البرتغالي جوزيه مورينيو يسقط فرحًا

ليس من المعتاد أنَّ ينطلق البرتغالي جوزيه مورينيو على العشب أمام نظيره ليحتفل مع لاعبيه أمام الكاميرات، ولكن يبدو أنَّ كأس رابطة الأندية الإنكليزية يعني الكثير للرجل، لاسيما وأنه حصل بالفعل على 16 لقب في بطولات كبرى في عالم كرة القدم.

يعد هذا الفوز سادس بطولة كبرى لمورينيو في كرة القدم الإنكليزية، على الرغم من أنه يضيف الدرع الخيري العام 2005، وثالث انتصاراته في كأس رابطة أندية المحترفين.

وبحسب ما نشرته صحيفة "إندبندنت" بشأن مباراة تشيلسي وتوتنهام، فإنَّ مورينيو استمتع بانتصاره، تحت مطر ويمبلي، بطريقة غير متوقعة من الرجل الذي فاز بلقبين في دوري أبطال أوروبا، فضلاً عن بطولات دوري كرة قدم الكبرى في أربعة بلدان.

وبعد ذلك صرَّح بأنه كان يتطلع إلى هذا النهائي؛ إذ كانت المرة الأولى له للعمل كمدير فني في بورتو منذ 12 عامًا، مضيفًا: "لست في حاجة لتحمل عناوين الصحف، مرّ موسمين دون الكأس، وبدا الأمر وكأنه 20 عامًا من دون الكأس، إنها مشكلة جيدة، الشعور بأن عامين فترة طويلة، هذا شعور جيد".

هذا الكأس هو رقم 17 لمدرب تشيلسي الذي أصبح أكثر تصميمًا على عدم التخاذل في السعي لتحقيق رقم 18.

ما بدا حقًا أنَّ ما أسعد مورينيو هو إطلاق اسم "الاستراتيجي" على فوزه، أي قراره باستبدال نيمانيا ماتيتك الموقوف عن طريق نقل ظهير الوسط كورت زوما، في واحدة من أعقد مهام وسط الملعب.

وسيكون من المناسب أنَّ نقول أنَّ هذا القرار أتى بثماره، إلى حدٍ وصف النجم الفرنسي الشاب مارسيل ديساييه، قرار مورينيو بـ"اللاعب الأساسي في الفوز".

بينما أضاف مورينيو: "كنا فريقًا يلعب بطريقة استراتيجية، الفريق أتى من أجل الفوز، الفريق الذي كان مرتاحًا في اللعب، هو الفريق الذي وجد حلاً للحفاظ على الاستقرار بعد الفعلة "الإجرامية" التي فعلها ماتيتك وتسببت في وقفه، وقد وجدنا الطريق لذلك".

كان الأداء مبني على قيادة جون تيري، النجم رقم واحد الذي لا يتغير في مركز قلب دفاع تشيلسي، وسجل الهدف الأول واندفع لمنع تسديدة من هاري كين في الدقيقة 87.

كما استطاع تيري تحييد المهاجم الشاب لوقت طويل من اللعبة، الأمر الذي بدا وكأنه جزء لا يتجزأ من عملية وقف توتنهام، مما أدى إلى رفع كابتن تشيلسي الكأس للمرة الأولى بعد عصر رومان أبراموفيتش.

ولا يمكنك ألا تلاحظ أنَّ تيري استعد لنزول درجات ويمبلي، وهو يحمل الكأس فشعر وهو في يده بأنه رسالة تهنئة أخيرة، واتجهت نظراته لأعلى لرؤية مدرب منتخب إنكلترا روي هودجسون.

وعلى الرغم من كل ما قدمه قبل المباراة فإن النتيجة كانت بمثابة القبلة وظهر هذا على وجهه عند خط التماس، ومورينيو الذي تصارع على القليل من نهائيات الكأس عندما تم تنفيذ خطته شعر بسلاسة وهدوء.

وعندما سجل دييغو كوستا الهدف الثاني في الدقيقة 56، بدأ فريق توتنهام يربط الحزام استعدادًا للرحيل، وكانت الضريبة رحلة طويلة إلى إيطاليا لدوري أوروبا، الخميس المقبل، أمام فيورنتينا.

