وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري

أعلن وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري، الخميس، أنّ التصعيد الأمني الحاصل في القدس والضفة هو مثال كيف سيبدو واقع الدولة الواحدة ثنائية القوميّة، مضيفًا أن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بمحاولة دفع حل الدولتين، وأن "على إسرائيل دعم الجهات الفلسطينية التي بإمكانها العمل معها وتنفيذ خطوات ميدانية".
ودعا القيادة الفلسطينية، إلى الكف عن التحريض ضد الإسرائيليين، وضرورة أن يفكر القادة الفلسطينيون بحلول "إبداعية لبناء الدولة الفلسطينية" التي يسعون إليها، واقتراح ما هو أكثر من تصريحات وخطابات، وأن يأخذوا احتياجات إسرائيل الأمنية في الحسبان".
وطالب كيري، الحكومة الإسرائيلية بتسهيل الطريق أمام السلطة الفلسطينية لإحداث نشاط اقتصادي وتحقيق الأمن في الأراضي الفلسطينية، وكرر كيري تأكيده على أن موقف الرئيس باراك أوباما يتمثل في أن حل النزاع يكون عبر حل الدولتين وتحقيق الأمن على الأرض.

وأكدّ كيري، أن "واشنطن لديها شركاء في منطقة الشرق الأوسط وهما دول الخليج وإسرائيل إلى جانب تعاون بلاده مع استخباراتها، مؤكدًا أن واشنطن ستفرض عقوبات على حركة "حماس" وغيرها لتورطها في عمليات إرهابية، وأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها" على حد تعبيره، واعتبر كيري أن هناك أهمية لتنسيق الجهود الأميركية مع حلفائها في الشرق الأوسط لمنع تدفق التمويل الإيراني لمنظمات "إرهابية" مثل "حماس" و"حزب الله".
ومن جهة ثانية، قال كيري، إن الولايات المتحدة تكثف جهودها الدبلوماسية لإيجاد مخرج من "جحيم" الحرب الأهلية السورية مع أنها تعزز في الوقت نفسه مساندتها لمقاتلي المعارضة المعتدلين الذين يقاتلون تنظيم "داعش".
ودافع كيري في كلمة ألقاها في معهد كارنيجي للسلام الدولي -وهو مؤسسة بحثية - عن توسيع الدور الأميركي في الشرق الأوسط قائلًا إن الصراعات في سوريا والعراق وبين إسرائيل والفلسطينيين قد تعرّض كلها المصالح الأميركية للخطر وتذكي المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في الداخل والخارج.
وقال إن الولايات المتحدة سنحت لها في الوقت الحالي أفضل فرصة منذ سنوات لإنهاء الحرب السورية، مضيفًا أن"التحدي الذي نواجهه في سوريا اليوم هو رسم مسار للخروج من الجحيم."

وأضاف كيري يقوله إن الولايات المتحدة تقدم مزيدًا من الإمدادات العسكرية إلى مقاتلي المعارضة المعتدلين في شمال سوريا لمساعدتهم على الاحتفاظ بالأراضي التي سيطروا عليها والضغط على مدينة الرقة معقل تنظيم "داعش".
وقال "الخلاصة هي أنه لا شيء أكثر فعالية في تعزيز جهود مكافحة "داعش" من انتقال سياسي ينحي الأسد جانبًا حتى يمكننا توحيد المزيد من البلاد في مواجهة التطرف." وداعش هو الاختصار غير الرسمي للاسم السابق لتنظيم "داعش".
ويذكر أن كيري يسافر يوم الأربعاء إلى فيينا لحضور مباحثات بين أكثر من عشرة وزراء خارجية بشأن سبل إنهاء الحرب السورية.