القاهرة – أكرم علي
تنطلق الاثنين، القمة الأفريقية الأميركية في العاصمة واشنطن، وتستمر ثلاثة أيام، والتي تشارك فيها مصر بوفد يرأسه إبراهيم محلب، ويضم 4 وزراء آخرين، ضمن المجموعة الاقتصادية.
وتنعقد القمة تحت عنوان ''الاستثمار في الجيل المقبل''، إذ تعتبر القمة فرصة لبحث سبل تحفيز النمو وزيادة فرص العمل وخلق بيئة مواتية للجيل المقبل.
ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء المصري محلب كلمة في القمّة، يركّز فيها على الدور المصريّ في تحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقيّة، ورفع مستوى المعيشة وتنمية مواردها، بما يعود بالخير على شعوب القارّة، وزيادة دخول مواطنيها.
ويعقد محلب وأعضاء الوفد على هامش القمة، لقاءات عدة مع نظرائهم الأفارقة والدوليين، بغية شرح آخر تطورات الموقف في الشأن المصري، واستكمال استحقاقات خارطة الطريق، والإعداد لمؤتمر شركاء التنمية في المرحلة المقبلة، وملامح خطة التنمية المقبلة، وتحقيق الاستقرار في مصر، بما يكفل دفع التنمية بمعدلات متسارعة.
وتبحث القمّة سبل تدعيم العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والقارة الأفريقية ومستقبل الاستثمار في أفريقيا، وتعزيز وتوسيع نطاق التجارة وفرص الاستثمار وتدعيم التنمية المستدامة.
وتركّز أيضًا على قضية السلام والاستقرار الإقليمي، لاسيّما بعد تزايد الصراعات في عدد من الدول الأفريقية في الأعوام الأخيرة، ومراجعة سبل تحسين إدارة ومعالجة تلك الصراعات، وتحقيق الاستقرار في القارة، وتدعيم الإدارة والحكم فيها في الجيل المقبل، وسبل تعزيز الأنظمة الديمقراطية على المدى الطويل، والاستثمار في الشباب .
وجاءت فكرة القمة بعد الجولة الأفريقية التي قام بها الرئيس الأميركي باراك أوباما الصيف الماضي، التي زار فيها كل من السنغال وجنوب أفريقيا وتنزانيا، حيث أكد بعدها أنَّ "الولايات المتحدة ستلعب دورًا محوريًا لنقل القارة الأفريقية إلى المرحلة التالية من النمو، وإدماجها في الاقتصاد العالمي، بحيث تعود الفائدة على الشعوب الأفريقية، وأنَّ دعم الدول الأفريقية كان أحد أهم القضايا الأساسية التي تصدرت جدول أعمال مجموعة الدول الصناعية الكبرى الأخيرة في أيرالندا الشمالية، حيث يمكن أن تقدم أكبر فائدة ممكنة للشعوب الأفريقية.
وتنحصر أهداف هذه القمة في نقاط عدة، أهمها تعزير التعاون الاستراتيجي والأمني، والحفاظ على المصالح الاقتصادية الأميركية في مواجهة التغلغل الصيني في أفريقيا، وتأمين الاحتياجات البترولية، حيث تستورد الولايات المتّحدة 17% من احتياجاتها من أفريقيا.
ويتضح من خلال الأرقام الرسمية المتعلقة بإنتاج واحتياط البترول في أفريقيا مدى الأهمية التي تعلقها الولايات المتحدة الأميركيّة على القارة السوداء، فقد قدَّر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أنكتاد) في العام 2001 حجم احتياط البترول في القارة 80 مليار برميل، أي ما نسبته 8 % من الاحتياط العالمي الخام.
وأصبحت أفريقيا تنتج ما يقرب من 4 ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل إنتاج إيران وفنزويلا والمكسيك.
وتسعى القمة لاستفادة السوق الأفريقية الكبرى من تصريف المنتجات الأميركية في العقبات التي تواجة الأسواق الأميركية التقليدية في أوروبا، ويتحقق ذلك في إطار اتفاق "الأغوا" التي ساهمت منذ إنشائها عام 2000 وحتى العام الماضي في ارتفاع صادرات أميركا إلى أفريقيا.
وتلقت مصر الدعوة للمشاركة في القمة منتصف تموز/يوليو الماضي، بعد قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي باستئناف مصر لأنشطتها في الاتحاد الأفريقي، في نهاية حزيران/يونيو الماضي.
وقرّر الرئيس عبد الفتاح السيسي عدم المشاركة لانشغاله بأمور أخرى في القاهرة، وكلف رئيس الوزراء إبراهيم محلب بالحضور.
كما اعتذر وزير الخارجية المصري سامح شكري عن مرافقة الوفد المصري، لانشغاله بالوضع في قطاع غزة، وأوضاع المصريين العالقين على الحدود التونسية الليبية.