عنصر من الجيش السوري الحر
دمشق ـ جورج الشامي
سَقط الأربعاء 122 قتيلاً وسط اشتباكات عنيفة في العاصمة دمشق ومحيطها، تزامنًا مع سيطرة الجيش "الحر" على ثلاث سرايا تابعة للقوات النظامية قرب بلدة بئر عَجم في القنيطرة، وقصف جوي وأرضي من قبل قوات النظام لمختلف المحافظات والبلدات السورية، في حين عززت الأمم المتحدة قواتها في هضبة الجولان
المحتلة بآليات جديدة، مع تصاعد مخاوف مجلس الأمن من انتهاك اتفاق فض الاشتباك مع إسرائيل، بينما تناقلت وكالات أنباء دولية إشاعة مقتل الرئيس بشار الأسد.
وتَزامن ذلك مع تأكيد رئيس الحكومة الموقتة للمعارضة السورية غسان هيتو من أنه سيشكل حكومة "مصغرة" في غضون ثلاثة أسابيع على أن يعمل جميع وزراء هذه الحكومة "في الداخل السوري".
كما جاء ذلك وسط أنباء عن استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق، في حين اعتبر رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب أن رفض حلف شمال الأطلسي "الناتو" دعم المعارضة بحماية صواريخ "الباتريوت" يشكل دعمًا للرئيس بشار الأسد، تزامنًا مع انتقاد كل من إيران وروسيا منح الائتلاف مقعد سورية الشاغر في القمة العربية، والذي اعتبرته دِمشق انتهاكًا صارخًا لميثاق الجامعة، بينما وَجه الرئيس الأسد رسالة إلى قادة دول مجموعة "البريكس" ، يدعو من خلالها القمة المنعقدة في جنوب أفريقيا إلى المساهمة في وقف العنف.
عززت الأمم المتحدة، الأربعاء، قواتها الموجودة في هضبة الجولان المحتلة، بمعدات مدرعة، في وقت عبر مجلس الأمن الدولي عن "قلقه الجدي" من تكرار حوادث إطلاق النار بين القوات الحكومة السورية، والجيش "الحر" في الهضبة.
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة جوزفين غيريرور "إن عربات وسيارات إسعاف مصفحة إضافية في طريقها إلى قوة الأمم المتحدة في الجولان المحتل".
وأضافت غيريرور أن "الحكومة السورية هي المسؤول الأول عن أمن رجال القبعات الزرق، وعليها احترام صلاحيات وحصانة قوات مراقبة الفصل في الجولان".
وتتكون قوة الأمم المتحدة الموجودة في الجولان منذ العام 1974، من 1000 عسكري مسلحين بأسلحة خفيفة، لمراقبة منطقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسورية.
وخطف معارضون مسلحون سوريون مطلع آذار/مارس الجاري، 21 عنصرًا فلبينيًا يعملون في هذه القوة.
من جانبه، عَبَرَ المجلس عن "مخاوف شديدة من وجود الجيش السوري ومقاتلي المعارضة في منطقة الفصل بين إسرائيل وسورية، ومن انتهاك اتفاق فض الاشتباك".
وقال رئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إيرفيه لادسو "إن الاحتجاز وأحداثًا أخرى أجبرت الأمم المتحدة على خفض دوريات الحراسة في هضبة الجولان، وقيامها بدور أقل حيوية بكثير".
وأعلنت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن احتمالات مقتل رئيس النظام السوري بشار الأسد باتت كبيرة، مع تزايد الإشاعات بشأن تعرضه لاغتيال على يد حارسه الشخصي، السبت، لاسيما في ضوء الصمت الرسمي السوري، وعدم تكذيب الخبر.
وأشارت المجلة الأسبوعية الفرنسية إلى أن "أحد الحراس الإيرانيين، ويدعى مهدي اليعقوبي، الذي يتولى حراسة الرئيس السوري، قام بإطلاق الرصاص عليه، وتم نقله إلى مستشفى الشامي في دمشق في حالة خطيرة للغاية".
وتناولت العديد من المصادر أخبار قوية أنه ربما يكون قد لفظ أنفاسه الأخيرة بالفعل، مع الإشارة إلى الانتشار الأمني المكثف لجيش النظام السوري في أحياء دمشق، وفي محيط المستشفى التي تزعم الإشاعات وجوده داخلها.
وقد تناولت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي أنباء اغتيال الأسد وإطلاق النار عليه، لكنها لم تتأكد حتى الآن، في حين ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الأسد التقى أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة تنفيذ مضمون برنامج "الحل السياسي" للأزمة في البلاد، دون أن تنشر له أي صورة في موقعها الإلكتروني كما جرت العادة بعد كل لقاء يقوم به رئيس النظام السوري.
وأفاد ناشطون سوريون أن الجيش "الحر" المعارض يحاول اقتحام السرايا التابعة للواء "90" في القنيطرة، وسط اشتباكات مع القوات الحكومية، كما سيطر مقاتلون من الكتائب على 3 سرايا تابعة للقوات الحكومية قُرب بلدة بئر عجم في ريف القنيطرة، وتصاعدت وتيرة الاشتباكات في مخيم اليرموك من جهة شارع الثلاثين، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة، واستمرت حتى ساعات الصباح، كما اندلع حريق في شارع صفد في المخيم، نتيجة طلقات حارقة أطلقها قناصة القوات الحكومية.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية "إن القوات الحكومية استخدمت الغازات السامة والأسلحة الكيميائية، في قصفها لبلدة الذيابية في ريف دمشق، الأربعاء، فيما تَدور معارك ضارية بين الجيش الحر والقوات الحكومية في أحياء في العاصمة ومدن وبلدات ريف دمشق، وسط أنباء عن انشاق 200 عسكري من الجيش الحكومي وانضمامهم إلى المعارضة في ريف دمشق، وأن القصف المكثف بالطيران الحربي والمدفعية على مخيم اليرموك وأحياء جوبر والقابون وبرنية، أوقع قتلى وجرحى وسط اشتباكات في محيط تلك المناطق، بينما تعرضت مدن داريا وزملكا ومعضمية الشام وبلدات ببيلا والعتيبة والذيابية ومضايا وسيدي مقداد ومناطق في الغوطة الشرقية، لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، استهدف المناطق السكنية، وسط قتال ضار في داريا، التي تحاول قوات النظام استعادتها من الجيش الحر لليوم الخامس والثلاثين بعد المائة".
وذكر "اتحاد تنسيقيات الثورة" أن "معارك عنيفة تدور في بلدة العتيبة أوقعت قتلى وجرحى، وأن القوات الحكومية شَنت حملات دَهم واعتقالات واسعة في العتيبة، أدت إلى نزوح عدد من الأهالي، وسط تَعزيزات عَسكرية أرسلت إلى منطقة حران العواميد، فيما شهدت الرقة اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والحكومي في ناحية عين عيسى في ريف المحافظة الشمالي, تزامنًا مع قصف بالدبابات على القرى المجاورة لناحية الشيخ عيسى، في حين شهدت كفر نبودة في حماة اشتباكات على أطراف البلدة وسط قصف مدفعي وصاروخي عنيف يستهدفها.
وفي حمص جرى قَصف عنيف على حيّ الخالدية براجمات الصواريخ، ما أدى إلى تدمير عدد من المباني، وتَجدد القصف المدفعي على مدينة داعل في درعا، واستمر القصف المدفعي على خربة غزالة مع سقوط أكثر من 35 قذيفة منذ الصباح".
وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن "عدد القتلى في سورية، ارتفع حتى مساء الأربعاء إلى 122 قتيلاً سوريًا، من بينهم سبع سيدات و11طفلاً، و43 رجلاً في دمشق وريفها، و18في درعا، و12في حلب، و12 في إدلب، وثمانية في حمص، وخمسة في دير الزور، وثلاثة في حماه، واثنين في القنيطرة، وواحد في طرطوس".
واعتبر رئيس الائتلاف الوطني المستقيل أحمد معاذ الخطيب أن "رَفض حلف شمال الأطلسي (الناتو)، دعوته لمد مظلة صواريخ باتريوت على المناطق الشمالية من البلاد، التي تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة، هو رسالة للأسد مفادها أنه يستطيع أن يفعل ما يحلو له".
وقال حلف "الناتو"، الثلاثاء، "إنه لن يتدخل عسكريًا في سورية"، في الوقت الذي افتتح فيه الائتلاف، أول سفارة له في العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء، وذلك بعد أن اعترفت به جامعة الدول العربية بوصفه الممثل الوحيد لسورية، وقص معاذ الخطيب ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية الشريط في مدخل السفارة، في حضور سفراء دول عربية وغربية، حيث تم عَزف السلام الوطني لدولتي قطر وسورية، فيما وقفت شخصيات قطرية وأخرى من المعارضة السورية، تحت علم "الاستقلال" السوري الذي تبنته المعارضة.
وأكدت الحكومة السورية أن "قمة الجامعة العربية في الدوحة اتخذت، الثلاثاء، قرارًا غير مَسبوق في تاريخ الجامعة، يَنتهك بصورة صارخة ميثاق الجامعة وأنظمتها الداخلية وقواعد العمل العربي المشترك".
وقال بيان لحكومة دمشق "في وقت يستهدف هذا القرار سورية، الدور والموقع والنهج المقاوم، فإنه سيترك تداعيات خطيرة على مستقبل الجامعة، وعلى العمل العربي المشترك والأمن القومي العربي، ولقد أسهمت قرارات الجامعة في زيادة سفك الدم السوري، وتَشجيع الإرهاب والإرهابيين، وإعاقة الجهود الحقيقية الخيرة، التي تبذلها الدول والأطراف الحريصة على سورية، لإيجاد حل سياسي يرتكز على الحوار بين السوريين، وعلى رفض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية بكل أشكاله وصوره، ووصل العمل غير المسؤول للجامعة إلى إعطاء مقعد سورية في القمة لطرف غير شرعي، ورفع علم غير العلم السوري الوطني، في انتهاك صريح لميثاق الجامعة وأنظمتها الداخلية تجاه عُضو مؤسس لها، وإن هذا القرار شكل سابقة خطيرة ومدمرة للجامعة، وأفقدها ما تبقى من مصداقيتها، وحَرف دورها عن مساره الطبيعي، ومَثل تهديدًا للنظام العربي، لأن استهداف سورية اليوم سيتلوه استهداف لدول أخرى غدًا، وخسارة دول الجامعة العربية والعمل العربي المشترك لسبب هذا النهج وتداعياته، ستكون خطيرة على الأمن العربي، ولا سيما أن المنطقة تشهد حالة من عدم الاستقرار والتوازن، وغياب الأمن في كثير من البلدان العربية، وربما تشهد بلدان أخرى في المنطقة تطورات لا تَقل خطورة عما يجري الآن، وإن سورية تحذر تلك الدول التي تلعب بالنار، عبر تسليح الإرهابيين وتمويلهم وتدريبهم وإيوائهم، من أنها لن تكون بمنأى عن امتداد هذا الحريق لبلدانها، وأن الجمهورية العربية السورية ترفض جملة وتفصيلًا قرارات قمة الدوحة المتعلقة بالأزمة في سورية، مع كل ما يترتب عليها من نتائج وتداعيات خطيرة، وتحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة، دفاعًا عن سيادتها ومصالح شعبها".
وانتقدت كل من إيران وروسيا، الحليفتين لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، منح الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية مقعد سورية الشاغر في القمة العربية في الدوحة، حيث وصف مسؤول في الخارجية الإيرانية هذا التصرف بـ"السلوك الخطير".
