الجيش المصري

دعا خبراء عسكريون إلى مساندة الجيش المصري معنويًا ونفسيًا بعد بث تسجيل مصوّر لتنظيم "أنصار بيت المقدس"، أعلن فيه تبنيه حادث كمين "كرم القواديس" في سيناء، حيث أظهر تفاصيل العملية وكيفية قتل الجنود في الواقعة.

وأكد الخبير العسكري اللواء محمد سعيد قدري إلى "العرب اليوم"، أنَّ إعلان التسجيل المصوّر لتنظيم "أنصار بيت المقدس" جاء بعد دعوة زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي إلى دخول مصر ونشر الخلافة الإسلامية، موضحًا أنَّ التسجيل محاولة جديدة لبث الرعب في قلوب المصريين ومحاولة تشتيت الجيش المصري، مشدّدًا على أنَّ المصريين والجيش المصري لن يهتزوا بمثل هذه المحاولات وقد تكون أخطاء يجب أن يتعلم منها قيادات الجيش.

وتوقع سعيد قدري تخطيط "أنصار بيت المقدس" لعمليات جديدة بعد العمليات التي يقودها الجيش في شمال سيناء للرد على ذلك، مطالبًا في الوقت نفسه قيادات الجيش بالتصدي والتخطيط الجيد لأي محاولات جديدة قد تسعى إليها "أنصار بيت المقدس".

ومن جانبه، اعتبر الخبير الاستراتيجي نبيل فؤاد، أنَّ العلاقة بين نشر التسجيلات لعمليات "أنصار بيت المقدس" في سيناء، جاء لإضعاف الروح المعنوية لعناصر الجيش التي تعمل على توجيه الضربات الموجعة يوميًا لعناصر التنظيم.

ودعا فؤاد إلى إعادة تنظيم انتشار القوات في الكمائن العسكرية داخل محافظة شمال سيناء وإعادة التسليح، خصوصًا بعد ظهور الجنود من دون تسليح وملابس عسكرية، مما يؤكد أنًّ القوات كانت في حالة خمول دون أي استعداد رغم اشتعال المنطقة بالعمليات المتطرفة.

أما الخبير الاستراتيجي عبد المحسن محمد، دعا قيادات الجيش إلى محاسبة المسؤولين عن الحادث، مؤكدًا أنَّ وصول مستوى الجنود إلى هذا الشكل الذي ظهر في التسجيل، يؤكد أنَّهم غير مؤهلين تمامًا للدفاع عن أنفسهم والرد على ضربات المتطرفين الغادرة.

وأشار عبد المحسن إلى أنَّ الجيش يسعى الآن إلى الاقتصاص لشهدائه كل يوم بقتل عشرات التكفيريين وقصف الأماكن التي يضعوا فيها سلاحهم، مشيرًا إلى أنه يجب في الوقت نفسه إعادة تنظيم القوات وإعادة تسليحهم بالشكل الأمثل واتخاذ أماكن سرية أخرى بعيدًا عن الأماكن المعلنة لتكون خط حماية غير معروف.

وكانت جماعة "أنصار بيت المقدس" أعلنت تبينها لعملية كمين "كرم قواديس" التي استشهد فيها نحو 31 من جنود الجيش المصري قبل 3 أسابيع، وصدر عن الجماعة التي تحول اسمها إلى "ولاية سيناء" بعد انضمامها إلى تنظيم "داعش" تسجيل مرئي يكشف تفاصيل متعلقة بالعملية، كما ظهر في التسجيل شاب يدعى أبو حمزة الأنصاري وصفته بأنه أحد منفذي العملية الذين قتلوا أثناء تنفيذها.