دمشق ـ جورج الشامي
عدد من عناصر الجيش السوري الحر
سقط 103 أشخاص في سورية نتيجة أعمال العنف في حصيلة مبدئية الخميس، و على جانب آخر أحرز الجيش السوري الحر تقدمًا نوعيًا في عدة محافظات سورية، أبزرها حلب والرقة وإدلب ودرعا وريف دمشق، وأسقط اليوم ثلاث طائرات للجيش الحكومي، في غضون ذلك قال رئيس الوزراء السوري المنشق رياض
حجاب، "إن المعارضة السورية لن تتنازل عن مبدأ رحيل الأسد"، وذكر أن من يدير سورية اليوم هي إيران، في حين توقع الوزير اللبناني السابق وئام وهاب بقاء الأسد في السلطة إلى 2021 حتى لو احترق الشرق الأوسط وسيتحول إلى مرشد لسورية، فيما تعقد الهيئة العامة للائتلاف المعارض اجتماعاً مغلقاً لمناقشة مبادرة الحوار وتشكيل حكومة انتقالية، و ذلك وسط مبادرة سلام لحل الأزمة السورية برعاية الأمم المتحدة تعتمد على إنشاء مجلس سوري للشيوخ.
و على صعيد الإشتباكات في دمشق شهد كراج العباسيين والقابون اشتباكات عنيفة، فيما واصل الجيش الحكومي ضرب جوبر والقدم بسلاح الجو وقذائف الهاون، أما في ريف دمشق شهدت الغوطة الشرقية إلقاء براميل متفجرة في منطقة مرج السلطان استهدف إحدى المدارس التي يقطنها نازحون، وفي بلدة عقربا اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر و الحكومي، فيما تعرض الزيداني لقصف عنيف بالتزامن مع اشتباكات على حواجز الطريق العام، كما توجه تعزيزات إلى مدينة داريا مؤلفة من 6 دبابات و7 عربات ( ب إم ب ) و7 سيارات مثبت عليها رشاش دوشكا وعدد من سيارات وحافلات نقل الجنود والذخيرة من مطار المزة العسكري عبر المتحلق الجنوبي، وفي القلمون استهدف الجيش الحر مستودعات الذخيرة في قرية قسطل مما أدى لتدمير مدفع عيار23ودبابة وإعطاب عدد من المدرعات والآليات العسكرية وقتل 25 جندياً من القوات الحكومية، وأفاد شهود عيان أن القوات الحكومية أطلقت صاروخين طراز "سكود" من اللواء 155 باتجاه شمال شرق سورية.
و في حلب دمر الجيش الحر دبابة للقوات الحكومية، في اشتباكات عنيفة في قرية أم عامود، وفي حلب القديمة قال لواء التوحيد "إن معارك دامت لعدة ساعات على أكثر من جبهة, استطاع خلالها عناصر اللواء من تحرير أول مبنى من مباني النفوس، والذي كانت تتحصن فيه قوات الأمن والشبيحة, حيث تم أسر 5 جنود وقتل أكثر من عشرة شبيحة واغتنام أسلحة وأكثر من 3 آلاف طلقة نارية". كما قام عناصر اللواء بتحرير حاجز الصوف وحاجز عوجة الكيالي، ولا تزال الاشتباكات جارية في الجديده والسبع بحرات. وفي إعزاز شهد محيط مطار منغ العسكري اشتباكات عنيفة وسماع أصوات انفجارات ضخمة في إعزاز والقرى المحيطة. كما تمكن الجيش الحر من السيطرة على حاجزي الصوف وعوجة الكيالي في حي الجديدة بحلب القديمة, واستهدف مطار حلب الدولي بعدة قذائف هاون. وفي السفيرة دمر ثلاث دبابات وقتل عدداً من الجيش الحكومي أثناء تصديه لرتل عسكري على طريق معامل الدفاع.