بدأ مورينيو مؤتمره الصحافي بتحية مطولة غير مرغوب فيها لماوريسيو بوتشيتينو وعندما حان وقت مدير توتنهام بدا، على أقل تقدير، أنه توصل إلى تفاهم مع فكرة الهزيمة، مؤكدًا إنه كان يتوقع إما أنَّ يلعب غاري كاهيل، وفقًا للشائعات قبل المباراة، أو زوما في خط الوسط، على الرغم من أنه اتضح أنَّ فريقه لا يمكنه القيام بأي شيء لوقف تشيلسي.

ولفترات خلال الشوط الأول، بدا أنَّ توتنهام كان في طريقه للإمساك بتلابيب هذه اللعبة، تحديدًا من خلال كريستيان إريكسن، ولكن الحقيقة أنَّ هامش الهزيمة لم يكن حقيقي، فبحلول النهاية قدموا أفضل ما عندهم و كانت النتيجة صفر.

وأشار بوتشيتينو إلى أنَّ متوسط العمر في فريقه 23 عامًا فقط، وقال إنه سيعود إلى التدريب على أرض الملعب مع فريقه.

كانت مشكلتهم في هذا النهائي أنهم لم يعاقبوا تشيلسي، مضيفًا: "ما لم تتمكن من تسجيل الأهداف ضدهم والحفاظ على تسجيل الأهداف"، وهو ما أظهره توتنهام في يوم رأس السنة، وبذلك سيجد تشيلسي غالبًا طريقًا للعودة.

في النصف الأول، كان كايل ووكر واندروس تاونسند تهديدًا في الجانب الأيمن من دفاع تشيلسي، كين وجد طريقه عن طريق خداع لاعبي تشلسي الثلاثة في تلك الدقيقة، وفي نهاية المطاف جاء التقدم عندما صوب إريكسين ركلة حرة من خارج منطقة الجزاء تصدت لها العارضة ببراعة مانعة لاعبي السبيرز من التقدم، لكن بسبب أداء لاعبي سبيرز "الجيد"، كان على حارس المرمى بيتر تشيك أن يقلق.

أما كوستا فبدا كعادته مشاكسًا؛ إذ دفع بيده نبيل بن طالب في شجار، خلال الشوط الأول، ومن المؤسف حصول إريك دير على كارت الإنذار عندما دخل في صراع مع كوستا بعد مرور نصف الوقت فقط، وهروب رجل تشيلسي الأكثر خطورة وخروجه دون عقاب، في إشارة إلى كوستا.

وصل هدف الفوز في الدقيقة الـ45 عندما ناصر الشاذلي، الأقل شهرة بالنسبة لمعظم من في اللعبة، وتسبب في حالة من الفوضى؛ لقطعه تمريرة عرضية وعرقلة برانيسلاف ايفانوفيتش، وقفز فوقه.

كانت هذه الركلة الحرة السبب في سقوط سبيرز، أما داني روز فلم يكن له دور وحتى عندما حصل على الكرة لم يحرك ساكنًا بل كان من الأفضل حالًا لو تركها لبن طالب.

ثم جاء الهدف عن طريق ركلة حرة غير مباشرة من الجهة اليمنى خارج منطقة الجزاء، أرسلها ويليان على رأس زوما، الذي ارتدت منه الكرة، ثم ذهبت إلى تيري الذي قابلها بتسديدة سكنت الشباك.

وفي الشوط الثاني، سيطر تشيلسي على الملعب وحوصر كين بشكل أكثر فعال للغاية بين كل من تيري وكاهيل وأمامهم، زوما الذي لعب دوره جيدًا.

وجاء الهدف الثاني من كوستا من هذه الخطوة التي حولت الكرة من اليمين إلى اليسار بسرعة، عندما مررها ويليان لفابريغاس لكوستا.

وعندما أرسل فابريغاس تمريرة حريرية لكوستا، الذي هيأ الكرة لنفسه في الجهة اليسرى داخل منطقة الجزاء، ثم سدد لترتطم الكرة في أقدام كايل ووكر، وتغير مسارها إلى شباك الحارس الفرنسي لوريس، الذي حاول مع الكرة، لكن دون جدوى، وبحلول نهاية اللعب بدأ فريق توتنهام في الانسحاب.