لندن ـ محمد القباني
أكدت مصادر غربية وأخرى عربية قناعة الإدارة الأميركية في ضرورة رحيل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أجل مصلحة بلاده حيث اعتبرت تضييق الدعم له في الفترة الاخيرة هو احد المؤشرات الاضافية لحثه على التنحي، وبينما اعلن أعضاء في "الكابيتول هيل" علنا إنّه يتعين على المالكي الاستقالة، تجاوز نفس الموقف في البيت الأبيض مرحلة الهمس، مضيفة "إن تركيز البيت الأبيض الآن بات عن التوصل لعملية انتقال سياسي تفضي بالعراق إلى حكومة توافق أشمل من دون نوري المالكي، ولكنها تضمّ ممثلين للسنة والأكراد والشيعة.
وكشف مسؤولون أميركيون رفيعوا المستوى أنّ إدارة أوباما باتت تقريبا مقتنعة بأنّ المالكي ليس هو الزعيم الذي يحتاجه العراق لتوحيد البلاد وإنهاء التوتر الطائفي اذ قالت رئيسة لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ السناتور الديمقراطية ديان فاينشتاين "بصراحة.. حكومة المالكي يجب أن تذهب إذا أريد تحقيق أية مصالحة".
أما السناتور الجمهوري جون مكين فقد دعا خلال حديث له في مجلس الشيوخ إلى استخدام القوة الجوية في العراق، لكنه حث أيضاً أوباما على "أن يوضح للمالكي أن وقته انتهى".
ومع أن إدارة أوباما لم تطلب علناً رحيل المالكي، لكنها أظهرت علامات استياء منه.
وقال وزير الدفاع تشاك هاغل في جلسة للكونغرس إن "هذه الحكومة الحالية في العراق لم تنجز مطلقاً الالتزامات التي قطعتها لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع السنة والكرد والشيعة".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن المالكي لم يفعل ما فيه الكفاية "ليحكم بطريقة تتسم بالاشتمال وعدم الإقصاء وأنه ساهم في خلق الوضع والأزمة التي نشهدها اليوم في العراق"، لكنه أوضح عندما سئل عن تنحي المالكي "من الواضح أن هذا الأمر ليس لنا أن نقرره".
وأضافت المصادر إلى جانب دبلوماسيين عرب، "إن تركيز البيت الأبيض الآن بات حول التوصل لعملية انتقال سياسي تفضي بالعراق إلى حكومة توافق أشمل من دون نوري المالكي، ولكنها تضمّ ممثلين للسنة والأكراد والشيعة. وأضاف مسؤول قائلا إنّه "مهما كان التحرك الذي يتقرر فإنه ينبغي أن يتم بسرعة ."
وبحسب التقارير المرفوعة للبيت الابيض فان سياسة نوري المالكي عمّقت الهوة بين الشيعة والسنة ولاسيما مع انتفاض رجال العشائر السنية. وقال عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي آدام شيف "لقد شكّل المالكي حكومة من الشيعة للشيعة ومن طرف الشيعة ."
وقالت وكالة "رويترز" في تقرير لها، "إن الرئيس أوباما تعرض لضغط من مشرعين أميركيين، لإقناع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالتنحي بسبب ما يرونه" فشلاً في القيادة" في وجه تمرد يعرض بلاده للخطر".
وفي حين عقد أوباما اجتماعاً مع زعماء الكونغرس لبحث الخيارات الأميركية في العراق انضم مسؤولون كبار في الحكومة إلى جماعة المنتقدين للمالكي وتحميله مسؤولية الخطأ في علاج الانقسامات الطائفية التي استغلها المتشددون المسلحون.
كما اعتبرت الاعتقالات العشوائية والتهم الكيدية التي طاولت كبار الرموز السياسية السنية ومنها التهم الموجهة لنائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي واعتقال السياسي السني البارز والنائب في البرلمان احمد العلواني أواخر العام الماضي في الرمادي نقطة تحول فارقة في الأحداث فضلا عن الاف المعتقلين الذين من سكان المناطق السنية والذين لم توجه لهم التهم او تحال اوراقهم إلى التحقيق.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد الاجتماع "قدم الرئيس تقريراً عن جهود الحكومة الأميركية لمواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية من خلال حث زعماء العراق على أن ينحوا جانباً الأجندات الطائفية وأن يتحدوا بإحساس الوحدة الوطنية".
وتقول واشنطن التي سحبت قواتها من العراق عام 2011 إن بغداد يجب أن تتخذ خطوات نحو المصالحة الوطنية.