هيئة "كبار العلماء"

استنكرت هيئة "كبار العلماء"، الحملة الضارية الموجَّهة إلى الأزهر الشريف، ومناهجه العِلميَّة، وقياداته المسؤولة، على نحوٍ لم يَسبِق له مثيلٌ، مؤكدة أنه لا يستندُ إلى حقائقَ علميَّةٍ، أو وقائعَ صحيحةٍ.

واعتبرت الهيئة أن هذه الحملة تطاوُلٍ عجيبٍ لا تقبَلُه الروحُ المصريَّةُ العارفةُ بفضل الأزهر ورجاله الذين واجَهُوا المحتلِّين، وتقدَّموا صُفوفَ الشهداء في كلِّ أيام مصرَ التاريخيَّة، وأحداثها الفاصلة.

وذكر بيان الهيئة، "يستنكرُ الأزهر هذه الحملةَ المشبوهةَ البائسة، فإنَّه ليَثِقُ أنَّ جماهير الشعب المصري تستنكرُها أيضًا، وأنَّ هذه الحملة ليست إلا سحابة صيف لا تلبث أن تنقشع، كما انقشعت سوابقُ لها من قبل على امتداد تاريخ الأزهر".

ودان الأزهرُ إتاحةَ الفُرص في بعض وسائل الإعلام للتهجُّمِ على تراث الأمَّةِ وثوابتِها وعلمائها والعبث بالسُّنَّةِ النبويَّةِ، وحقائق الدِّين، والعمل على زعزعة ثقة الأمَّة في تُراثها وتاريخها.

وُنبّه الأزهرُ على أنَّ المهاجمين لتراث الأمَّة وعلمائها إنما يخدمون النزعات الطائفيَّة التي تتمدَّد في المجتمعات السُّنيَّة لتفكيك وحدةِ الأمَّة.

وأشار بيانُّ الهيئة إلى أن الأزهر الشريف لا يتَلقَّى توجيهاتٍ علويَّة ليَفعَل أو لا يفعَل، وأنَّ ما ذُكِرَ في شأن التجديد الدِّيني لا يمكن أن يَمسَّ مصادر الأحكام الشرعية المقرَّرة، وأدلتها الكليَّة، ولا يتعلَّق بمناهج الاستنباط الأصوليَّة وقواعدها، ولا بأحكام الحلال والحرام المستنبَطة على يدِ المجتهدين طِبقًا لأصول الاجتهاد.

كما أعلن الأزهر أنَّ التجديد الحقَّ الذي يعمل من أجله علماءُ الأزهر هو في أسلوب الخِطاب الدعوى وطريقة العرض وترسيخ وسطيَّة الإسلام وحقائق الدِّين، وثوابته ومقاصده التي تدفعُ إلى التقدم والتحضُّر والنهوض على منهج أهل السُّنَّة والجماعة الذي هو منهج الأزهر الشريف على مرِّ تاريخه، والذى يرفض أن يكون أداةً لترويج المذهبيَّة المتشدِّدة والطائفيَّة المغالية وإغراء الناس بشتَّى المغريات على الانتساب إليها والوقوع في حبائلها.

وشددت الهيئة على أن الأزهر الشريف يُمثِّل ضمير الأمة ويُرابط على ثغور الإسلام وحراسة الشريعة وعلومها، والعربية وآدابها، ولم ولن يعمل إلا لنُصرة الأمة ووحدتها وجمع كلمتها ورفعة شأنها.