيران/يونيو 2011.
وانضم إلى السفارة الأميركية لدى بغداد كنائب رئيس البعثة الأميركية في 14 تموز/يوليو 2011، وأصبح القائم بالأعمال بعد رحيل السفير جيمس جيفري، في 1 حزيران/يونيو 2012.
وفي 11 أيلول/سبتمبر 2012، أعلن المكتب الصحافي للبيت الأبيض أنّ الرئيس باراك أوباما قد رشح السيد بيكروفت في مجلس الشيوخ الأميركي كسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى العراق، خلفًا للسفير جيفري في أعقاب سحب ترشيح بريت ماكجورك.
وصادق مجلس الشيوخ على ترشيحه في 22 أيلول/سبتمبر 2012، فيما أدى اليمين الدستورية في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2012، وهو حاصل على وسام شرف "الاستحقاق الأعلى المتميز" لوزارة الخارجية الأميركية، في نيسان/أبريل 2011، وحصل على جائزة الدبلوماسية في حقوق الإنسان.
ورأت صحيفة "نيو يورك تايمز" الأميركية أنّ "اختيار السفير الأميركي الجديد تم بحرص وعناية فائقة، نظرًا لخبراته الواسعة التي تؤهله للتعامل مع شخصية عسكرية قوية ومؤثرة مثل المشير عبد الفتاح السيسي".
وأوضحت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، أنّ الإدارة الأميركية أكدت أنّ "سفيرها الجديد لدى القاهرة، سيكون قادرًا على التعامل مع مستجدات الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر".