جهادي في ملابس السباحة

ظهر أحد المسلحين المنتمين لتنظيم "داعش"، باسلياسي إسدي في صورة علي أحد شواطئ منتجع "أماسرا" السياحي، الواقع على البحر الميت في تركيا، إلى جانب السائحين المطمئنين الذين لا يدرون بخلفيته المتطرفة، ما أثار المخاوف من تخطيط "داعش" لتكرار سيناريو المذبحة التي وقعت في أحد الشواطئ في تونس، وربط ذلك بزائري تركيا من البريطانيين كل عام، الذين يبلغ عددهم مليون زائر، بحسب منظمة "وكلاء السفر" في بريطانيا.

وجرى نشر الصور الجديدة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الذي استخدمه إسدي في تسجيل مكان تواجده لعدد من شواطئ المنتجعات على طول الساحل خلال الأسبوعين الماضيين. وحملت الصور الخاصة بإسدي تناقضًا واضحًا للأنشطة التي نفذها على الحدود السورية خلال الأشهر القليلة الماضية بعدما ظهر حليق الذقن ومرتدي ملابس على النمط الغربي.

والتقطت له صورًا كان يتم نشرها عبر صفحته على "فيسبوك"، وتم حذفها حاليًا، وهو يقف إلى جوار جثث مشوهة ومقطوعة الرأس تعود لثلاثة من جنود القوات الحكومية السورية في الوقت الذي كانت له صورًا وهو يقاتل حاملًا الراية السوداء. واعتاد إسدي، قبل حذف صفحته على "فيسبوك"، على الترويج للتنظيم وحث الأصدقاء لديه على ذبح الغربيين. وأشاد إسدي، بزعيم التنظيم، أبوبكر البغدادي، في سلسلة من الصور كان نشرها تاركًا المشاهدين لهذه الصور دون أدني شك بشأن ولاءه للتنظيم.

ولم يكن مسؤولي الأمن التركي هم من اكتشفوا الصفحة الخاصة بإسدي، وإنما المواطن البريطاني ماسر جيفورد الذي أسند إليه  منصب رفيع في المدينة، كانون الأول/ ديسمبر الماضي، للقتال إلي جوار القوات الكردية ضد تنظيم "داعش". وأشار إلى التهديد الذي يشكله "داعش" على الصعيد العالمي لاسيما بعد الأحداث التي شهدتها تونس.

وأضاف: من المفزع رؤية شخص يقاتل في صفوف "داعش" في سورية أثناء قضاء بعض الوقت جنبًا إلي جنب مع المصطافين، مؤكدًا أنَّ مثل هذه الصور تمثل إهانة للسلطات التركية، التي تسمح لمقاتلي "داعش" للعمل داخل حدودها.

ومن جانبها؛ نوهت وزارة "الخارجية" البريطانية بضرورة الرجوع إلى موقعها والإطلاع على نصائح السفر المدرجة، مشددة على أنَّ هناك تهديد كبير من التطرف في تركيا فضلًا عن وجود جماعات متطرفة نشطة متواجدة في جميع أنحاء البلاد ما قد ينتج عنه هجمات متطرفة عشوائية تؤثر على الأماكن التي يزورها الأجانب.

وبعد سقوط 38 قتيلًا من بينهم 30 بريطانيًا في أعقاب الهجوم المتطرف الذي وقع في تونس حينما فتح مسلح تونسي منتمي لـ"داعش"، سيف الدين رزقي، النار على المتواجدين في أحد الشواطئ في سوسة، أمرت "الخارجية" المصطافين البريطانيين في تونس بالرجوع إلي وطنهم حينما حذروا من أن هناك هجومًا ثانيًا على وشك الحدوث.

وتطورت الأحداث بشكل كبير في تركيا أخيرًا بعدما قصفت القوات التركية مواقع لتنظيم "داعش" بطائرات F16، وقبل ذلك بساعات جرت اشتباكات عنيفة على الحدود، مخلفة قتيل في صفوف القوات التركية ومسلح تابع لـ"داعش". وفجر انتحاري، مشتبه في انتماؤه للتنظيم نفسه في مدينة "سوروك" جنوب تركيا، الاثنين الماضي، ما أسفر عن سقوط 32 قتيلًا.

وشنَّت الشرطة التركية، صباح الجمعة، حملة اعتقالات واسعة لأشخاص مشتبه بعلاقتهم بالتنظيم، وكذلك المقاتلين الأكراد في محاولة فيما يبدو لتضييق الخناق على جميع مصادر العنف