و في إدلب اسقط الجيش الحر طائرتين حربيتين للجيش السوري بعد إطلاق النار عليهما من رشاشات ثقيلة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات الحكومية على الأوتستراد الدولي (حلب - دمشق) عند مدينة خان شيخون بريف إدلب وسط قصف من راجمات الصواريخ يطال البلدات المجاورة لخان شيخون.
أما في الحسكة الطبقة استهدف الجيش الحكومي المدينة بالقنابل الفوسفورية بعد سيطرة قوات الحر على سد الفرات وعدة مباني أمنية في المدينة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 100 من جنود الجيش السوري على الأقل قتلوا في مواجهات مع مسلحي "جبهة النصرة" استمرت لثلاثة أيام شرقي البلاد قرب الحدود مع العراق أسفر عن سيطرة "النصرة" على بلدة شدادي في محافظة الحسكة الخميس.
وفي درعا سيطر الجيش الحر على كامل كتيبة السهوة بريف المدينة الشرقي، فيما استمرت الاشتباكات في درعا البلد، ما في الحسكة فأعطب "الحر" طائرة مروحية في سماء قرية قانا جنوب المدينة.
و على جانب آخر اعترف الإعلام الحكومي بخسارة الجيش السوري لمجمع عسكري يدعى "القاعدة 80" مكلف بحماية مطار حلب الدولي وعددًا آخر من المطارات العسكرية القريبة منه. وقالت صحيفة "الوطن" "إن الجيش يجري استعدادات لاستعادة السيطرة على القاعدة 80"، مضيفة أن "مئات من المسلحين" قتلوا في القتال الذي دار في المجمع قبل أن تخليه القوات الحكومية.
و على الصعيد الدبلوماسي أكد رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، في مقابلة مع قناة "العربية"، أن المعارضة السورية لن تتنازل عن مبدأ رحيل الأسد. وشدد على رفضهم أي مبادرة تصدر في الغرف المظلمة، دون أن يعرف مصدرها أو مقترحها، في إشارة إلى ما نشر في بعض الصحف عن مبادرة سلام لحل الأزمة السورية برعاية الأمم المتحدة.
وأوضح أن الحكومة الانتقالية أضحت ضرورة وطنية، وسيتم تشكيلها بمجرد التوصل إلى توافق بين فصائل المعارضة السورية. ونفى أن يتجاوب الأسد مع أي مبادرة، مشيراً إلى أن الرئيس السوري لم يستجب للمطالب الإنسانية، فكيف يتوقع منه أن يستجيب لمطالب سياسية".
وأضاف "إن الأسد لا يريد الحوار ولن يقتنع بالخروج سلمياً. وذكر أن من يدير سورية اليوم هي إيران".
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" نشرت مشروع وثيقة لمقترح بشأن اتفاق للسلام في سورية برعاية الأمم المتحدة يرجح أن يكون تحت إطار البند السادس، وتتضمن الوثيقة تشكيل طاولة للحوار تتألف من 140 عضوًا يتم انتخاب 102 منهم تحت الرقابة الأممية، فيما تختار الحكومة والمعارضة والمرجعيات الدينية 30 منهم.
فيما يسمى هذا التجمع بـ"مجلس الشيوخ" ليكون نواة الجمهورية السورية الثانية.
هذا و يرأس المجلس نائب الرئيس السوري (فاروق الشرع)، ويتألف مجلس الشيوخ من 10 مجموعات تضم كل منها 14 عضوًا، ويمثل توقيع الاتفاق إعلانًا فوريًا لوقف إطلاق النار وسحب القوات خلال 30 يومًا، كما يعتبر الاتفاق إلغاء الطائفية القومية والدينية والسياسية هدفًا وطنيًا أساسيًا.
