الدمار في قطاع غزة

دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري نظيره البريطاني فيليب هموند إلى بذل المزيد من الجهود في إقناع الأطراف كافة للانضمام إلى المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووقف تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي، معربًا عن أمله في استمرار التشاور لتحقيق الهدف المشترك، ليعم الاستقرار والسلم في الشرق الأوسط، ويظل الحوار والتعاون في تناول العديد من القضايا، إقليميًا ودوليًا، ومبرزًا أنَّ المبادرة المصرية هي المبادرة الوحيدة المطروحة حتى الآن.
وأوضح شكري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني هاموند في القاهرة الخميس، أنَّ "مصر طالبت منذ بداية العدوان على قطاع غزة بالتعامل معه بجدية، من منطلق تحمّل دولة الاحتلال مسؤوليتها"، مؤكّدًا أنّه "لابد أنْ ينعم الشعب الفلسطيني بالاستقرار، وظروف معيشية طبيعية".
وأشار إلى أنّه "نظرًا إلى تزايد الضحايا من الفلسطينيين، فإننا نطالب بوقف إطلاق النار لحماية المدنيين، وإتاحة الفرصة لمفاوضات تؤدي إلى مناخ مناسب في الأراضي الفلسطينية، وتكون نقطة نهاية".
وبيّن أنَّ "ما تسعى إليه مصر هو بغية حماية الشعب الفلسطيني، وكل ما تبذله من جهود يعدُّ هدفًا مشتركًا للدول العربية، لدرء المخاطر التي يتعرض لها الشعب المحاصر في غزّة، في ضوء التصعيد الذي ليس له أي مبرر".
وثمّن شكري العلاقة الثنائية، وما قد ينتج عنها من مصالح مشتركة، مبرزًا أنَّ "مصر تحتاج إلى تضافر الجهود لدعم مسيرتها نحو الديمقراطية، وتلبية طموحات الشعب المصري، لينطلق نحو المزيد من التقدم والرخاء".
وشدّد على أنَّ "مصر تواصل جهودها بغية وقف إطلاق النار، حيث تجري اتصالاتها مع مختلف الأطراف، ووزير الخارجية الأميركي لازال في القاهرة".
وأضاف "نتواصل مع جون كيري بغية معرفة ما إذا كان هناك قبول للمبادرة المصرية".
وأردف "هناك تفاعل على مستوى المجتمع الدولي، من طرف وزراء فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والنرويج، والكل يؤكّد أهمية وقف إطلاق النار لحماية الشعب الفلسطيني، وتوفير الاحتياجات الإنسانية".
من جانبه، طالب وزير الخارجية البريطاني حركة "حماس" بـ"قبول وقف إطلاق النار دون أي شروط مسبقة"، مشيرًا إلى أنَّ "سبب الأزمة يتمثل في الصواريخ التي تطلقها الحركة على الأراضي المحتلّة"، معتبرًا أنّه "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها".
وأكّد هاموند أنَّ "الاستخدام المفرط للقوة من جانب جيش الاحتلال، أفقده التعاطف، وجعل الرأي العام الغربي والعالمي ضده"، مشيرًا إلى أنَّ "بلاده ترفض استهداف المدنيين في غزة".
وأعلن عن رصد 5 ملايين جنيه إسترليني، كمساعدات عاجلة لقطاع غزة، والمتضررين من القصف.
وقدّم الوزير تعازيه في شهداء مذبحة الوادي الجديد، مؤكّدًا رفضه العمليات "الإرهابية"، وأنَّ بريطانيا هي الشريك القوي لمصر، مبرزًا أنَّ "بلاده تؤيد مصر في استكمال خارطة المستقبل".
ولفت الوزير البريطاني إلى أنَّ "مصر بلد فتي، مليء بالشباب، الذين يطالبون بمستقبل أفضل"، كاشفًا أنّ "بلاده سوف تقدم العديد من المنح الدراسية للطلاب المصريين، وستصبح مصر أكبر بلد متلقي لهذه المنح".