بيروت ـ جورج شاهين شيع لبنان احد ضباطه الذي قتل في كمين مسلح في بلدة عرسال البقاعية ، في وقت دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى ترك الحرية للجيش اللبناني لحل الإشكال الذي وقع في البلدة وتسليم الجناة من المسلحين الذين اطلقوا النار على الجيش وقتلوا نقيبا ورقيبا من دورية كانت في مهمة توقيف احد المتهمين بإختطاف الآستونيين السبعة قبل عامين والمتورط في سلسلة إعتداءآت على الجيش.
ووجه قائد الجيش العماد جان قهوجي، لمناسبة الظروف الراهنة، الى العسكريين امر اليوم الآتي نصه:اتوجه اليكم وانتم تودعون اليوم شهيدين من خيرة ابناء المؤسسة العسكرية بتحية احترام وتقدير، لوقوفكم في وجه مخطط ادخال بلدنا في اتون الفوضى الاقليمية التي يحاول الجيش جاهدا تحييده عنها.
في هذا اليوم الحزين نقول للذين يراهنون على استهداف الجش، مخطىء من يعتبر ان تعاطينا بحكمة مع الاحداث ضعف، ومخطىء من يفكر ان عملنا لمكافحة الارهاب الذي يريد ضرب استقرار مجتمعنا والعيش المشترك بين ابناء وطننا، قد يتوقف لاي اعتبار او كرمى لاي فريق مهما كان حجمه المحلي والاقليمي.
اليوم نؤكد لرفيقينا وللجرحى الذين سقطوا، ان معمودية الدم لمواجهة مخطط الفتنة مستمرة، ولن نسكت او نقبل أي مساومة سياسية على دم شهيدينا الرائد بيار بشعلاني والمعاون ابراهيم زهرمان، ونرفض اي محاولة من اي طرف اتت للتخفيف من وطأة وبشاعة الجريمة التي ارتكبت بحق الجيش عن سابق تصور وتصميم، وبأساليب همجية بعيدة عن معتقداتنا المسيحية والاسلامية، فالجيش لن يتراجع مهما كلف الامر الى ان يقتص من المجرمين ايا كانت هويتهم وانتماؤهم، ومهما علت صرخات المدافعين عنهم، ووعدنا لشهيدينا وعائلاتهما ورفاقهما ان ينال الفاعلون والمتواطئون ما يستحقونه، مهما دفعنا من اثمان نبذلها في سبيل وحدة لبنان وامنه واستقراره".
وجاءت هذه التطورات في وقت استقبلت فيه المريجات جثة ابنها الشهيد الرائد بيار بشعلاني وسط مظاهر الإحتفال التي رافقت انتقال جثمانه من المستشفى العسكري الى منزله في بلدة بلونة الكسروانية وصولا الى منزله العائلي في المريجات التي وصل اليها بعد ظهر اليوم قائد الجيش العماد جان قهوجي لتقديم التعازي الى عائلته وسط حشد شعبي لافت وحزين.
اما رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي فاكد بعد زيارته  وزارة الدفاع لتقديم التعازي اكد على  ضرورة ان  يحل هذا الاشكال باسرع  وقت ممكن وان يتم تسليم مطلقي النارعلى الجيش اللبناني الى الجهات القضائية المختصة.
وردا على سؤال عن تورط رئيس البلدية ونجله في الاعتداء على الجيش وعن طريقة تعاطي الحكومة مع هذا الموضوع مع أن البلدية مؤسسة حكومية، وهل ستنأى بنفسها عن هذا الامر أجاب: "وفق ما سمعت حتى رئيس البلدية كان يدّعي ان الجيش لم يكن ظاهرا وأن السيارات لم تكن  للجيش ،وهو يعلن تأييده للجيش . في المقابل فان قيادة الجيش تؤكد ان العناصر المستهدفة كانت بلباسها العسكري والتحقيق سيكشف كل الحقائق، مؤكدا ان الجيش اللبناني يملك الغطاء السياسي الكامل للقيام  بواجبه.
وفي الإطار نفسه أكد وزير الدفاع فايز غصن “أن الحكومة اللبنانية لن تترك جريمة الاعتداء على الجيش في عرسال تمر مرور الكرام من دون محاسبة وعقاب للمجرمين”، مشيرا الى “أن الجيش يقوم بعمليات البحث والتحري عن الفاعلين من أجل القبض عليهم واحالتهم الى القضاء”، لافتا الى “أن قائد الجيش العماد جان قهوجي قطع زيارته الى العاصمة الفرنسية باريس وعاد الى لبنان من أجل اخذ الاجراءات الامنية” ، لافتا الى “أن لا سلطة فوق سلطة الجيش اللبناني والقانون”، مشددا على “أن اي يد تمتد الى الجيش سيتم قطعها لانها ستنال من هيبة وشرف وكرامة ورمز الوطن”.