ونقلت وكالة "الطلبة" الإيرانية للأنباء، عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قوله "إن تخصيص مقعد سورية في الجامعة العربية إلى أولئك الذين لا يحظون بدعم الشعب، يؤسس نموذجًا من السلوك الخطير للعالم العربي، يمكن أن يمثل سابقة جديدة لأعضاء آخرين في الجامعة العربية في المستقبل، وأن هذه الإجراءات سَتضع نِهاية لدور الجامعة العربية في المنطقة".
ورأى مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، أن "تسليم مقعد سورية في الجامعة العربية، إلى الائتلاف السوري المعارض خلال القمة العربية في دورتها العادية الرابعة والعشرين في الدوحة، لن يقدم أي مساعدة للتسوية السلمية للأزمة، وأن هذا الإجراء يدل على أن جامعة الدول العربية، خرجت من عملية البحث عن التسوية السياسية للأزمة"، وفقًا لما نقلت محطة "روسيا اليوم" على موقعها الإلكتروني عن تشوركين.
ودعا الرئيس السوري بشار الأسد، الأربعاء، قمة دول مجموعة "بريكس"، المنعقدة في مدينة ديربان في جنوب أفريقيا، إلى "الإسهام في وقف العنف القائم في بلاده، لهدف إنجاح الحل السياسي".
وأعلن الأسد، في رسالة وجهها إلى رئيس القمة، رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، أن "مجموعة بريكس أخذت تشكل أملًا لشعوبنا المضطهدة، والتي تعاني من التدخل الخارجي السافر في شؤونها وضد مصالح شعوبها"، داعيًا إلى "العمل معًا، بغية وقف فوري للعنف في سورية، لهدف ضمان نجاح الحل السياسي، الذي يتطلب إرادة دولية واضحة بتجفيف مصادر الإرهاب، ووقف تمويله وتسليحه"، مضيفًا أن "سورية تعاني منذ عامين حتى الآن، من إرهاب مدعوم من دول عربية وإقليمية وغربية، تقوم بقتل المدنيين، وتدمير البنى التحتية، والإرث الحضاري والثقافي لسورية وهويتها في العيش المشترك والمساواة بين جميع مكونات شعبها"، معربًا عن "تطلعات الشعب السوري للعمل مع دول بريكس، كقوة عادلة، تسعى إلى نشر السلام والأمن والتعاون بين الدول، بعيدًا عن الهيمنة وإملاءاتها، وعن الأمل بأن تقوم القمة بدور فعال لمنع جموح دول معروفة في التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، خلافًا لما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة، وللعمل من أجل تحقيق الديمقراطية في العلاقات الدولية".
من جانبه، أكد رئيس الحكومة الموقتة للمعارضة السورية غسان هيتو أنه سيشكل حكومة "مصغرة"، في غضون ثلاثة أسابيع، على أن يعمل جميع وزراء هذه الحكومة "في الداخل السوري"، وقال هيتو لوكالة "فرانس برس" للصحافة الفرنسية "سأقدم للهيئة التنفيذية للائتلاف الوطني حكومة خلال أسبوعين أو ثلاثة مع برنامج كامل لهذه الحكومة"، مضيفًا أنها "ستكون حكومة مصغرة، مؤلفة من عشرة إلى 12 وزيرًا وسَتعمل في الداخل، أي إن كل الوزراء سيباشرون مهامهم في الداخل، ولن يكون لهذه الحكومة مقار في الخارج".
وردًا على مطالبة معارضين سوريين بارزين بإعادة النظر بشأن مشروع الحكومة تساءل هيتو "أنا مُنتخب من الائتلاف الوطني السوري من أجل تكوين الحكومة، فكيف يمكن أن يتم التخلي عن الحكومة؟".
