باريس - كميل حوّا
يستضيف باريس سان جيرمان الفرنسي يوم الثلاثاء فريق مانشستر سيتي الإنجليزي ضمن المجموعة الأولى في دوري أبطال أوروبا.
وستعرف المباراة تجدد المواجهة بين ليونيل ميسي - لاعب باريس سان جيرمان - ومدربه السابق بيب غوارديولا الذي يدرب حالياَ مانشستر سيتي منذ صيف عام 2016. و تعد العلاقة التي ربطت ميسي وغوارديولا واحدة من أنجح العلاقات في العصر الحديث.
فقد حقق الثنائي 14 بطولة لنادي برشلونة الإسباني خلال أربع سنوات، ويعتبر ميسي وغوارديولا من أقوى عناصر كرة القدم الأوروبية منذ أكثر من عشر سنوات.
ومنذ أن ترك غوارديولا تدريب النادي الكتالوني في عام 2012، فإن ميسي كان الأكثر تهديفا في الناديين اللذين دربهما غوارديولا في دوري أبطال أوروبا أو الشامبيونزلييغ.
وتفسر العلاقة طويلة الأمد بين اللاعب والمدرب وتألق ميسي الدائم، السبب في سعي المدرب الإسباني للتوقيع مع النجم الأرجنتيني خلال موسم الانتقالات الصيفي الماضي، لكن اللاعب انتهى به المطاف ضمن صفوف باريس سان جيرمان ليقابل مدربه القديم مجددا في دوري الأبطال.
ويبدو الطريق طويلا أمام برشلونة، الذي يعاني حالياَ في ظل قيادة رونالد كومان، لكي يصل إلى سنوات المجد التي حققها مع مدربيه السابقين وخاصة بيب غوارديولا وارتباطه المثمر مع ميسي.
ورُقي غوارديولا من مدرب للفريق الثاني للبارصا إلى مدرب الفريق الأول في بداية موسم 2008/2009 وقد كانت تجربة غير مسبوقة نتج عنها ثلاثية تاريخية وهي دوري الأبطال وبطولتي الدوري وكأس ملك إسبانيا.
وفي موسم 2008/2009، سجل ميسي 38 هدفا ووصل إجمالي أهدافه مع غوارديولا 211 هدفاً من بينها رقم لا يصدق حين سجل 73 هدفا في موسم 2011-2012 وهو آخر موسم لغوارديولا مع البارصا.
وخلال رحلة الاثنين معا، حقق برشلونة لقب الدوري ثلاث مرات، والشامبيونزلييغ مرتين - وفي المرتين على حساب مانشستر يونايتد في النهائي - وكأس الملك مرتين، وكأس السوبر الإسباني ثلاث مرات، وكأس السوبر الأوروبي مرتين وكذلك كأس العالم للأندية.
ويقول ميسي عن مدربه السابق: "لقد نقل بيب لنا كمية كبيرة من الفخر، والطموح، والرغبة في البطولات، ونجح في الفوز بثقتنا من اليوم الأول لأننا وجدنا كيف يدير الأمور بصورة سليمة. وعندما بدأت النتائج الإيجابية تتحقق، ازدادت ثقتنا معه".
مع تجدد اللقاء بين الرجلين في أمسية الثلاثاء على ملعب حديقة الأمراء، نتذكر كيف كان ميسي - الذي نال الكرة الذهبية ست مرات - قاسيا أمام الفرق التي دربها غوارديولا، إذ سجل ستة أهداف في أربع مباريات ضد فرق يدربها غوارديولا في دوري أبطال أوروبا.
في مايو/آيار 2015، سجل ميسي مرتين في مباراة الذهاب بقبل النهائي بدوري الأبطال في مرمى بايرن ميونيخ، ليقود النادي الكتالوني للمباراة النهائية مرة أخرى.
ويقول غوارديولا عن النجم الأرجنتيني: "ميسي لاعب لا يُصدق تماما، فهو سريع وقوي، وقد استعاد مستواه المعهود الذي عهدته حين كنت أدربه. هو أفضل لاعب على مر العصور، أستطيع أن أقارنه ببليه. أنا فخور جدا بالسنوات التي قضيناها سويا".
وحقق ميسي لقب دوري الأبطال أربع مرات، كان آخرها عام 2015 حين فاز البارصا في المباراة النهائية على يوفنتوس الإيطالي بثلاثة أهداف لهدف، أما غوارديولا فلم يفز باللقب منذ أن افترق عن ميسي، وقد كان قريبا جدا من تحقيق اللقب مع فريقه مانشستر سيتي إلا أن خسر النهائي من مواطنه تشلسي الإنجليزي.
وشهد موسم 2016/2017 آخر لقاء بين الرجلين، وذلك في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، حينها قسا البرغوث - وهو لقب من ألقاب ميسي - على فريق غوارديولا، مانشستر سيتي، بثلاثة أهداف - هاتريك - في مباراة الذهاب على ملعب كامب نو، واكتفى بهدف في مباراة العودة التي فاز بها السيتيزنز 3-1
ما لم يفكر فيه أحد، تحقق هذا الصيف. فتحت قواعد اللعب المالي النظيف للدوري الإسباني، لم يتمكن برشلونة من تسجيل عقد ميسي، لذا غادر كامب نو.
وتحدثت تقارير عن عودة ميسي للعمل مع غوارديولا والانضمام للأزرق السماوي - أحد ألقاب نادي مانشستر سيتي - لكنه انضم لفريق ماوريتسيو بوتشيتينو في صفقة انتقال حر ليشكل خط هجوم رائع لنادي عاصمة الأنوار إلى جوار بطل العالم كيليان إمبابيه، والنجم البرازيلي نيمار جونيور.
وبنهاية الميركاتو الصيفي الرائع، انتقل خصم ميسي اللدود كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد، ومذاك تمكن اللاعب البرتغالي في إحراز أربعة أهداف للشياطين الحمر.
لقد كانت بداية ميسي في العاصمة الفرنسية محبطة، فالنجم البالغ من العمر 34 عاما واجه مشاكل تتعلق باللياقة البدنية وأصيب أيضا ولعب فقط ثلاث مباريات لناديه، ومنها مباراة واحدة كاملة، بالإضافة إلى أنه لم يعرف طريق التهديف حتى الآن.
وكان أول ظهور للنجم الأرجنتيني بقميص باريس خلال مواجهة نادي رانس إذ حل كبديل لمدة 25 دقيقة في الخامس والعشرين من أغسطس/آب الماضي، وتعادل النادي بهدف لمثله أمام كلوب بروج البلجيكي في أولى مباريات النادي بدور المجموعات في الشامبيونزلييغ في الخامس عشر من سبتمبر/آيلول الجاري.
بعد ذلك التاريخ بأربعة أيام، ثار جدل حين قرر مدرب باريس سان جيرمان استبدال ميسي عند الدقيقة 76 خلال مباراة أولمبيك ليون بالدوري الفرنسي، وهو قرار أظهر حالة من الاستغراب من لاعبي دكة البدلاء الذين بدا عليهم الاستغراب من قرار المدرب.
وصرح جوليان لورينس، الخبير في الكرة الفرنسية لإذاعة بي بي سي، "صوب ميسي كرتين ارتطمتا بالعارضة في مباراتي بروج وليون، كان من الممكن أن نشاهد هدفين رائعين لو نزلت الكرة خمسة سنتيمترات عن مستوى العارضة".
وتابع قائلا: "على عكس كريستيانو الذي ذهب إلى مكان يعرفه، سيستغرق الأمر بعض الوقت من ميسي. لن يؤدي بكامل إمكانياته على الفور، والثلاثي الأمامي في باريس يحتاج للوقت وبعض المجهود من المدرب بوتشيتينو".
ويضيف لورينس، " من الصعب القول إنه لم يحقق التطلعات المنتظرة منه، لأنه صنع أشياء رائعة. لكن المستوى المعتاد منه سيظهر".
قد يهمك ايضًا: