غزة ـ محمد حبيب
تعرّضت الحركة الرياضية الفلسطينية لدمارٍ كبير، جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، أخيرًا، حيث كانت الرياضة الفلسطينية ببنيتها التحتية ورياضييها هدفًا لصواريخ الاحتلال وقذائفه الحاقدة.وجاء استهداف الحركة الرياضية ليزيد من حالة المعاناة والدمار التي تعيشها الرياضة الغزية بسبب حربي 2008، 2012، حيث لم تتم إعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال الحربين السابقتين، بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ 8 أعوام.وطالت آلة الحرب الصهيونية، بنيرانها، كوادر الحركة الرياضية، فكان منهم الشهداء والجرحى وبعضهم أسرى، وآخرين تهدمت بيوتهم، وشردت عائلاهم .
وحصرت وزارة الشباب والرياضة في غزة، في تقرير وصل "المغرب اليوم" نسخة منه، ما خلفه العدوان الغاشم، من شهداء وجرحى وأسرى، إضافة للأندية والملاعب الرياضية التي دمرت في القطاع.وأبرز التقرير أنّه استشهد خلال هذا العدوان 22 رياضيًًا، كانوا جزءًا من حالة الصمود والصبر الذي عاشته غزة خلال العدوان، هم في مجال كرة القدم عبد الرحمن الزاملي لاعب نادي الزيتون، وأحمد دلول مدرب نادي التعاون، وأحمد أبو سيدو لاعب نادي التفاح، وتامر العايدي مشجع نادي خدمات رفح، ومحمود فرحات لاعب نادي تل السلطان، وعلاء أبو دحروج لاعب ناشئي نادي اتحاد دير البلح، وعلاء عبد ربه لاعب نادي الجزيرة، وفريد أحمد مدرب نادي الأقصى، وبشار أحمد لاعب نادي خدمات جباليا، ومحمود الجوراني لاعب خدمات دير البلح، و وعاهد زقوت مدرب ومحلل وإعلامي رياضي، ومحمد القطري لاعب الأمعري السابق والعامل في أكاديمية "بلاتر"، عدي جبر لاعب بيت عور التحتا.
يأتي هذا فضلًا عن الشهداء يحيى السري لاعب نادي خدمات خانيونس (سلة)، وأحمد رمضان لاعب خدمات البريج (يد)، وإسماعيل الخليلي لاعب منتخب فلسطين (تايكواندو)، وعبد الله فحجان إعلامي رياضي (موقع صدى الملاعب).ومن الرياضيين في مجال الكرة الطائرة استشهد عبد الناصر العجوري لاعب نادي السلام، وأسامة رجب لاعب نادي بيت لاهيا، وأحمد الغلبان لاعب نادي معن، وأحمد أبو سويرح لاعب نادي اتحاد الزوايدة، ومحمد المبيض لاعب نادي حطين.وعلى صعيد البنية التحتية شمل الدمار أكثر من 32 منشأة رياضية، ما بين تدميرٍ كلي وجزئي، إضافة لتدمير عشرات المنازل لرياضيين فلسطينيين، حيث طال الدمار الكلي العشرات من الأندية والملاعب، منها ملعب النصيرات المعشب، ملعب بيت حانون المعشب، ملعب الشوكة، ملعب الرباط، ملعب التعاون، ملعب الهلال المعشب، وأندية العودة، التعاون، الترابط، شباب المغازي، أهلي بيت حانون، بيت حانون الرياضي، والوفاق الرياضي، إضافة إلى مخيم الإخاء العربي التابع لوزارة الشباب والرياضة.
وتمَّ تدمير ما يقرب من 12 ملعبًا رياضيًا على مستوى القطاع، فنال الدمار بنيتها التحتية فأصبحت غير صالحة للاستخدام، وبحاجة لثلاث أشهر على الأقل لترميمها.وأعلنت وزارة الشباب والرياضة عن تشكيل لجنة لحصر الأضرار التي لحقت بالقطاع الرياضي في قطاع غزة، نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، كما زار وفد من الوزارة منازل الشهداء من أبناء الوزارة أحمد دلول ومحمود الخطيب وتقديم التعازي للموظف بسام الديب باستشهاد نجله معتز، وللموظف سائد المدهون باستشهاد شقيقه.ومن المقرر أن تبدأ اللجنة الفنية عملها، لتقييم وحصر الأضرار التي لحقت بالأندية والملاعب والصالات الرياضية بالتنسيق مع الإدارة العامة للمديريات في الوزارة، على أن تتابع دائرة الإعلام لدى الوزارة توثيق ما تعرض له القطاع الرياضي وإجراء مقابلات مع مسؤولي الأندية والملاعب.
وأوضح وكيل مساعد وزارة الشباب والرياضة أحمد محيسن أنَّ "القطاع الرياضي تعرض كباقي القطاعات لاستهداف مباشر وأضرار كبيرة"، مشيرًا إلى أنّ "الشعب الفلسطيني تعرض لأبشع الجرائم مع استشهاد ما يقارب الألفي مدني، وما يزيد عن 10 آلاف جريح، وتدمير آلاف المنازل والمساجد والمصانع والمرافق الحيوية كافة".
وأكّد محيسن أنّ "الوزارة ستباشر تقديم برامجها فور الإعلان عن انتهاء العدوان، على أن تنفذ نشاطات إعلامية ورياضية وبرامج خاصة بالدعم النفسي للأطفال، والعديد من الأنشطة الكشفية والتطوعية من خلال المراكز الشبابية".بدوره، بيّن مدير عام الشؤون الرياضية في الوزارة جمال العقيلي أنَّ "العدوان الصهيوني استهدف ما يقارب 32 منشأة رياضية بصورة كاملة أو جزئية، حسب المتابعة الأولية لآثار العدوان".وأضاف العقيلي أنَّ "التقديرات الأولية التي قيمتها الوزارة للخسائر في القطاع الرياضي بلغت 10 ملايين دولار".وتمّ الاتفاق على ترتيب مؤتمر صحافي، وبيت عزاء للشهداء الرياضيين، وتنظيم زيارات للجرحى في المشافي للتخفيف من مصابهم، على أن يتم تحديد موعد ومكان الفعاليات فور الإعلان عن انتهاء العدوان.
إلى ذلك، تعرضت العديد من المنشآت لأضرار جزئية على رأسها اتحاد كرة القدم، وأندية الشوكة، القادسية، القرارة، الشجاعية، التفاح، الصلاح، خدمات البريج، بيت لاهيا الرياضي، مركز شباب بيت لاهيا، ونادي خدمات جباليا، وصالتي رفيق السالمي و هايل عبد الحميد التابعتين لوزارة الشباب والرياضة .وبلغ حجم الخسائر المادية للقطاع الرياضي جراء العدوان الغاشم ما يقرب من 2 مليون و720 ألف دولار.واعتبر أحمد محيسن أنَّ "استهداف الحركة الرياضية من طرف الاحتلال، جاء ليؤكّد على همجية المحتل واستهدافه لكل ما هو فلسطيني"، مبرزًا أنّ "الحركة الرياضية قدمت الكثير من الشهداء والجرحى على مدار أعوام العمل المقاوم في فلسطين".