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية أن مصادر في المعارضة السورية، مقرّبة من أحمد معاذ الخطيب، رجّحت قيام الأخير بسحب استقالته من رئاسة "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، مقابل توسيع الائتلاف المعارض.
وكتبت الصحيفة أن "مساعدي للخطيب أكدوا أن الأخير سَيسحب استقالته مقابل توسيع الائتلاف المعارض، ليشمل أكبر عدد من النساء والمزيد من المعارضين من الطائفة العلوية والأقليات الأخرى والمعارضين من داخل سورية".
وأشارت نقلًا عن المصادر إلى أن "هذه الخطوة من شأنها أن تضعف قوة جماعة الأخوان المسلمين في الائتلاف بالمقارنة مع الفصائل المعارضة الأخرى".
ولفتت الصحيفة إلى أن "الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون أصرّ على أن الخطيب لم يغلق الباب أمام بقائه رئيسًا للائتلاف الوطني المعارض"، فيما أكد قياديون آخرون في المعارضة السورية أن الخطيب "سَيعدل عن قراره مقابل توسيع التمثيل في الائتلاف الوطني ليشمل المزيد من الناس على الأرض في سورية، بما فيهم النساء وممثلون عن الأقليات العرقية".
كما ذكرت الصحيفة أن "معارضين سوريين يتداولون الآن إمكان إنشاء (مجلس وطني) موسّع لاختيار حكومة لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد، قبل إجراء انتخابات حرة في سورية".
من جهة أخرى، قال المبعوث السابق للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي أنان أنه "فات أوان التدخل العسكري هناك، وأن تسليح معارضي الرئيس بشار الأسد لن ينهي الأزمة المستمرة منذ عامين".
وأضاف أنان قائلاً "لا أرى تدخلًا عسكريًا في سورية، تركنا الأمر حتى فات أوانه، لست متأكدًا من أن ذلك لن يحدث مزيدًا من الضرر"، معتبرًا أن "المزيد من عسكرة الصراع، لست واثقًا من أن هذه هي الطريقة المثلى لمساعدة الشعب السوري، أن ينتظر توقف القتل، ونجد أناسًا بعيدين عن سورية هم الحريصون جدًا على حمل السلاح".
وعن انقسام القوى العالمية قال أنان "بمجرد أن نتحدث عن حكومة انتقالية لها صلاحيات تنفيذية كاملة، فإن هذا يعني أن الحكومة الحالية في طريقها للزوال وأننا سنعمل من أجل التغيير، لكنهم لم يفعلوا هذا، لقد خرجوا من جنيف وبدأوا العراك من جديد".
وتخلى أنان، في آب/ أغسطس الماضي، عن المهمة الموكلة إليه، ملقيًا باللائمة على الانقسامات داخل مجلس الأمن الدولي في عرقلة جهوده.
وكانت فرنسا وبريطانيا قد حثتا الاتحاد الأوروبي على تخفيف حظر للسلاح، الذي يَفرضه الاتحاد على سورية حتى يتسنى للمعارضة الحصول على مزيد من الأسلحة.
وسار الأخضر الإبراهيمي، الذي خلف أنان في المهمة، على ما اتُفِقَ عليه في جنيف، لكنه أخفق في سد تباعد المواقف بين الولايات المتحدة وروسيا التي ترفض مطالب الغرب بتنحية الأسد.
ودعا الاتفاق الذي توصل إليه الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن إلى تشكيل حكومة انتقالية في سورية، لكنه ترك الباب مفتوحًا أمام الدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس الأسد.
وميدانيًا ارتفعت حصيلة شهداء، الأربعاء، إلى 122 شهيد، مع استمرار الاشتباكات في مناطق سورية عدة، كما قتل ثلاثة عناصر من جيش التحرير الفلسطيني، بينهم ملازم أول، إثر اشتباكات مع مقاتلين من الكتائب المعارضة في محيط مركزهم في منطقة عدرا.