و من جانبه اعتبر الوزير اللبناني السابق، وئام وهاب، أن الرئيس السوري، بشار الأسد، سيبقى في السلطة حتى عام 2021. وقال "إنه حتى لو احترق الشرق الأوسط سيبقى الأسد رئيساً". وتجاوز وهاب إلى القول "إن الأسد، وبعد انتهاء فترته الرئاسية، سيتحول إلى مرشد للنظام"، فيما يبدو أنه مقاربة لحال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية.
فيما نقلت وكالة "الأناضول" للأنباء "إن شخصية سياسية رفيعة المستوى مقيمة في القاهرة، قالت إن دولاً عربية رهنت موافقتها على منح مقعد سورية في الجامعة العربية إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بتوسيع الائتلاف ليضم كافة أطراف المعارضة الفاعلة". وأوضح المصدر "إنه إذا أصبح الائتلاف مظلة للمعارضة بالكامل فربما يمتد الأمر إلى تسليم السفارات السورية للمعارضة على غرار ما فعلته قطر".
في حين قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الخميس، نقلاً عن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، "إن النزاع في سورية أسفر عن مقتل 90 ألف شخص، مستنداً إلى محادثة أجراها صباحاً مع نظيره السعودي.
و أضاف كيري وإلى جانبه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: "سنحت لي فرصة التحدث هذا الصباح مع وزير الخارجية السعودي (الأمير سعود الفيصل). أول ما قاله لي هو إن هناك ربما 90 ألف قتيل في سورية، بحسب تقديراته".
وكان الفيصل قد أكد أخيرًا أن "تدخل الأمم المتحدة ضروري لإنهاء العنف في سورية "، مشيراً إلى أن "الحكومة السورية ترفض نقل السلطة، والمجتمع الدولي عاجز عن وقف العنف".
ومن ناحيته قال وزير الخارجية السعودي إن "الحل في سورية مرهون بالسوريين أنفسهم وما يريدون". وأكد الفيصل أيضاً أنه "لا يمكن إلا دعم مكافحة الإرهاب والقضاء عليه".
في السياق ذاته تعقد الهيئة السياسية الاستشارية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعًا الخميس في مقر الهيئة في القاهرة لبحث الأزمة السورية من جميع جوانبها، وعلى رأسها تشكيل حكومة انتقالية، ويناقش اجتماع الهيئة المغلق عدة محاور، من بينها المبادرة التي أطلقها رئيس الائتلاف معاذ الخطيب بشأن الحوار مع الحكومة السورية، إضافة إلى إمكانية البحث في تشكيل حكومة سورية انتقالية، وينتظر عرض نتائج هذا الاجتماع على الهيئة العامة للائتلاف المقرر اجتماعها في العشرين من الشهر الحالي بالقاهرة لاتخاذ الموقف المناسب.
هذا و أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجددا أن بلاده تفضل حلا سياسيا تفاوضيا ينتج عنه رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. واعتبر كيري أنه يتعين على المجتمع الدولي العمل على تغيير نية الأسد للبقاء في السلطة، وقال "نحن بحاجة لمعالجة مسألة حسابات الأسد حاليا، وأعتقد أن هناك أشياء إضافية يمكن القيام بها لتغيير تصوره الحالي". في الأثناء دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الدولي إلى إنهاء حالة الشلل التي يعاني منها والقيام بتحرك "مفيد" لوقف العنف في سورية.
و يذكر أن الحكومة السورية استقبلت في الأيام القليلة الماضية، 3 وفود عربية من مصر والعراق والأردن، بعضها أطلق على نفسه "شرفاء العرب"، لإعلان دعمها لما اعتبرته "صمود" بشار الأسد في مواجهة الثورة الشعبية التي انطلقت في آذار/ مارس2011. ورغم تنوع اتجاهات الوفود التي التقت بعض رجال الحكم السوري في دمشق ما بين أحزاب ناصرية وأخرى قومية وبعثية، فإنها اجتمعت على دعم حكم بشار الأسد في مواجهة الثورة الشعبية الراهنة.