تونس جدَّدت دعوتها إلى استضافة القمَّة المغاربيَّة المقبلة

جددت تونس دعوتها إلى احتضان قمة مغاربية في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وذلك خلال اجتماع مجلس وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي الذي عقد أمس الجمعة في الرباط.
ورحب وزراء خارجية الدول المغاربية بالاقتراح التونسي الذي كان قد طرحه الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي قبل أكثر من عامين، وعلقوا عليه آمالا كبيرة من أجل إخراج الاتحاد من وضعية الجمود التي يعرفها.
وقال وزير خارجية ليبيا الذي تتولى بلاده حالياً رئاسة الاتحاد، بأن طرابلس ترحب بالدعوة التي تقدمت بها تونس من أجل استضافة قمة قادة الدول المغاربية لأنها كانت سباقة إلى ذلك، وذلك في رد ضمني على اقتراح مماثل كان المغرب قد عبر عنه خلال الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية الدول المغاربية الذي عقد في طرابلس في فبراير / شباط الماضي.
من جهته أكد صلاح الدين مزوار وزير الخارجية المغربي أن المملكة ليس لديها أي مشكلة في أنها دعت إلى عقد هذه القمة على أرضها، وقال: ما دام إخواننا في تونس قاموا بهذه المبادرة فالمغرب يدعمها لأن هدفنا كان هو أن تعقد القمة وتعطي انطلاقة جديدة للاتحاد، وتساهم في انفراج عمل آلياته، حتى يقوم بدوره ويتجاوز الصعوبات التي يعاني منها، وأضاف مزوار أن بلاده تحيي المبادرة وتدعمها، وجرى التعبير عن ذلك بشكل صريح لأن هدفنا ليس أن تعقد القمة عندنا، بل استغلال ذكرى مرور 25 عاما على إقامة الاتحاد لعقدها، وسنصل إلى ذلك عبر مقترح إخواننا التونسيين.
وقال مزوار، خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس، بأنَّ جعل الاتحاد عنصرا فاعلا في الساحة الدولية والإقليمية لن يتحقق من دون تبني رؤية جديدة لمؤسساته وآليات عمله، تأخذ بعين الاعتبار التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية التي تعرفها شعوب ودول الاتحاد، وكذا القطع مع المنطق الماضوي الذي طبع تعامله مع مختلف الأزمات، بشكل جعل الاتحاد متخلفا عن مواكبة تحولات محيطة ما دام غير قادر على استيعابها، لا سيما أن كل منظمة لا تساير سياقها التاريخي مصيرها الجمود ثم الموت.
وأشار مزوار إلى أن تأسيس تنظيم إقليمي جديد يواكب روح العصر وتطلعات الشعوب لن يتحقق من دون امتلاك الرغبة القوية من أجل البناء واستشراف المستقبل، وتجاوز الخلافات والصراعات الهامشية التي تعرقل كل جهود بناء الصرح المغاربي وتسمم أجواء الثقة فيما بيننا.
وكان مزوار قد أشار في بداية الجلسة الافتتاحية إلى غياب مباركة بوعيدة الوزيرة في وزارة الخارجية التي كان يفترض أن تجلس بجانبه خلال الاجتماع، وكشف أن سبب غيابها هو أنها ذهبت للولادة، وعد الحدث بادرة خير، وتمنى أن يشكل ذلك ولادة جديدة للاتحاد المغرب العربي، وتمنى لها أن تضع مولودها الأول في أحسن الظروف.
تجدر الإشارة إلى أن بوعيدة (39 عاما) هي أول وزيرة مغربية تحمل وتلد خلال فترة توليها منصبها الوزاري.