القدس المحتلة – وليد أبوسرحان
عرض كبير المفاوضين الفلسطينيين، الدكتور صائب عريقات، أمس الأربعاء، مبادرة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس ، للسلام مع إسرائيل على وزير الخارجية الأميركي، جون كيري .
إلا أن واشنطن لوحت بعرقلة أي توجه فلسطيني لمجلس الأمن لاستصدار قرار بشأن موعد انتهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية على حدود عام 1967 المعترف بها في الأمم المتحدة.
وألمحت مندوبة الولايات المتحدة، سامانثا باور، إلى أن واشنطن ستعارض اتخاذ قرار في مجلس الأمن الدولي لإقرار المبادرة الفلسطينية التي ترمي إلى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية في غضون ثلاث سنوات.
وأضافت باور، في مؤتمر صحفي، أن واشنطن لا تعتقد بأن أي محاولة لاختصار الطريق أو اتخاذ خطوات أحادية الجانب ستؤدي إلى تحقيق الهدف الذي يتطلع إليه معظم الفلسطينيين.
وأكدت باور أن إسرائيل يجب أن تكون جزءًا من المفاوضات حول التسوية الدائمة ولا يمكن المجيئ إلى نيويورك والحصول على ما لم يتم تحقيقه من خلال الاتصالات بين الأطراف.
وتابعت باور: أن الولايات المتحدة ستوافق على قرار جديد في مجلس الأمن بشأن قطاع غزة شريطة ألا يمس بوقف اطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا.
إلا أن مصادر إسرائيلية عبرت، اليوم الخميس، عن خشية تل أبيب من أن تمتنع الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض "الفيتو" لإسقاط مشروع القرار الخاص بالخطة الفلسطينية لإنهاء الاحتلال عندما يطرح على مجلس الأمن وذلك على خلفية التوتر الأخير في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب.
وأوضح عريقات بعد الاجتماع الذي حضره مدير المخابرات العامة الفلسطينية، اللواء ماجد فرج، أنه سلم كيري رسالة من القيادة الفلسطينية تتعلق بوجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ضمن سقف زمني محدد وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
واتفق الجانبان على استمرار الحوار بينهما خلال الأسابيع القادمة، رغم أن الاجتماع بين كيري وعريقات استمر لمدة ساعتين .
ومن جانبه؛ أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن اللقاء كان مفيدًا وبحث عدة قضايا بما في ذلك الوضع في غزة والمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفيما لوحت واشنطن بمعارضة التوجه الفلسطيني لمجلس الأمن، ناقشت مع إسرائيل التعاون بينهما في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في ظل سعي الإدارة الأميركية لبلورة ائتلاف دولي للحرب ضد التطرُّف، كما تنوي إرسال قوات أميركية إضافية إلى المنطقة.
وأبرزت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الصادرة صباح الخميس، أن كيري، أجرى محادثات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشأن التعاون بينهما في مواجهة "داعش".
وكتبت الصحيفة أن وزير الخارجية الأميركية يعمل على بلورة ائتلاف دولي للقتال ضد "داعش"، وأن اسم إسرائيل قد طرح، أمس الأربعاء، للمرة الأولى كحليف محتمل في هذه الحرب.
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جين ساكي، أمس الأربعاء، أن كيري ونتانياهو ناقشا، في محادثة جرت بينهما، الطرق التي يمكن لإسرائيل بواسطتها تقديم المساعدة لتحالف يجري العمل على تشكيله لمواجهة ما أسمته " التطرُّف في سورية والعراق".
ونقلت الصحيفة عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أن نتانياهو وكيري تحدثا عن "ائتلاف إقليمي لحرب شاملة ضد التطرُّف ".
كما طرحت إمكانية أن تكون إسرائيل "جبهة إمدادات لوجستية" للعمليات الأميركية في المنطقة مستقبلا.
يذكر أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أصدر تعليمات بإرسال 350 جنديا آخرين إلى العراق.
وفي هذا السياق؛ أكد البيت الأبيض أن الحديث عن "مستشارين أمنيين" ما هو إلا لتعزيز الحماية على ممثليات الولايات المتحدة في العراق.