أحد أفراد "داعش" يعدم ماغومد خاسيف

بث تنظيم "داعش" المتطرف، تسجيلًا جديدًا يظهر أحد مقاتليه وهو يذبح عميلًا لموسكو جندته المخابرات الروسية وأرسلته إلى سورية بعد القبض عليه وبحوزته مواد مخدرة، متوعدًا الرئيس فلاديمير بوتن مباشرة بشن الهجمات القاتلة في موسكو وترويع سكانها.

واعترف ماغومد خاسيف المولود، وفق الشريط، بأنه تم تجنيده من قبل المخابرات الروسية قبل إرساله إلى سورية والعمل السري لجهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، علمًا أنه ولد في تشيليابنسكفي جبال الأورال الروسية وأصبح يتيمًا في سن التاسعة وعاش بالتبني لأبوين في الشيشان.

واعتنق خاسيف الإسلام في العاشرة من عمره، ثم ذهب لدراسة القانون في كلية كايكوب للفنون التطبيقية، في مقاطعة روسية صغيرة اسمها أديغيا، قبل أن ينتهى به المطاف في سورية بعدما جندته المخابرات ومكتب الأمن الفيدرالي الروسي.

وفي شباط/ فبراير من العام الماضي تم القبض عليه لحيازته وصفات دواء وحبوبًا من العقار "ليريكا" الذي يرتبط بتجار المواد المخدرة، حيث عقد صفقة مع المخابرات الروسية بعد القبض عليه حتى يتجنب العقوبة.

وكشف الصحافي أنطون نيموليك، أن "خاسيف تم القبض عليه في صيف 2014 عن طريق أفراد مكتب الأمن الفيدرالي الروسي بتهمة حيازة المواد المخدرة، وتم إرساله إلى داعش في سورية عبر تركيا وبالتواصل مع المخابرات مرر معلومات عن هؤلاء الذين ينوون الذهاب إلى سورية، وهؤلاء الموجودين هناك بالفعل، وفي أخر مرة قام بتمرير معلومات عن طالب من كلية الطب".

وأضاف نيموليك: "قيل إن الشكوك حامت حول خاسيف وفك داعش بأنه جاسوس بعدما تم القبض على طلبة الطب الروسيين وتمت معاقبتهم لنيتهم الالتحاق بداعش في سورية".

وفي فيديو إعدامه يقول خاسيف أمام الكاميرا: "أثناء كل هذا الوقت اتصلت بالمخابرات الروسية خمس مرات ومررت معلومات عن 6 أخوة، وعندما اتصلت بالمخابرات الفيدرالية الروسية آخر مرة مررت لهم معلومات عن الأخ (تم حذف اسمه) الذي درس الطب في معهد، وفي آخر اتصال طلب مني شامل (عضو المخابرات) الانتظار وفهمت أنه ينبغي عليا الانتظار لتعليمات أخرى، ولم أكن قادرًا على الانتظار أو تمرير معلومات أكثر لأنني كنت مكشوفًا تمامًا لمسؤولي مخابرات داعش".

ويعتقد أن الجاسوس الروسي تم ذبحه في الرقة عاصمة "داعش" ومعقله في سورية، وهي المدينة التي كانت تحت القصف الروسي الثقيل خلال الأسابيع الأخيرة، وكانت أيضًا هدفًا للغارات الجوية البريطانية.

وركع خاسيف بجوار بحيرة، حيث تحدث قاتله الداعشي بالروسية: "هنا اليوم وعلى هذه الأرض المباركة تبدأ المعركة ضد روسيا، فسوف نقتل أطفالكم انتقامًا لكل طفل قتلتموه هنا".

وحذر روسيا بأنها ستواجه هزيمة مثل إذلالها في انسحابها عام 1989 من أفغانستان، الذي سبق انهيار الاتحاد السوفيتي، وأكمل الداعشي منفذ الإعدام كلامه بالروسية قائلا: "سنقتل أطفالكم انتقامًا لكل طفل قتلتموه هنا، وسندمر بيوتكم مثل كل بيت دمرتموه هنا".

ولم يعلق مكتب الأمن الفيدرالي الروسي على هذه الادعاءات بالرغم من أن مصدر من المخابرات الروسية قال إن "داعش لم يقدم دليلًا على أن خاسيف جاسوسًا لمكتب الأمن الفيدرالي الروسي، ومن المرجح أن الرجل الذي أعدموه لا يمثل شيئًا لمخابراتنا".

وأوضح المصدر إلى "انترفاكس" الروسية، أن "عدة عوامل تثبت ذلك، وإذا كان المقاتل تم كشفه كجاسوس، فكان حتمًا أنهم سيستخدمونه بلا شك بمثابة رهان للمفاوضات، وسيكون أكثر فائدة بدلًا من قتله بهذه السهولة".

وأفاد موقع "لايف نيوز" الموالي للكرملين، بأنَّ "خاسيف كان على قائمة المطلوبين من مكتب الأمن الفيدرالي الروسي في شباط/ فبراير من هذا العام، لمشاركته في أعمال عسكرية على الجانب الداعشي، وفي أيار/ مايو رفعت دعوة جنائية ضده في المحاكم تتهمه بالمشاركة في جماعات مسلحة في دولة معادية للدولة الروسية".

وفي هذه الأثناء تعهد الحليف الصديق لبوتين رامزان قدريوف، بالثأر على هذا الإعدام، وقال القائد الشيشاني: "نعم إنه مواطن روسي وشيشاني، وتم ذبحه، وليعرف المواطنون الشيشانيون أننا نعرف ولن ننسى هؤلاء الذين طعنوا مواطنينا، فهم تهديد لأمن دولتنا، ولن يعيشوا طويلًا وسنرسلهم إلى مكان أفضل من العالم، وسنعطيهم تذكرة باتجاه واحد".