العالقون في "رفح"

كشف مصدر فلسطيني مسؤول، اليوم الأحد، محاولات تجرى بين السفارة الفلسطينية في القاهرة والجهات المصرية، من أجل ترحيل العالقين على معبر رفح إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيرز" على الحدود مع الأراضي المحتلة شمال قطاع غزة .

وذكر المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن المعلومات التي وصلتهم تفيد، بوجود محاولات من أجل ترحيل العالقين عبر معبر "الكرامة" بالضفة المحتلة ومنه إلى معبر بيت حانون.

ونوّه المسؤول إلى خطورة هذا المخطط، لأن من شأنه إحكام الحصار على قطاع غزة، وتعريض فلسطينيين إلى الاعتقال من الاحتلال الاسرائيلي.

وأشار المصدر إلى أن الجهات المسؤولة في السفارة الفلسطينية، جهزت قوائم العالقين إلى الجانب المصري من أجل وضع خطط لترحيلهم دونما وجود لأي مطالبات بشأن فتح حقيقي لمعبر رفح.

وأوضح السفير الفلسطيني في القاهرة جمال الشوبكي لـ"الرسالة نت"، أن السفارة ستسلم قوائم العالقين يوم الأحد للمخابرات المصرية، بغرض الاتفاق على طريقة لترحيلهم الى القطاع.

وناشد عدد من الفلسطينيين العالقين في مصر وبعض الدول العربية والأوربية مصر فتح المعبر المغلق منذ عشرين يومًا وتمكينهم من العودة إلى قطاع غزة.
وقال طلال سليم أحد العالقين في الجانب المصري: "منذ عشرين يومًا ونحن عالقون في مصر، ولا أحد يمد لنا يد المساعدة أو حتى يتكلم عنا"، مبيّنًا أنه خرج من غزة بتحويلة طبية وبعد إنتهاء علاجه يحتاج إلى استكمال العلاج في غزة.

وتابع طلال: "لقد نفذت أموالنا والوضع في الجانب المصري ليس على ما يرام"، داعيًا السلطات المصرية من الجانب المصري والفلسطيني حل مشكلتهم التي تتفاقم يومًا بعد يوم في ظل استمرار إغلاق معبر رفح البري.

ودعا وكيل وزارة الداخلية في غزة، كامل أبو ماضي، السلطات المصرية لفتح معبر رفح بشكل دائم وعدم إغلاقه بتاتًا مشددًا أنه "لا مبرر لإغلاقه".

وأردف أبو ماضي: "لقد تم إغلاق المعبر منذ فترة طويلة، وبقي العالقون في الخارج يتكبدون نفقات كبيرة بعيدًا عن بيوتهم وأهليهم، ويوجد في قطاع غزة حالات حرجة تحتاج إلى السفر لأسباب كثيرة، والأمر يتطلب فتح المعبر بشكل دائم ليخرج المواطن الفلسطيني بسهولة إلى الخارج".

كما دعا أبو ماضي العالم بتحمل مسؤولياته تجاه المواطن الفلسطيني في قطاع غزة ورفع الحصار كاملًا عن قطاع غزة.

وناشد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار الشقيقة مصر، النائب جمال الخضري بضرورة تمكين العالقين من التنقل عبر معبر رفح البري لإنهاء المعاناة الإنسانية المتفاقمة للآلاف منهم.

وذكر الخضري -في تصريح صحفي- " نقدر الظروف الاستثنائية في مصر لكن الوضع صعب لآلاف الفلسطينيين العالقين الذين تقطعت بهم السبل بعد إغلاق المعبر".

وأكد الخضري، أن معبر رفح جنوب قطاع غزة هو البوابة الوحيدة لمليوني مواطن يعيشون في غزة ويناشدون بكل معاني الحب والوفاء الشقيقة مصر بفتحه.

وأضاف الخضري " كلنا أمل أن يتم إيجاد آلية لفتح المعبر ومرور العالقين وهم بالآلاف سواء بالعودة إلى غزة أو السفر من غزة للخارج.

وجدد الخضري، تأكيد عمق العلاقة بين فلسطين ومصر التي رعت اتفاق التهدئة ومؤتمر "إعمار غزة" وجولات حوارات المصالحة وصفقة تبادل الأسرى.

وتغلق مصر المعبر منذ الرابع والعشرين من الشهر الماضي في أعقاب تفجيرات وقعت في سيناء وأدت لمقتل وإصابة العشرات من الجنود المصريين.

وإغلاق المعبر أدى إلى احتجاز مئات الفلسطينيين في مصر والدول العربية والأوربية إضافة إلى عشرات المحتجزين في مطار القاهرة الدولي .