البرلمان الإسرائيلي "الكنيست"

يبحث البرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، خلال جلسة خاصة الاثنين، إلغاء الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى المبارك وفرض الوصاية الإسرائيلية، فيما هدّدت الحكومة الأردنية في وقت سابق الردّ بحزم على الإجراءات الإسرائيلية بحق الأقصى، كما شهدت العاصمة الأردنية مظاهرات احتجاجيّة طالبت بطرد سفير الاحتلال وسحب السفير الأردني من تل أبيب.

وتأتي جلسة الاثنين بناءً على اقتراح تقدَّم به رئيس الكنيست موشيه فيغلين، لإلغاء الوصاية الأردنية التي تمّ تجديدها العام الماضي في اتفاق جرى توقيعه ما بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والملك الأردني عبدالله الثاني.

ومن المقرر أنَّ تُعقد الجلسة البرلمانية الإسرائيلية بحضور وزير الأمن الداخلي، ومندوب عن وزارة العدل، والنائب العام، وبلدية القدس، ووزارة المال، ووزارة الإسكان، ووزارة الخارجية، ووزارة الخدمات الدينية، ومكتب رئيس الوزراء، ومنظمة عطيرت كوهانيم، ومؤسسة تراث جبل الهيكل، ومنظمة عير عميم، وسلطة الآثار، ومندوبين عن أعضاء منظمات الهيكل المزعوم.

وأكد المدير العام لأوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، الشيخ عزام الخطيب: الحديث عن جلسات الكنيست وأي نقاش حول وضع المسجد الأقصى هو مرفوض بشكل كامل، نؤكد أنَّ السيادة إسلامية على المسجد برعاية ووصايا أردنية، وهو مسجد إسلامي لجميع مُسلمي العالم"، مضيفًا: "على العقلاء من الجانب الإسرائيلي أنَّ يتراجعوا؛ لأن الأقصى موضوع حسّاس وأي حديث أو مُخطّطات أو مساس فيه قد يُشعل المنطقة بأكملها".

واستبعد الباحث في رابطة "لأجل القدس"، أحمد ياسين، الموافقة على المقترح خوفًا من اضطرابات في الأراضي الفلسطينية تمتد لباقي الدول العربية.

وأكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عطا صباح، أنَّ اليمين الإسرائيلي يسعى من خطواته هذه للحصول على قرار بالسماح للمستوطنين بأداء شعائرهم الدينية في جزء من الأقصى، على أنَّ يكون ذلك مقدمة لفرض السيادة الكاملة كما تمّ في المسجد الإبراهيمي في الخليل في تسعينات القرن الماضي، مستبعدًا أنَّ تتمّ الموافقة على القرار الآن؛ بسبب تخوّف بعض نواب الكنيست من أنَّ يُثير القرار "حالة فوضى" تبدأ في القدس والأراضي الفلسطينية وتمتد حتى الشرق الأوسط.

ومن ناحيته، أكد قال مدير التنفيذ والتعليم في الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة للأردن، ناجح بكيرات، إنَّ هذه الخطوة تهدف إلى الضغط على الفلسطينيين لإيقاف حراكهم الشعبي ضد إجراءات الاحتلال في الأقصى والقدس، من خلال تهديدهم بإمكانية فرض السيادة كاملة عليه والسماح باقتحام المستوطنين له، مشيرًا إلى أنَّ الاحتلال يسعى لتطبيق نموذج مدينة القدس الذي تقدَّم به رئيس حكومة الاحتلال للرئيس الأميركي بيل كلينتون العام 1996، وقد خلا حينها من أي وجود للمسجد الأقصى؛ حيث أكد نتنياهو آنذاك إنَّ حلمه وحلم الشعب "الإسرائيلي" أنَّ يرى القدس على هذا الحال.