الدار البيضاء - محمد خالد
بلغ الزمالك المصري لكرة القدم نهائي دوري أبطال إفريقيا رغم خسارته أمام الوداد البيضاوي بـ 5-2 في المباراة التي جمعت بينهما مساء الأحد بملعب "مولاي عبد الله" بالرباط برسم إياب نصف النهائي.
وفاجأ فريق الوداد ضيفه الزمالك ببداية قوية في المباراة بعد أن تمكن لاعبو الفريق الأحمر المدعمين بجماهير غفيرة فاق عددها 30 الف متفرج، من فرض سيطرتهم وافتتاح باب التسجيل في الدقيقة 11 عن طريق المهاجم الليبيري ويليام جبور الذي تلقى تمريرة عرضية من اللاعب إسماعيل الحداد الذي تخطى دفاع الزمالك بسرعته ومهارته، ومرر كرة عرضية مميزة وضعها حبور في المرمى، مسعلا المدرجات ومحييا آمال الفريق المغربي الذي دخل المواجهة وهو يبحث عن شبه معجزة بعد أن خسر ذهابا برباعية دون رد.
ارتباك الزمالك تواصل في الدقائق الأولى، حيث ظل متراجعا للدفاع، وسط اندفاع كبير للعناصر الودادية، التي واصلت السيطرة وتهديد الحارس المصري، إلى أن تمكنت من تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 19 عن طريق اللاعب إسماعيل الحداد وسط فرحة هيستيرية للجماهير الودادية واللاعبين والطاقم الفني، حيث ارتفعت الآمال وكبرت الطموحات بعودة محتملة في النتيجة.
بالمقابل دخلت عناصر الزمالك في فترة فراغ وارتباك في ظل تواصل الهجمات الودادية الخطيرة عن طريق الثلاثي الخطير شيكاتارا وفابريس وجبور.
وفي الوقت الذي كان فيه الوداد يبحث عن هدف ثالث يقربه من تحقيق ما كان يعتبر معجزة، تمكن الزمالك وضد مجرى اللعب من خطف هدف قاتل عن طريق اللاعب باسم يوسف قبل 10 دقائق من نهاية الشوط الأول، مستغلا خطأ في تموضع الدفاع الودادي.
هذا الهدف نزل كقطعة ثلج على جماهير ولاعبي الوداد الذين باتت مهمتهم أكثر تعقيدا، حيث بات الفريق المغربي بحاجة إلى أربعة أهداف في الجولة الثانية، دون تلقي أي هدف من أجل خطف بطاقة النهائي.
ومع اقتراب الشوط الأول من نهايته عاد الوداد ليحي آماله بالتأهل من خلال تسجيل هدف ثالث سحله الليبيري جبور في الدقيقة 45، من تمرير محكمة من الحداد، لتشتعل المدرجات من جديد ويعود الأمل للفريق المغربي من جديد.
ومع بداية الشوط الثاني دفع مدرب الزمالك مؤمن سليمان بالمخضرم شيكابالا من أجل إعادة التوازن لخط وسط فريقه، بينما دفع مدرب الوداد باللاعب أوناجم لدعم خط الهجوم.
وكاد الوداد البيضاوي من افتتاح التهديف في الشوط الثاني وإضافة هدف رابع، بعد محاولة خطيرة جدا من طرف اللاعب إسماعيل الحداد في الدقيقة 48 بعد اختراقه لدفاع المنافس، ومرر كرة تصدى لها الحارس الشناوي قبل الوصول إلى شيكاتارا.
هجوم الوداد في الشوط الثاني قابلته محاولة الزمالك في تهدئة اللعب وأنزال نسق اللقاء لتفادي تلقي أهداف أخرى تزيد وضعيته تعقيدا وتدخل لاعبيه في مرحلة الشك، واعتمد لاعبو الزمالك على سلاح السقوط المتتالي لتكسير إيقاع الوداد.
وحملت الدقيقة 54 الهدف الرابع لفريق الوداد عن طريق اللاعب فابريس أونداما الذي هز شباك الحارس الشناوي معلنا أن نتيجة الذهاب لم تكن سوى سقطة عابرة، وأحيى من جديد آمال فريقه في قلب الطاولة على فريق " مدرسة الفن والهندسة".
وواصل الوداد ضغطه وحصل على ضربة جزاء بعد لمس الكرة ليد أحد مدافعي الزمالك ترجمها المهاجم الكونغولي فابريس أونداما في الدقيقة 64، لتشتعل الأجواء بشكل كبير.
وحاول الزمالك إقلاق دفاع الوداد عن طريق شيكابالا في محاولتين، وكان قريبا جدا من تحقيق الهدف في إحدى المحاولات، لكن الدفاع الودادي تدخل.
وفي الدقيقة 78 كاد اللاعب إسماعيل الحداد أن يباغت الحارس الشناوي ويسحل هدف الخلاص للوداد، من خلال تسديدة قوية ارتطمت بالقائم الأيسر قبل أن تخرج، لتهتز معها قلوب الوداديين الذين اعتقدوها في الشباك.
وفي الوقت الذي كان فيه الوداد يبحث عن هدف التأهل التاريخي، تمكن النيجيري ستانلي من منح الزمالك هدفا ثمينا جدا في الدقيقة 81 مستغلا ارتباك الدفاع الودادي، ليعيد الأمور إلى نقطة الصفر، ومقربا فريقه من النهائي.
وكاد اللاعب ستانلي أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 85 لكن تسديدته الزاحفة أنقذها اللاعب نوصير من خط المرمى الفارغ من الحارس العروبي، بينما اتسم أداء الوداد في الدقائق الأخيرة بالتسرع والارتباك والشك الذي دخل غلى نفوس اللاعبين، لتنتهي المباراة بتأهل الفريق المصري للنهائي، وإقصاء "مشرف" للوداد بالنظر للعرض الذي قدمه في الإياب.