جانب من تظاهرات الأنبار ضد الحكومة العراقية
بغداد ـ جعفر النصراوي
أكد متظاهرو ومعتصمو الأنبار أنهم سيؤدون الصلاة في جامع أبو حنيفة في بغداد على الرغم من "تهديدات الحكومة، مشددين على أن ما تقوم به الحكومة ما هو إلا إيعاز من ملالي قم وطهران مشبهين دخولهم إلى بغداد بـ"فتح مكة". وقالت اللجان الشعبية في ساحة العزة والكرامة في الرمادي
(ساحة الاعتصام) في بيان حمل الرقم (16) تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، ردت فيه على البيان الذي صدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية الذي لوح باستعمال القوة ضد من يحاول تعطيل الحياة، وزعزعة الأمن الاجتماعي"، وجاء فيه "هكذا كشرت حكومة المالكي عن أنيابها، وعبرت عن حقدها على أبناء العراق الأصلاء، وأعلنت طائفية محيقة وبغيضة".
وأضافت اللجان "ليعلم العالم بأسره، من هم لنا، ومن هم الفقاعة، ومن هم الطفح، فلقد صرح المالكي بكل وقاحة بأنه سيضرب بيد من حديد كل من يريد العبث ببغداد، يمثل ذلك طرح حفيد ابن سلول الأديب والشابندر، زاعمين بأن هذه الدعوة ستؤثر على الحياة في بغداد ".
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، أكدت أنها ستتخذ الإجراءات الأمنية المناسبة وستضرب بيد من حديد لإيقاف حالات التمادي وزعزعة الأمن الاجتماعي وتعطيل المفاصل الحيوية للدولة، محذرة بشدة الساعين لـ"استغلال" التظاهرات السلمية لتحقيق "مكاسبهم الخاصة" والذين يعملون على تشكيل جماعات مسلحة "خارج سلطة الدولة".
واتهمت اللجان التنسيقية في بيانها الحكومة بـ"اتخاذ إجراءات تقف في الضد تمامًا مما تصرح به، بكونها تسعى الى تحقيق مطالب المتظاهرين، عبر قيامها بمنع دخول المواطنين إلى بغداد، والقيام بنقل بعض معتقلي الأنبار إلى بغداد، لغرض استعمالهم رهائن وورقة ضغط عند التفاوض، وقيامها أيضًا باعتقال بعض قادة هذه الاعتصامات في صلاح الدين، والاعتقالات العشوائية في الأحياء السنية في بغداد ومنع المواطنين دخول بغداد منذ اليوم الاحد
وتساءل البيان "هنا نسأل المالكي، هل إن ذهاب المصلين لأداء الصلاة في بغداد عبث يستحق أن يضرب بيد من حديد، في الوقت الذي تستعرض المليشيات قواتها في بغداد، وتقوم بعمليات الاغتيالات لأهل السنة والجماعة، ليس عبثًا ولا إرهابًا، ولم تؤثر زياراتها التي لا يخلو شهر من أشهر السنة من زيارة أو زيارتين، نقول لماذا لم تؤثر تلك الزيارات على سير الحياة، ولماذا تستنفر الوزارات الأمنية والخدمية في تلك الزيارات، وتعطل الدوائر الرسمية، وتقدم أو تؤجل امتحانات المدارس والجامعات من اجل إنجاح تلك الزيارات، في الوقت الذي تعتبر أداءنا لصلاة الجمعة في بغداد عبثًا وخروجًا على القانون".
واستطرد البيان "نترك الإجابة للعالم بأسره، ليعرف مدى طائفية الحكومة، ومدى انتهاكاتها لحقوق الإنسان، بل ومدى إرهابها الذي فاق كل التوقعات" وتساءل "أليس تهديد رئيس الوزراء لشعبه بالضرب بيد من حديد هو الإرهاب، الجواب نعم، انه إرهاب، لكنه من نوع آخر، ألا وهو إرهاب دولة ضد شعبها، وعليه فإننا نطالب برفع ملف هذه الحكومة الى مجلس الأمن، والرد بقراره على إرهاب شعبها".
وأضاف البيان "نود أن نخاطب جماهيرنا، ونقول لهم ان هذه التصريحات والتهديدات والاعتقالات، سوف لن تؤثر على عزمنا، ماضون في الذهاب إلى بغداد لأداء الصلاة في جامع الإمام الأعظم، نعم إنه الإمام الأعظم، شاء الآخرون أم أبوا، فإن الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة، أما أولئك أذناب قم وطهران، فنقول لهم لقد انكشفت عوراتكم، وبانت حقيقتكم، وإن الشمس لا تغطى بغربال".
ولفت البيان، مخاطبًا الحكومة، إلى أننا "نود أن نقول لكم إنكم بعمليتكم الشنيعة هذه، قد أثبتم للعالم، بأنكم فعلاً مع معسكر أبي لهب، الذي منع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أداء عمرة القضاء، وأننا سنعيد البسمة لبغداد التي أبكيتموها أنتم وأسيادكم في واشنطن وطهران طوال عشر سنين".
وشبه البيان، دخول المتظاهرين الى بغداد، الجمعة المقبلة، بفتح مكة عبر قوله "كما عاد رسول الله لبيت الله العتيق يوم فتح مكة، إن شاء الله تعالى شئتم أم أبيتم، وسنبقى نحن وأبناءنا وأحفادنا بل وحتى أحفاد أحفادنا مشاريع استشهادية، حتى نعيد البسمة لك يا بغداد، أما أنتم يا ملالي قم وطهران فنقول لكم لن ترهبونا ولن ترجفونا بتهديداتكم، فوالله الذي رفع السماء بغير عمد، لقد أفرحتم أبناءنا بتهديدكم، وهاهم الآن يتباشرون، ويقولون حان موعد فوزنا بالجنة، ودنا عيشنا فيها مع النبيين والصديقين والشهداء الصالحين، وحسن أولئك رفيقًا".
وكان متظاهرو الأنبار، أعلنوا الجمعة (8 شباط/ فبراير 2013)، عن بدء "الزحف السلمي" إلى بغداد الأسبوع المقبل لأداء صلاة الجمعة في جامع أبي حنيفة في الأعظمية، داعين المراجع الشيعية في النجف وكربلاء إلى حضور الصلاة، وفي حين طالبوا الحكومة والأجهزة الأمنية بـ"توفير الحماية" لهم، هددوا بأنهم "سيسحقون رؤوس" مليشيات الدولة في حال التعرض إليهم.
يذكر أن التظاهرات والاعتصامات التي تشهدها المحافظات والمناطق ذات الغالبية السنية، منذ الـ21 من كانون الأول/ ديسمبر 2012 المنصرم، تحولت من المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام، وتعديل مسار العملية السياسية ووقف التهميش والإقصاء، وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة، إلى المطالبة صراحة بإسقاط حكومة المالكي ومحاسبتها وتعديل الدستور، وبدأت ترفع شعارات "حادة" بدءًا من الأول من شباط/ فبراير الجاري، عندما رفعت شعار (ارحل) وصولاً إلى ما حدث الجمعة، الثامن من الشهر الجاري في (جمعة لا للحاكم المستبد ومحكمته الاتحادية)، وتهديد المتظاهرين في الأنبار بمد احتجاجاتهم إلى العاصمة بغداد الجمعة المقبل.