يحيى جابر مخرج مسرحية"هنا بيروت"

لبّى رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، دعوة جمعية "مارش"(لبنان) وحضر مع تمام سلام وفؤاد السنيورة العرض الأول لمسرحية"هنا بيروت" نص وإخراج يحيى جابر، بمناسبة الذكرى 42 لاندلاع الحرب على لبنان في 13 نيسان/أبريل 1975، بمشاركة  17 شابًا وشابة من أحياء بيروت المختلفة.

ومثّل المشاركون كل أطياف بيروت، من طوائف ومذاهب وحتى من المخيمات الفلسطينية، والنازحين السوريين، مما أعطى العمل صفة الشمولية في رصد واقع بيروت الديموغرافي، ونقل ما يدور لدى هذا الطرف من كلام عن الأطراف الأخرى من خلال برنامج للهواة يتقدم إليه موهوبون لعرض ماعندهم، وإذا بهم جميعًا على موجة واحدة من الميل إلى الإشادة بالطرف الذي ينتمون إليه، ويتردد معهم كورال المؤيدين والمطبّلين من الحضور، وكلهم شباب(14) وصبايا(3)، وبدا واضحًا أن جزءًا يسيرًا من الضحكات صادر من الصف الأول للرؤساء وعدد من النواب المستقبليين، على الحوارات المتداولة بين أهل "الطريق الجديدة" و"الخندق الغميق"، وترجم في الختام بدردشة و"سيلفي" بين الرئيس الحريري والمشاركة في المسرحية "فاطمة عيتاني"، في الوقت الذي حرص فيه الحريري على مصافحة المشاركين الـ 17 على الخشبة واحدًا واحدًا، وتهنئتهم على جهدهم وحضورهم الفطري.

وتواجد عناصر فريق العمل في ديكور قهوة شعبية ويأتيهم صوت( الممثل جوزيف بونصار) من برنامج الهواة، يطرح عليهم أسئلة قليلة ومختصرة عن عائلاتهم ومواهبهم، وتكون معظم الإجابات خارج السياق الفني، وفي عمق التجاذبات السياسية والطائفية(كانت عابرة في المسرحية)والمذهبية( معظم التركيز عليها)، وكلما عبرت شخصية في سياق ردود المشاركين، أو جملة تعني هذا المذهب أوذاك تحمس الفرقاء لانتماءاتهم وصرخوا بعبارات حماسية، بينما عمد أخصامهم إلى التنمّر عليهم بصوت خفيض غالبًا لكي لا يكون استفزازًا لمشاعرهم، وهناك أمثلة عديدة وردت يضيق المجال هنا لاستعراضها، تؤكد في كليتها على كواليس ما يتردد في المنازل والمكاتب واللقاءات من كلام هذا الفريق عن ذاك، ودائمًا بأسلوب المبالغة عن بعضهم البعض، وكان واضحًا أن الحضور كانوا صورة عن الموجودين على الخشبة، وعند الخروج من صالة مسرح المدينة كان الجميع يضحكون في سعادة غامرة والأرجح لأن ما قيل في المسرحية يتداولونه هم في جلساتهم الخاصة والمغلقة.

وبات الكاتب والمخرج يحيى جابر من خلال أعماله العديدة راصدًا أول لحياة بيروت وأهلها من كافة الملل والأطياف وحتى الجنسيات، وبدا ذلك في أعلى درجاته مع"هنا بيروت" التي تصب في خانة المفاتحة، والفضفضة، حتى لا يبقى ما هو عالق في الذهن أو القلب مما يعكر صفو الوئام السائد بين عموم الشعب اللبناني والقاطنين معه في بيروت من إخوان ووافدين . وزرع 17 مشاركًا حياة بيروت على الخشبة: "آدم حمود"،"محمد عياش"، "عدنان كاستيرو"، " محمد علي أبوصالح"،" أدونا حمود"، " زكريا الشوحة"، " محمد حمادة"، "محمد شلبي"، " سهيل زايد"، "يوسف شنواني"، "فاطمة عيتاني"، "زايد كنجو"، "علي دولاني"، "سوزان حمدان"، "محمد ياسين"، "جاد حاموش"، "محمد شقير".