عناصر من الجيش الإسرائيلي

عقدّ رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اجتماعًا لقادة الجيش والأمن،  مساء الثلاثاء، فور انتهاء اجتماع المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر "الكابنيت" والذي عقد لمناقشة الرد على أسر الجنود الـ3 المختطفين في الخليل، وسط تكتم شديد حول نتائج اجتماع "الكابينت" الاسرائيلي، فيما رجّحت مصادر امكانية توجيه ضربة اسرائيلية لحركة "حماس" في قطاع غزة التي اتهمها الاحتلال صراحة بالمسؤولية عن عملية الخطف رغم عدم تبنى الحركة للعملية حتى اللحظة ،مما أثار مخاوف المواطنين الغزيين من المستقبل الغامض الذي سينتظر القطاع.
و شوهد الكثير من المواطنين ينهالون على محطات الوقود خشية من التصعيد، حتى أعلنت المحطات عن انتهاء الوقود مع إغلاق معبر كرم أبو سالم، فيما خلى شاطئ بحر غزة من المصطفين الذين انتشروا قبل بداية الصيف بشكل كبير، بيد أن العديد من المواطنين أكدوا عدم خشيتهم من التصعيد أو أي سيناريو قادم لأن غزة من وجهة نظرهم قد تعودت على غطرسة الاحتلال "الإسرائيلي".
وكان نتنياهو قال خلال جلسة الحكومة صباح الأحد: "ما لم اقله بالأمس سأقوله الآن فحماس هي المسؤولة عن خطف المستوطنين الثلاثة وسيترتب على ذلك تداعيات خطيرة  فحماس التي اتحد معها أبو مازن هي المسؤولة عن عملية الخطف".
وكانت "حماس" قد اعتبرت على لسان الناطق الرسمي باسمها سامي أبو زهري تصريحات نتنياهو غبية وذات بعد استخباري. محذراً من تصعيد "إسرائيل" هجماتها ضد الشعب الفلسطيني، عقب هذه التصريحات.
من جهته قال المواطن سامي الجعبري: "إن الاحتلال الإسرائيلي يريد الشر لسكان غزة بشكل مستمر بعد أن أذاقته المقاومة في غزة الويلات والدروس والعبر من حرب الأيام الثمانية ومعركة كسر الصمت التي انتفضت فيها سرايا القدس على صمتها إزاء الاختراقات الإسرائيلي المتكررة لاتفاق التهدئة الموقع مع مصر.
وقد امتنع الجعبري وعددٌ من أصدقائه من الذهاب إلى شاطئ البحر للاستجمام بعد أن سمع عدة غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على أهداف متفرقة في قطاع غزة.
أما المواطن محمد عز الدين قال ": "أصبحنا نحن الغزيون لا نخشى شيء.. متسائلاً: "ماذا سنخسر بعدما خسرنا كل شيء حتى مجرد الأحلام؟".
وقال عز الدين:" إسرائيل" ستحرص على عزل قطاع غزة على أنه كيان منفصل ومعاد بناء على خطة سابقة وهي الاعتراف للفلسطينيين بدولة لهم فيه مع جعله ميدان حرب للتدريب بالذخيرة الحية"، مضيفاً: "اليوم تطبخ "إسرائيل" حرب مسعورة على القطاع لكن غزة صامدة لن تُكسر".
أما المواطن عبد الله أبو حشيش قال: "الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يصدر أزمته إلى حركة حماس، كونها الحركة المسيطرة على قطاع غزة لذلك نخشى أن تكون اتهامات الاحتلال ذريعة لاستهداف المقاومة والمدن والقرى والأحياء بحجة اختطاف المستوطنين".
وأوضح أبو حشيش بأنه بدأ يستعد لأسوء السيناريوهات المحتملة على قطاع غزة بشراء الوقود وتخزين بعض المواد الأساسية، قائلاً: "نحن لا نعلم ما الذي سيجري لكن الاحتياط واجب".
وأكد أن اختطاف المستوطنين الصهاينة واجب وطني ينبغي على كل فلسطيني المضي فيه من أجل تحرير أسرانا من سجون الاحتلال، لذلك كانت عملية الخليل هي الطريقة الأمثل لعودة الأسرى لديارهم وذويهم.
فيما اكتفى المواطن إبراهيم عبد الله بالتعبير عن استيائه من الوضع القائم بغزة قائلاً: "لا نستطيع أن نرسم مستقبل لأنفسنا مع هذه الظروف: "قصف ، شهداء ، جرحى ، دمار"، كل ذلك من مشاهد تعودنا عليها، مضيفاً: "الحديث عن حرب على قطاع غزة من وجهة نظري لن يحدث متوقعاً أن يكتفي الاحتلال بتصعيد من خلال قصف وشن غارات على أهداف للمقاومة بغزة.
بينما تخشى المواطنة منى" المقبل على قطاع غزة بعد أن اتهمت "إسرائيل" بشكل مباشر حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة من توجيه ضربة عسكرية أو حرب جديدة على القطاع يستهدف ليس "حماس" فقط أبناء الشعب الفلسطيني كافة كرد على عملية خطف الجنود التي لم يعلن أي فصيل فلسطيني عنها حتى الآن.
ومن الجدير ذكره أن قضية اختفاء آثار الجنود الإسرائيليين الثلاثة مضى عليها 4 أيام ولم تستطع كافة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن تحل لغز اختفاء جنودها لذلك يطلق الاحتلال تصريحات واتهامات عشوائية تجاه فصائل المقاومة حذر منها المحللين والكتاب السياسيين.
من جهته أعتبر  نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم بأن ما يحدث من تصعيد اسرائيلي في الضفة وغزة هو وجه جديد من التصعيد الإسرائيلي واعتبره حالة من تصعيد شاملة كعقاب جماعي في غزة والضفة الغربية ولا يقتصر فقط على مدينة الخليل وحدها، والهدف منه الحاق الحصار الاسرائيلي بالضفة الغريبة مثل قطاع غزة.
وتوقع عبد الكريم أن الساعات المقبلة ستشهد حالة من التصعيد والهجمات الاسرائيلية لرفع منسوب المواجهة بالضفة، وجولة جديدة من العنف تؤثر سلبا على اسرائيل.
وبشأن ان كان هناك انتفاضة جديدة بعد التصعيد الأخير قال ابو ليلى أن احتمالية حدوثها قائمة وجدية، خاصة أن حكومة نتنياهو تدفع دائما باتجاه اعادة تشكيل عوامل لاندلاع الانتفاضة.
ووجه رسالة لجميع الأطراف السياسية أن يضعوا جميع الخلافات جانبا وعدم التأثر بمحاولات ايقاعهم بشجار يحقق من ورائه نتنياهو عرقلة حكومة الوحدة الوطنية.
القيادي في الجبهة الديمقراطية اعتبر أن نتنياهو يعيش حالة من التناقض في تصريحاته خاصة بعدما حمل الرئيس محمود عباس مسئولية المخطوفين.