الحملات الانتخابية في تونس

شابت الحملة الانتخابية في تونس أعمال عنف في عدد من المحافظات والدوائر الانتخابية، حيث تعرض مرشحون من تيارات مختلفة إلى اعتداءات عنيفة أو تهديدات لفظية، ما أثار خشية المتابعين من إمكان تهديد العملية الانتخابية برمتها، والتي بلغت يومها الثاني عشر، حيث تتنافس أكثر من 1300 قائمة حزبية وائتلافية ومستقلة على نيل حصة من مقاعد البرلمان، البالغ عددها 217 مقعدًا.

وبلغت أعمال العنف، رغم تخوف المتابعين من استهداف العملية الانتخابية التشريعية والرئاسية عبر عمليات "إرهابية"، حد حرق مقار أحزاب، حيث تعرّض مقرّ حركة "النهضة" الإسلامية (الكتلة الأكبر في البرلمان) في محافظة زغوان قرب العاصمة التونسية إلى الحرق، ما أدى إلى إتلاف واجهته وبعض محتوياته، فيما لم توجه "النهضة" أي اتهام لخصومها السياسيين في حينه، إلا أنَّ وزير الزراعة السابق محمد بن سالم أشار إلى أنَّ عناصرًا من "النهضة" تعرضوا للعنف من طرف مناصري الحزبين "الجمهوري" و"الاشتراكي".

وفي سياق متصل، تعرض، أعضاء قائمة حزب " التحالف الديموقراطي " (وسط يسار)، الأربعاء، في محافظة صفاقس، 400 كيلومتر جنوب العاصمة التونسية، إلى اعتداء بالأسلحة البيضاء، مثل السواطير والسكاكين والهراوات، ما تسبب في إصابات في صفوف أنصار الحزب، وجرح رئيس القائمة.

واعتبر الأمين العام للحزب محمد الحامدي أنَّ "أعمال العنف تهدّد العملية الانتخابية وتعطي صورة سيئة عن البلاد وعن الانتقال الديموقراطي السلمي"، داعيًا إلى "نبذ العنف واحترام القانون والتنديد بالتجاوزات الخطيرة، بغية إنجاح الانتخابات".

من جهة أخرى، اتهم حزب "نداء تونس" (أحد أهم الأحزاب العلمانية في البلاد)، الخميس، عناصر محسوبة على التيار "السلفي"، بالاعتداء على موكب انتخابي نظمته قائمة الحزب في محافظة نابل الساحلية، 60 كيلو مترًا جنوب العاصمة.

وأكّد القيادي في "نداء تونس"، رئيس قائمته في نابل، خميس قسيلة أنَّ "عناصر محسوبة على التيار السلفي، يتزعمهم إمام مسجد في الجهة، اعتدوا لفظيًا وجسديًا على أنصار الحزب في نابل"، مطالباً الأحزاب والجهات الأمنية بالتصدي لـ"تحركات همجية وخطيرة من شأنها إفساد العملية الانتخابية".

وتعرض حزب "نداء تونس" إلى اعتداء على مقره وعدد من أنصاره، الثلاثاء الماضي، في محافظة سليانة (وسط)، ما خلف أضرارًا في مقره الجهوي، وإصابات خفيفة في صفوف أنصاره.

ولم تقتصر التجاوزات في الحملات الانتخابية على العنف المادي واللفظي، إذ رصدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مخالفات للقانون الانتخابي، على غرار شراء الأصوات واستعمال مساجد في الدعاية الحزبية.

ودعت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات القوائم الحزبية والائتلافية والمستقلة المرشحة للبرلمان إلى احترام القانون الانتخابي والابتعاد عن كل صور العنف المادي واللفظي لضمان سلامة العملية الانتخابية.

وكشف رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار، الخميس، أنَّ "عدد مخالفات حملات المرشحين بلغ 4487 محضرًا و1998 تنبيهًا"، مضيفًا أنَّ "19 شكوى أُحيلت إلى النيابة العامة".