القاهرة – أكرم علي
كشفت مصادر دبلوماسيّة مصرية عن اتحاد مصر مع دول العالم، لاسيما السعودية و الإمارات، بغية منع تركيا من الحصول على عضوية مجلس الأمن للعام المقبل، مشيرة إلى أنّه أظهرت نتيجة التصويت في انتخابات العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، التي جرت مساء الخميس، حجم الخسارة التي تكبدتها الدبلوماسية التركية جراء السياسة "الحمقاء"، والمواقف التي يتبناها الرئيس التركي رجب أردوغان، حسب قول المصادر.
وأوضحت المصادر، في تصريحات إلى " العرب اليوم "، أنَّ "أيّة دولة حينما تترشح دولة لعضوية مجلس الأمن لابد أن تكون دولة ذات تأثير إقليمي واضح، تتمتع بعلاقات جيدة مع الدول في محيطها الإقليمي، وذلك حتى تتمكن من حصد الأصوات التي تمكنها من الفوز بهذا المقعد، والاضطلاع بهذا الدور الهام في حفظ السلم والأمن العالميين".
وأضافت "بالنظر إلى مدى توافر هذه الشروط على تركيا، يمكننا منذ الوهلة الأولى أن ندرك حجم التدهور الذي آلت إليه العلاقات التركية مع معظم جيرانها، فحدث ولا حرج عن سورية و العراق و الإمارات و إيران وقبرص واليونان ومصر وغيرها، وهو ما يرجع إلى موقف الرئيس التركي، الذي نصّب من نفسه وصيًا على المنطقة، وتصور أنَّ بإمكانه أن يستعيد أيام الخلافة العثمانية".
وأشارت إلى أنّه "لعل التدهور الشديد في العلاقات بين مصر وتركيا، في العام الماضي، لهو خير دليل على ذلك، فحينما تستهين بإرادة الشعب المصري وتصر على معاداة أكبر دولة عربية، وأهم دولة في محيطها الإقليمي، فعليك أن تتحمل عواقب هذه السياسة الهوجاء"، حسب تعبيرها.
وبيّنت أنَّ "الجانب الأبرز في هذه الواقعة هو في شأن الدور التركي في الحفاظ على السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي"، وتساءلت "كيف لدولة تواجه اتهامات بالأدلة الدامغة عن صلاتها الوثيقة بالتنظيمات الإرهابية ودعم الجماعات المتطرفة في دول المنطقة أن تسعى لنيل مقعد في مجلس الأمن المنوط أساسًا بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين، ومحاربة هذه الجماعات؟".
واعتبرت أنَّ "فوز تركيا بهذا المقعد كان ليمثل كارثة على المنطقة، ويبدو أن المجتمع الدولي يعي جيدًا حقيقة التحركات التركية في هذا الصدد، وهو ما أدى إلى هذه الهزيمة الموجعة".
وأبرزت المصادر الدبلوماسية أنَّ "الهزيمة النكراء التي تلقتها تركيا في هذه الانتخابات وحصولها على ستين صوتًا فقط في مقابل حصول إسبانيا على 130 صوتًا فقط، تمثل رسالة واضحة لكل مواطن تركي، بأنه قد آن الأوان للمراجعة، وأنّ هناك خطأ ما في السياسة الخارجية، لابد من تقويمه، فهذا الرئيس التركي، الذي كان يتحدث إبان رئاسته للحكومة عن دولة بلا مشاكل، أصبحت تركيا تفقد معه صديقًا تلو الآخر، بل وتفقد من رصيدها الدولي يومًا بعد يوم".
وأردفت "مما لا شك فيه أن استمرار الدولة التركية في هذا النهج سوف يكسبها مزيدًا من الأعداء حتى قد نصل فيه إلى اليوم الذي قد تصبح فيه تركيا دولة بلا أصدقاء".
ودعت المصادر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن "يعي الدرس جيدًا، ويفيق من استعادة الماضي، ويحترم إرادة الشعوب وسيادة الدول، ويتوقف عن التدخل في شؤونها الداخلية، ويعود إلى رشده ليدرك وضعه وحجمه الحقيقي، وإلى أي طريق أسود يسير ببلاده"، حسب تعبيرها.